1454 - وعنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه قال قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
الشَّرْحُ
هذا من الأذكار التي تقال في الصباح والمساء والذي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه حيث قال علمني فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا ودعاء يدعو به كلما أصبح وكلما أمسى يقول رضي الله عنه قال قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه قل اللهم فاطر السماوات والأرض يعني يا الله يا فاطر السماوات والأرض وفاطرهما يعني أنه خلقهما عز وجل على غير مثال سبق بل أبدعهما وأوجدهما من العدم على غير مثال سبق عالم الغيب والشهادة أي عالم ما غاب عن الخلق وما شاهدوه لأن الله تعالى يعلم الحاضر والمستقبل والماضي رب كل شيء ومليكه يعني يا رب كل شيء ومليكه والله تعالى هو رب كل شيء وهو مليك كل شيء والفرق بين الرب والمالك في هذا الحديث أن الرب هو الموجد للأشياء الخالق لها والمليك هو الذي يتصرف فيها كيف يشاء أشهد أن لا إله إلا أنت أعترف بلساني وقلبي أنه لا معبود حق إلا أنت فكل ما عبد من دون الله فإنه باطل لا حق له في العبودية ولا حق في العبودية إلا لله وحده عز وجل أعوذ بك من شر نفسي لأن النفس لها شرور كما قال تعالى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فإذا لم يعصمك الله من شرور نفسك فإنها تضرك وتأمرك بالسوء ولكن الله إذا عصمك من شرها وفقك إلى كل خير ومن شر الشيطان وشركه وفي لفظ وشركه يعني تسأل الله أن يعيذك من شر الشيطان ومن شر شركه أي ما يأمرك به من الشرك أو شركه والشرك ما يصاد به الحوت والطير وما أشبه ذلك لأن الشيطان له شرك يصطاد به بني آدم إما شهوات أو شبهات أو غير ذلك وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم هذا تتمة الحديث ولعله سقط من هذه النسخة أن أقترف على نفسي سوءا أقترف يعني أجر على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم فهذا الذكر أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه .
نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى .
1455 -