منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

  آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

 آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / ---    آداب عامة    وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 7:39 am

.
إلى هذا الحد .
وما ظنك بكعب بن مالك وهو شاب يعزل عن امرأته أمر عظيم ولكن مع ذلك لما جاءهم رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك قال أطلقها أم لا لأنه لو قال له طلقها طلقها بكل سهولة طاعة لله ورسوله فقال له رسول الرسول إن الرسول عليه الصلاة والسلام يأمرك أن تعتزل أهلك وبقي على ظاهر اللفظ .
حتى الصحابي الذي أرسل ما حرف النص لا معنى ولا لفظاً قال هكذا قال ولا أدري وهذا من أدب الصحابة رضي الله عنهم ما قال أظن أنه يريد أن تطلقها ولا أظن أنه يريد أن لا تطلقها ما قال شيئاً بل قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا فقال كعب لزوجته الحقى بأهلك فلحقت بأهلها وسيأتي .
يقول رضي الله عنه فأما صاحباي فاستكانا في بيوتهما يبكيان لأنهما لا يستطيعان أن يمشيا في الأسواق والناس قد هجروهم لا يلتفت إليهم أحد فعجزوا عن تحمل هذه الحال فبقيا في بيوتهما يبكيان .
يقول وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم أشبهم أقواهم وأجلدهم أصبرهم لأنه أصغر منهم سنا فكان يشهد الجماعة مع المسلمين ويطوف بأسواق المدينة لا يكلمه أحد .
يقول وكنت آتي المسجد فأصلي وأسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس للناس بعد الصلاة فأقول هل حرك شفتيه برد السلام أم لا أي ما يرد عليه رداً يسمع هذا مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ولكن امتثالاً لما أوحى الله إليه أن يهجر هؤلاء القوم هجرهم .
ويقول كنت أصلي وأسارق النبي صلى الله عليه وسلم النظر أي أنظر إليه أحياناً وأنا أصلي فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت إليه أعرض عني .
كل هذا من شدة الهجر .
يقول فبينما أنا أمشي ذات يوم في أسواق المدينة وطال علي جفوة الناس تسورت حائطا لأبي قتادة رضي الله عنه أي دخله من فوق الجدار من دون الباب وكأن الباب مغلق والعلم عند الله .
يقول فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام وهو ابن عمه وأحب الناس إليه ومع ذلك لم يرد عليه السلام .
مع أن الرجل كان مجفيا من الناس منبوذاً لا يكلم ولا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام ومع ذلك لم يعطف عليه ابن عمه أبو قتادة كل هذا طاعة لله ورسوله لأن الصحابة رضي الله عنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يحابون أحداً في دين الله ولو كان من أحب الناس إليه فقلت له أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله فلم يرد عليه .
فقلت أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله فلم يرد عليه .
مرتين يناشده وأبو قتادة يدري أن كعب بن مالك يحب الله ورسوله، فلما رد عليه الثالثة وقال أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله فقال الله ورسوله أعلم لم يكلمه فلم يقل نعم ولا قال لا قال كلمة لا تعد خطاباً يقول ففاضت عيناي - أي بكي - أن رجلاً ابن عمه أحب الناس إليه لا يكلمه مع هذه المناشدة العظيمة .
مع أنها مسألة تعبدية لأن قوله أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله شهادة ومع ذلك لم يشهد له مع أنه يعلم أنه يحب الله ورسوله .
وتسور البستان أي خرج إلى السوق فبينما هو يمشي إذا برجل نبطي من أنباط الشام والنبطي الذي ليس بعربي ولا بعجمي وسموا بذلك لأنهم كانوا يخرجون في البراري يستنبطون الماء يقول من يدلني على كعب بن مالك أهل الشر ينتهزون الفرص .
فعندما قال من يدلني على كعب بن مالك قلت أنا هو فأعطاني الورقة وكنت كاتباً لأن الكتاب في ذلك العهد قليلون جداً .
يقول فقرأت الكتاب فإذا فيه أما بعد فقد بلغنا أن صاحبك جفاك أي الرسول عليه الصلاة والسلام وكان هذا الملك ملك غسان كافراً وإنك لست بدار هوان ولا مضيعة أي لا تبقى في الدار في ذل وضياع وهوان فتعال إلينا الحق بنا نواسك أي تعالى إلينا نواسك بأموالنا وربما نواسك بملكنا .
ولكن الرجل رجل مؤمن بالله ورسوله ومحب لله ورسوله قال وهذه من البلاء أي الإمتحان وصدق رضي الله عنه .
