1875 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة رواه البخاري أبوء بباء مضمومة ثم واو وهمزة مضمومة ومعناه أقر وأعترف
1876 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام قيل للأوزاعي وهو أحد رواته كيف الاستغفار قال يقول أستغفر الله أستغفر الله رواه مسلم
1877 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل موته سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه متفق عليه
الشَّرْحُ
هذه الأحاديث ساقها النووي رحمه الله تعالى في كتابه ( رياض الصالحين ) في باب الاستغفار منها حديث شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار يعني أشرف الاستغفار وأفضله أن تقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك خلقتني وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يصبح موقنا بها ثم مات من يومه قبل أن يمسي دخل الجنة ومن قالها حين يمسي موقنا بها ثم مات قبل أن يصبح دخل الجنة يقول سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك فتقر لله عز وجل بلسانك وبقلبك أن الله هو ربك المالك لك المدبر لأمرك المعتني بحالك وأنت عبده كونا وشرعا عبده كونا يفعل بك ما يشاء إن شاء أمرضك وإن شاء أصحك وإن شاء أغناك وإن شاء أفقرك وإن شاء أضلك وإن شاء هداك حسبما تقتضيه حكمته عز وجل وكذلك أنت عبده شرعا تتعبد له بما أمر تقوم بأوامره وتنتهي عن نواهيه تقر بذلك اللهم أنت ربي وأنا عبدك خلقتني وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت تقر بأن الله خلقك هو الذي أوجدك من العدم وأنك على عهده ووعده ما استطعت على عهده لأن كل إنسان قد عاهد الله أن يعمل بما علم وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فمتى أعطاك الله علما فإنه قد عهد إليك أن تعمل به وعلى وعدك أي تطبيق وعدك ما وعدت أهل الخير من الخير وما وعدت أهل الشر من الشر ولكن أنا على وعدك أي في الخير لأنك في هذه الكلمات تتوسل إلى الله عز وجل أعوذ بك من شر ما صنعت يعني أنت تعوذ بالله من شر ما صنعت لأن الإنسان يصنع خير فيثاب ويصنع شرا فيعاقب ويصنع الشر فيكون سببا لضلاله كما قال الله تعالى { فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم } فأنت تتعوذ بالله من شر ما صنعت ثم أبوء لك بنعمتك علي يعني أعترف بنعمتك العظيمة الكبيرة التي لا أحصيها وأبوء بذنبي أعترف به فاغفر لي هذا الذنب إنك أنت الغفور الرحيم فاحرص على حفظ هذا الدعاء وحافظ عليه صباحا ومساء إن مت من يومك فأنت من أهل الجنة وإن مت من ليلتك فأنت من أهل الجنة ثم ذكر أحاديث أخرى منها حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام إذا انصرف يعني إذا سلم أول ما تبدأ بعد أن تسلم من الفريضة تقول أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ثلاث مرات كيف تقول أستغفر الله وأنت صليت أديت طاعة لأن طاعتك هذه لا تخلو من نقص وخلل فتستغفر الله تعالى مما حصل فيها من خلل ونظير ذلك أن المجتهدين المتهجدين في الليل إذا فرغوا من تهجدهم استغفروا كما قال تعالى { والمستغفرين بالأسحار } وتقول اللهم أنت السلام ومنك السلام أنت السلام يعني السالم من كل نقص وعيب ومنك السلام يعني منك السلامة لولا الله عز وجل ما سلمنا ولا عملنا ولا قمنا ولا قاتلنا تباركت يا ذا الجلال والإكرام وليس فيها وتعاليت ولكن في أحاديث أخرى فيها يا ذا الجلال والإكرام أي عظمت خيراتك وبركاتك ونعمك على عبادك فينبغي للإنسان أن يستغفر بعد الصلاة الفريضة ثلاث مرات ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
1878 -