1057 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام متفق عليه
1058 - وعن بريده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة رواه أبو داود الترمذي
1059 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكارة وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط رواه مسلم
1060 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله عز وجل { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر } الآية رواه الترمذي وقال حديث حسن
الشَّرْحُ
هذه بقية الأحاديث في فضل المشي إلى المساجد ذكر الحديث الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم ممشى فأبعدهم وذلك لما سبق من أن الإنسان إذا تطهر في بيته وخرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه خطيئة ولا تزال الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه فإذا كان بيتك بعيدا عن المسجد ولم يمنعك البعد من حضور الجماعة فإنك أعظم أجرا من القريب لأن القريب ليس له عذر يسهل عليه الوصول للمسجد أما البعيد فقد يكون له شيء من العذر لبعده ومع ذلك يتجشم البعد ويأتي إلى المسجد ويصلي مع الجماعة فكان هذا أفضل ثم ذكر أن الذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أفضل من الذي يصلي ثم ينام وهذا في صلاة العشاء فإن المشروع في صلاة العشاء أن تؤخر إلى ثلث الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء ذات يوم وقد مضى عامة الليل وقال أنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي فهذا الذي صلى وحده ونام لأنه يشق عليه أن ينتظر صلاة الجماعة لكونهم يؤخرونها نقول له إذا انتظرت وصليت مع الجماعة فهو أفضل وأما إذا كان الإمام يصلي على العادة فإنه لا يجوز للإنسان أن يصلي ثم ينام لأن صلاة الجماعة واجبة حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ثم ذكر الحديث الذي أخرجه الترمذي قال بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة وهذا الحديث ضعيف لكن لا شك أن الذي يذهب إلى المسجد في الظلم فإن حزاءه من جنس العمل يعني كما تجشم الظلم وأتى إلى المساجد فإنه يكتب له النور يوم القيامة وأضعف منه الحديث الذي بعده إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله يقول إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله هذا أيضا حديث ضعيف لا يصح رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه يكفي في فضل المشي إلى المساجد ما سبق من الأحاديث الصحيحة الواضحة نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في العمل والموفقة لما يرضاه جل وعلا
باب فضل انتظار الصلاة
1061 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة متفق عليه