رجل مجفو لا يكلم مهجور منبوذ حتى من أقرب الناس إليه لو كان في قلبه ضعف إيمان لانتهز الفرصة بدعوة هذا الملك وذهب إليه .
ثم ذهب إلى التنور فسجره فيه أي أوقدها .
وإنما أوقدها في التنور ولم يجعلها معه لئلا توسوس له نفسه بعد ذلك أن يذهب إلى هذا الملك .
فأتلفها لكي ييأس منها ولا يحاول أن يجعلها حجة يذهب بها إلى هذا الملك ثم بقى على ذلك مدة .
ففي هذه القطعة من الحديث دليل على جواز التخلف عن الجماعة إذا كان الإنسان مهجوراً منبوذاً وعجزت نفسه أن تتحمل هذا كما فعل صاحبا كعب لأنه لا يشك أنه من الضيق والحرج أن يأتي الإنسان إلى المسجد مع الجماعة لا يسلم عليه ولا يرد سلامه ومهجور ومنبوذ هذا تضيق به نفسه ذرعاً، وهذا عذر كما قال العلماء .
ومن فوائده شدة امتثال الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ودليل ذلك ما جرى لأبي قتادة مع كعب .
ومن فوائده أنه يجب التحرز من أصحاب الشر وأهل السوء الذين ينتهزون الضعف في الإنسان والفرص في إضاعته وهلاكه .
فإن هذا الملك انتهز الفرصة في كعب يدعوه إلى الضلال لعله يرجع عن دينه إلى دين هذا الملك بسبب حال كعب .
ومن فوائده قوة كعب بن مالك في دين الله وأنه من المؤمنين الخلص وليس ممن قال الله فيهم { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله } من الناس من يقول آمنا بالله ولكن إيمانه ضعيف إذا أوذي في الله ارتد والعياذ بالله وفسق وترك الطاعة .
كعب بن مالك أوذي في الله إيذاء أيما إيذاء لكنه صبر واحتسب وانتظر الفرج ففرج الله له تفريجا لم يكن لأحد غيره وصاحبيه أنزل الله فيهم ثناء عليهم آيات تتلى إلى يوم القيامة، نحن نقرأ قصتهم في القرآن في صلاتنا هذا فضل عظيم .
ومن فوائد الحديث أنه ينبغي للإنسان إذا رأى فتنة أو خوف فتنة أن يتلف هذا الذي يكون سبباً لفتنته .
فإن كعباً لما خاف على نفسه أن تميل فيما بعد إلى هذا الملك ويتخذ هذه الورقة وثيقة حرقها رضي الله عنه .
ومنه أيضاً ما جرى لسليمان بن داود عليهما السلام حينما عرضت عليه الخيل الصافنات الجياد في وقت العصر فغفل فيما عرض عليه الصلاة حتى غابت الشمس فلما غابت الشمس وهو لم يصل العصر دعا بها فجعل يضرب أعناقها وسوقها انتقاماً من نفسه لنفسه لأنه انتقم من نفسه التي لهت بهذه الصافنات الجياد عن ذكر الله { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق } فالمهم أنك إذا رأيت شيئاً من مالك يصدك عن ذكر الله فأبعده عنك بأي وسيلة تكون حتى لا يكون سبباً لإلهائك عن ذكر الله .
فإن الذي يلهى عن ذكر الله خسارة كما قال تعالى { يا أيها آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } يقول رضي الله عنه فلما تمت لنا أربعون ليلة أي شهر وعشرة أيام وكان الوحي قد استلبث أي لم ينزل كل هذه المدة وهذا من حكمة الله عز وجل في الأمور الكبيرة العظيمة يستلبث الوحي كما في هذه القصة وكما في قصة الإفك حين انقطع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لحكمة الله عز وجل حتى يتشوف الناس إلى الوحي ويتشرقوا إليه ماذا سينزل رب العالمين عز وجل .
بقى الوحي أربعين ليلة ما نزل فلما تمت أربعون ليلة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كعب وصاحبيه أن يعتزلوا نساءهم وقد سبق .
وجاءت زوجة هلال بن أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأنه في حاجة إليها لتخدمه لأنه ليس له خادم فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن لا يقربها فقالت: إنه ليس له في هذا الأمر من شيء يعني أنه ليس له شهوة في النساء وإنه ما زال يبكي رضي الله عنه منذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم إلى يومه هذا لأنه ما يدري ماذا تكون النهاية .
يقول رضي الله عنه فلما مضى عشر ليال بعد هذا وكنت ذات يوم أصلي الصبح على سطح بيت من بيوتنا لأنه كما مر كانوا رضي الله عنهم قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم .
