833 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقال رجل يا رسول الله إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى ؟ قال: ذلك كفارة لما يكون في المجلس رواه أبو داود رواه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك من رواية عائشة رضي الله عنها وقال صحيح الإسناد
الشَّرْحُ
سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذاك وفي حديث أبي برزة الذي وصله المؤلف بالحديث السابق دليل على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يفعله وبين أن هذا كفارة المجلس وقلما يجلس الإنسان مجلسا إلا ويحصل له فيه شيء من اللغط أو من اللغو أو من ضياع الوقت فيحسن أن يقول ذلك كلما قام من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك حتى يكون كفارة للمجلس أما الحديث الآخر عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قلما يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم اقسم لنا من خشيتك وذكر تمام الحديث فهذا سيأتي الكلام عليه إن شاء الله في موضع آخر والمقصود بهذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في أكثر أحيانه ولكن هل هو في كل مجلس حتى مجالس الوعظ ومجالس الذكر ؟ في هذا نظر وابن عمر رضي الله عنهما لا يتابع النبي صلى الله عليه وسلم في كل مجلس بل قد يفوته بعض المجالس فإن قال الإنسان هذا الذكر في أثناء المجلس أو في أوله أو في آخره حصل بذلك السنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها
834 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن ليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا رواه الترمذي وقال حيث حسن
الشَّرْحُ