169- بابُ إعانةِ الرفيقِ
في الباب أحاديث كثيرة تقدمت كحديث:
( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) (انظر الحديث رقم 245) .
وحديث: ( كل معروف صدقة ) (انظر الحديث رقم 134) وأشباههما
969- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضيَ اللَّه عنه قال : بينما نَحْنُ في سَفَرٍ إِذ جَاءَ رَجُلٌ على رَاحِلةٍ لهُ ، فَجعَلَ يَصْرِفُ بَصَرهُ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فقال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ ، فَلْيعُدْ بِهِ على منْ لا ظَهر له ، ومَنْ كانَ له فَضلُ زَادٍ ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا زَادَ له » فَذَكَرَ مِنْ أَصْنافِ المال ما ذَكَرَهُ ، حَتى رَأَينَا أَنَّهُ لا حقَّ لأحَدٍ منا في فضْلٍ . رواه مسلم .
970- وعنْ جابرٍ رضيَ اللَّه عنهُ ، عَنْ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه أَرادَ أَنْ يَغْزُوَ فقال: يا معْشَرَ المُهَاجِرِينَ والأنصارِ ، إِنَّ مِنْ إخوَنِكُم قَوْماً ، ليْس لهمْ مَالٌ ، وَلا عشِيرَةٌ ، فَلْيَصُمَّ أَحَدكم إِليْهِ الرَجُلَيْنِ أَوِ الثَّلاثَةَ ، فما لأحدِنَا منْ ظهرٍ يحْمِلُهُ إلا عُقبَةٌ يعْني كَعُقْبَةٍ أَحَدهمْ، قال : فَضَممْتُ إليَّ اثْنَيْينِ أَو ثَلاثَةً ما لي إلا عُقبةٌ كعقبَةِ أَحَدِهمْ مِنْ جَملي . رواه أبو داود.
971- وعنه قال : كانَ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَتَخلَّف في المسِيرِ فَيُزْجِي الضَّعيف ويُرْدفُ ويدْعُو له .. رواه أبو داود بإِسناد حسن .
170- باب ما يقوله إذا ركب الدابة للسفرِ
قال اللَّه تعالى: { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه، وتقولوا: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
972- وعن ابنِ عمر رَضِيَ اللَّه عنهما ، أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعِيرهِ خَارجاً إِلي سفَرٍ ، كَبَّرَ ثلاثاً ، ثُمَّ قالَ : «سبْحانَ الذي سخَّرَ لَنَا هذا وما كنَّا له مُقرنينَ، وَإِنَّا إِلى ربِّنَا لمُنقَلِبُونَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى . اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ » وإِذا رجَعَ قَالهُنَّ وزاد فيِهنَّ : « آيِبونَ تَائِبونَ عَابِدُون لِرَبِّنَا حَامِدُونَ » رواه مسلم .
معنى « مُقرِنِينَ » : مُطِيقِينَ .« والوَعْثاءُ » بفتحِ الواوِ وإسكان العين المهملة وبالثاءِ المثلثة وبالمد ، وَهي : الشِّدَّة . و « الكآبة » بِالمدِّ ، وهي : تَغَيُّرُ النَّفس مِنْ حُزنٍ ونحوه. « وَالمنقَلَبُ » : المرْجِعُ .