يقول فسمعت صارخاً يقول وهو على سلع - وهو جبل معروف في المدينة وصاح بأعلى صوته يقول يا كعب بن مالك أبشر يقول فعلمت أن الله قد أنزل في فرجي وركب فارس من المسجد يؤم بيت كعب بن مالك يبشره .
وذهب مبشرون إلى هلال بن أمية ومرارة بن الربيع يبشرونهما بتوبة الله عليهما .
انظر إلى فرح المسلمين بعضهم مع بعض كل يسعى ويركض من جهة .
يقول فجاء الصارخ وجاء صاحب الفرس فكانت البشرى للصارخ لأن الصوت أسرع من الفرس يقول فأعطيته ثوبي الإزار والرداء وليس يملك غيرهما لكن استعار من أهله أو جيرانه ثوبين فلبسهما وأعطى ثوبيه هذا الذي بشره .
أعطاه كل ما يملك، لكنها والله بشرى عظيمة أن ينزل الله توبتهم ويمن عليهم بالتوبة .
ثم نزل متوجهاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاه الله عن أمته خيراً قد بشر الناس بعد صلاة الصبح بأن الله أنزل توبته على هؤلاء الثلاثة، لأنه يحب من أصحابه وأمته إلى أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله .
يقول فذهبت أتأمم الرسول فجعل الناس يلاقونني أفواجاً أي جماعات يهنئونه بتوبة الله عليه .
هؤلاء القوم يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم فلم يحسدوهم على ما أنعم الله به عليهم من إنزال القرآن العظيم بتوبتهم بل جعلوا يهنئونهم حتى دخل المسجد .
وفي هذا فوائد: أولاً شدة هجر النبي عليه الصلاة والسلام لهؤلاء الثلاثة حتى إنه أمرهم أن يعتزلوا نساءهم والتفريق بين الرجل وامرأته أمر عظيم .
ثانياً وفيه قول الرجل لامرأته الحقي بأهلك ليس بطلاق لأن كعباً فرق بين قوله الحقي بأهلك وبين الطلاق، فإذا قال الرجل لامرأته الحقي بأهلك ولم ينو الطلاق فليس بطلاق .
أما إذا نوى الطلاق فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى الحديث فإذا ما نوى بهذه الكلمة وأمثالها الطلاق فله ما نوى .
ثالثاً: شدة امتثال الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رضي الله عنه ما تردد ولا قال لعلي أراجع الرسول عليه الصلاة والسلام .
أو قال للرسول الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إليه لعله يسمح بل وافق بكل شيء .
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته فإنه بعد أن أمره باعتزال النساء لهن رخص لهلال بن أمية لأنه يحتاج لخدمة امرأته .
خامساً جواز حكاية الحال عند الاستفتاء أو الشهادة أو ما أشبه ذلك، وإن كان المحكي عنه قد لا يحب أن يطلع عليه الناس لأن امرأة هلال بن أمية ذكرت من حاله أنه ليس له حاجة إلى شيء من النساء .
سادساً أن الإنسان إذا حصل له مثل هذه الحال وهجره الناس وصار يتأذى من مشاهدتهم ولا يتحمل فإنه له أن يتخلف عن صلاة الجماعة وإن هذا عذر لأنه لو جاء إلى المسجد في هذه الحال سوف يكون متشوشاً غير مطمئن في صلاته ولهذا صلى كعب بن مالك صلاة الفجر على ظهر بيت من بيوته وسبق لنا ذكر هذه الفائدة سابعاً حرص الصحابة على التسابق إلى البشرى لأن البشرى فيها إدخال السرور على المسلم وإدخال السرور على المسلم مما يقرب إلى الله عز وجل لأنه إحسان والله سبحانه يحب المحسنين ولا يضيع أجرهم .
فلذلك ينبغي لك إذا رأيت من أخيك شيئاً يسره كأن يكون خبراً ساراً أو رؤيا سارة ؟ أو ما أشبه ذلك أن تبشره بذلك لأنك تدخل السرور عليه .
ثامناً أنه ينبغي مكافأة من بشرك بهدية تكون مناسبة للحال لأن كعب بن مالك أعطى الذي بشره ثوبيه وهذا نظير ما صح به الخبر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وكان يأمر الناس إذا حجوا أن يتمتعوا بالعمرة إلى الحج وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينهى عن المتعة لأنه يحب أن يعتمر الناس في وقت حتى يكون البيت دائماً معموراً بالزوار، فعل هذا اجتهاداً منه رضي الله عنه وهو من الاجتهاد المغفور وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام أولى .
