827 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن
828 - وعن أبي عبد الله سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلى ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى رواه البخاري
الشَّرْحُ
هذان الحديثان نقلهما النووي رحمه الله في ( باب آداب المجلس والجليس ) فمن آداب المجلس أن الإنسان إذا دخل على جماعة يجلس حيث ينتهي به المجلس هكذا كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة إذا أتوا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم يعني لا يتقدم إلى صدر المجلس إلا إذا آثره أحد بمكانه أو كان قد ترك له مكان في صدر المجلس فلا بأس وأما أن يشق المجلس وكأنه يقول للناس ابتعدوا وأجلس أنا في صدر المجلس فهذا خلاف هدى النبي صلى الله عليه وسلم وهدى أصحابه رضي الله عنهم وهو يدل على أن الإنسان عنده شيء من الكبرياء والإعجاب بالنفس ثم إن كان الرجل صاحب خير وتذكير وعلم فإن مكانه الذي هو فيه سيكون هو صدر المجلس فسوف يتجه الناس إليه إن تكلم أو يسألونه إذا أرادوا سؤاله ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا دخل المجلس جلس حيث ينتهي به ثم يكون المكان الذي هو فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو صدر المجلس هكذا أيضا ينبغي للإنسان إذا دخل المجلس ورأى الناس قد بقوا في أماكنهم فليجلس حيث ينتهي به المجلس ثم إن كان من عامة الناس فهذا مكانه وإن كان من خاصة الناس فإن الناس سوف يتجهون إليه ويكون مكانه هو صدر المجلس كذلك أيضا من آداب المجلس ألا يفرق بين اثنين يعني لا يجلس بينهما فيضيق عليهما فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يتطهر في بيته يوم الجمعة ويدهن ويأخذ من طيب أهله ثم يأتي إلى الجمعة ولا يفرق بين اثنين ويصلي ما كتب له حتى يحضر الإمام فإنه يغفر لهما بين الجمعة والجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام فدل ذلك على أنه يجب على الإنسان في يوم الجمعة أن يتطهر والمراد بذلك الاغتسال لأن غسل الجمعة واجب ويأثم من لم يغتسل إلا لضرورة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غسل الجمعة واجب على كل محتلم يعني على كل بالغ فكل بالغ يأتي إلى الجمعة فإنه يجب عليه أن يغتسل إلا أن يخاف ضررا أو لا يجد ماء كما لو مر مثلا بقرية وهو مسافر وأراد أن يصلي الجمعة معهم ولم يجد مكانا يغتسل فيه فهذا يسقط عنه لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وكذلك أيضا مما يسن في هذا اليوم أن يدهن وذلك إذا كان له شعر رأس فإنه يدهن رأسه ويصلحه حتى يكون على أجمل حال ومن ذلك أيضا أن يلبس أحسن ثيابه ومن ذلك أيضا أن يتسوك يخصها بسواك الجمعة وليس السواك العادي ولهذا لو أن الإنسان استعمل يوم الجمعة الفرشاة التي تطهر الفم لكان هذا حسنا وجيدا ومن ذلك أن يتقدم إلى المسجد فإن من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ومن أتى بعد دخول الإمام فليس له أجر التقدم ولكن له أجر الجمعة لكن أجر التقدم حرم منه وكثير من الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية ليس لهم شغل في الجمعة ومع ذلك تجده يقعد في بيته أو في سوقه بدون أي حاجة وبدون أي سبب ولكن الشيطان يثبطه من أجل أن يفوت عليه هذا الأجر العظيم فبادر من حين تطلع الشمس واغتسل وتنظيف والبس أحسن الثياب وتطيب وتقدم إلى المسجد وصل ما شاء الله واقرأ القرآن إلى أن يحضر الإمام وكذلك أيضا من آداب الجمعة ألا يفرق بين اثنين يعني لا تأتي بين اثنين تدخل بينهما وتضيق عليهما أما لو كان هناك فرجة فهذا ليس بتفريق لأن هذين الاثنين هما اللذان تفرقا لكن أن تجد اثنين متراصين ليس بينهما مكان لجالس ثم تجلس بينهما هذا من الإيذاء وقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتخطى الرقاب يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له اجلس فقد آذيت كل هذه من آداب الحضور إلى الجمعة
829 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن وفي رواية لأبي داود لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما