باب استحباب ابتداء القدوم بالمسجد الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين
988 - عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين متفق عليه
الشَّرْحُ
هذان البابان من آداب السفر الباب الأول أن الإنسان إذا غاب عن أهله وطالت غيبته وطالت فلا يطرقهم ليلا أي لا يأتيهم في الليل إلا لحاجة أو إعلان الحاجة مثل أن يحصل عليه في السفر مشقة لو انتظر إلى الصباح مثلا فهذه حاجة يقدم عليهم في الليل ولا حرج وكذلك أيضا إذا كان قد أعلمهم أنه سيقدم عليهم الليلة الفلانية فلا بأس أن يقدم عليهم ليلا أما إذا كان أطال الغيبة فإنه لا يطرقهم ليلا لأن النبي صلى الله عليه وسلم علل ذلك فقال لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة يعني لأجل أن المرأة تتجمل وتتزين لزوجها لئلا يقدم عليها وهي شعثة غير ماشطة أو لم تستحد أي لم تحلق عانتها فلهذا قيد المسألة إذا أطال السفر أما إذا لم يطل السفر كسفر يوم أو يومين أو ما أشبه ذلك فلا حرج عليه أن يقدم إلى أهله متى شاء والحاصل أنه إذا أطال الغيبة فلا يقدم على أهله ليلا إلا لحاجة أو إعلام فلا بأس أما الحديث الثاني فهو إذا قدم الإنسان من السفر فليبدأ قبل كل شيء بالمسجد قبل أن يدخل على أهله يبدأ بالمسجد ويصلى فيه ركعتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم سن ذلك لأمته في قوله وفعله فكان صلى الله عليه وسلم إذا قدم أول ما يبدأ به هو المسجد يصلي فيه ركعتين ولما جاءه جابر رضي الله عنه ليأخذ ثمن جمله الذي باعه عليه قال له أدخلت المسجد وصليت قال لا قال ادخل المسجد وصل ركعتين وهذه السنة قد غفل عنها كثير من الناس إما جهلا بذلك وإما تهاونا ولكن ينبغي للإنسان أن يحيي هذه السنة وإذا وصل إلى البلد فليكن أول ما يبدأ به أن يدخل إلى المسجد ويصلي ركعتين ثم بعد ذلك يذهب إلى أهله والله الموفق
باب تحريم سفر المرأة وحدها
989 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها متفق عليه