1418 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم & قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لم سئل عن كيفية ذكرهن قال يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين متفق عليه .
وزاد مسلم في روايته فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
الدثور جمع دثر بفتح الدال وإسكان الثاء المثلثة وهو المال الكثير .
الشَّرْحُ
هذا من الأحاديث الدالة على فضيلة الذكر المخصوص المقيد بعمل وقد سبق لنا أن الأذكار منها مطلق ومقيد وهذا منها حديث أبي هريرة أن فقراء المهاجرين جاءوا يشتكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون إن أهل الأموال سبقونا إنهم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من الأموال يعني زيادة يتصدقون بها ويحجون ويعتمرون ويجاهدون فدلهم النبي صلى الله عليه وسلم على أمر قال ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه لم يزدكم من لحقكم وتسبقون به من بعدكم قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين يعني تقولون سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة فهذه تسع وتسعون ثم إنهم فعلوا ذلك ولكن سمع الأغنياء بهذا ففعلوا مثله فتساووا معهم في هذا الذكر فرجع الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما صنعنا فصنعوا مثله وكأنهم يريدون شيئا آخر يختصون به فقال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
ففي هذا الحديث من الفوائد: أولا حرص الصحابة رضي الله عنهم على التسابق إلى الخير وأن كل واحد منهم يحب أن يسبق غيره .
ومنها من فوائد هذا الحديث أن هذا الذكر سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مشروع خلف الصلوات وقد ورد في حديث آخر أنه تكمل المائة بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وهذه صفة من صفات الذكر بعد الصلاة .
ومن صفات الذكر بعد الصلاة أن تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسا وعشرين فيكون الجميع مائة ومن صفاته أيضا أن تقول سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربع وثلاثين فهذه مائة .
ومن صفاته أن تقول سبحان الله عشر مرات والحمد لله عشر مرات والله أكبر عشر مرات تفعل هذا مرة وهذا مرة لأن الكل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الحديث سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم على المراجعة والمناقشة لأنه عليه الصلاة والسلام يريد الحق أينما كان والحق معه لكن يطيب قلوب الناس ويبين لهم .
ومنها من فوائد الحديث أن الله سبحانه وتعالى إذا من على أحد بفضل فإنما هو فضله يؤتيه من يشاء ولن يجور بهذا الفضل على أحد فإذا أغنى هذا وأفقر هذا فهو فضله يؤتيه من يشاء وليس هذا بجور بل ذلك فضله يؤتيه من يشاء وكذلك أيضا من رزقه الله علما ولم يرزق الآخر فهذا من فضله فالفضل بيد الله عز وجل يؤتيه من يشاء .
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن الأغنياء من الصحابة كالفقراء حريصون على فعل الخير والتسابق فيه ولهذا صنعوا مثل ما صنع الفقراء فصاروا يسبحون ويحمدون ويكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين والله الموفق .
1419- وعنْهُ عنْ رَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « مَنْ سَبَّحَ اللَّه في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ ثَلاثاً وثَلاثينَ ، وَحمِدَ اللَّه ثَلاثاً وثَلاثين ، وكَبَّرَ اللَّه ثَلاثاً وَثَلاثينَ وقال تَمامَ المِائَةِ : لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْد ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، غُفِرتْ خطَاياهُ وإن كَانَتْ مِثْلَ زَبدِ الْبَحْرَ » رواهُ مسلم .
1420- وعنْ كعْبِ بن عُرْوةَ رضي اللَّه عَنْهُ عَنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « مُعقِّبَاتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَو فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍُ مكتُوبةٍ : ثَلاثاً وثَلاثينَ تَسْبِيحَةً ، وَثَلاثاً وَثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً ، وَأَرْبَعاً وثَلاثِينَ تَكبِيرةً » رواه مسلم .
1421-
1421 -