المهم أن رجلاً استفتى عبد الله بن عباس في هذه المسألة فأمره أن يتمتع وأن يحرم بالعمرة ويحل منها .
فرأى هذا الرجل في المنام شخصاً يقول له حج مبرور وعمرة متقبلة فأخبر بذلك عبد الله بن عباس الذي أفتاه، ففرح بذلك ابن عباس وأمره أن يبقى حتى يعطيه من عطائه أي يعطيه هدية على ما بشره به من هذه الرؤيا التي تدل على صواب ما أفتاه به ابن عباس .
والمهم أن من بشرك بشيء فأقل الأحوال أن تدعو له بالبشارة أو تهدي له ما تيسر وكل إنسان بقدر حاله .
يقول رضي الله عنه حتى دخلت المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحوله أصحابه فقام إلى كعب طلحة بين عبيد الله رضي الله عنه فصافحه وهنأه بتوبة الله عليه .
يقول والله ما قام إلي أحد من المهاجرين رجل غير طلحة فكان لا ينساها له حيث قام ولاقاه وصافحه وهنأه حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا وجهه تبرق أساريره لأنه عليه الصلاة والسلام سره أن يتوب الله على هؤلاء الثلاثة الذين صدقوا الله ورسوله وأخبروا بالصدق عن إيمان وحصل عليهم ما جرى من الأمر العظيم من هجر الناس لهم خمسين يوماً حتى نسائهم بعد الأربعين أمر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعتزلوهن .
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك وصدق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه الله أنزل توبته وتوبة صاحبيه في قرآن يتلى تكلم به رب العالمين عز وجل وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم محفوظاً بواسطة جبريل ومحفوظاً إلى يوم القيامة .
ولا يوجد أحد سوى الأنبياء أو من ذكرهم الله في القرآن حفظت قصته كما حفظت قصة كعب بن مالك وصاحبيه .
بقيت هذه القصة تتلى في كتاب الله في المحاريب وعلى المنابر وفي كل مكان ومن قرأ هذه القصة فله بكل حرف عشر حسنات .
فقلت له أمن عندك يا رسول الله أو من عند الله ؟ قال لا بل من عند الله عز وجل لأنه إذا كان من عند الله كان أشرف وأفضل وأعظم .
فقال كعب إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله أي يتخلى عنه ويجعله صدقة إلى الله ورسوله شأنه وتدبيره فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك فأمسكه رضي الله عنه .
ففي هذه القطعة من الحديث فوائد: أولاً فيها دليل على أن من السنة إذا أتى الإنسان ما يسره أن يهنأ به ويبشر به سواء كان خير دين أو خير دنيا .
ولهذا بشرت الملائكة إبراهيم عليه السلام بغلام حليم وبغلام عليم .
الغلام الحليم إسماعيل والغلام العليم إسحاق ثانياً إنه لا بأس بالقيام إلى الرجل لمصافحته وتهنئته بما يسره والقيام إلى الرجل لا بأس به قد جاءت به السنة وكذلك القيام للرجل وأنت باق في مكانك لا تتحرك إليه فهذا أيضاً لا بأس به إذا اعتاد الناس لأنه لم يرد النهي عنه وإنما النهي والتحذير من الذي يقام له لا من القائم فإن من يقام له قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار قال أهل العلم والقيام ثلاثة أقسام .
الأول قيام إلى الرجل الثاني قيام للرجل .
والثالث: قيام على الرجل فالقيام إلى الرجل لا بأس به وقد جاءت به السنة أمراً وإقرارً وفعلاً أما الأمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه عند تحكيمه في بني قريظة قال الرسول عليه الصلاة والسلام قوموا إلى سيدكم وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه قد أصيب في غزوة الأحزاب في أكحله - وهو عرق في اليد إذا انفجر مات الإنسان - فدعا الله أن لا يميته حتى يقر عينه في بني قريظة وكانوا حلفاء للأوس وخانوا عهد النبي عليه الصلاة والسلام وصاروا مع الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طعن سعد قال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة وكان من علو منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يضرب له خباء في المسجد - أي خيمة صغيرة - لأجل أن يعوده من قريب فكان يعوده من قريب .
ولما حصلت غزوة قريظة ورضوا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر سعد إلى بني قريظة فجاء راكباً على حمار لأنه قد أنهكه الجرح فلما أقبل قال الرسول عليه الصلاة والسلام قوموا إلى سيدكم فقاموا فأنزلوه فقال الرسول عليه الصلاة والسلام له إن اليهود من بني قريظة حكموك فقال رضي الله عنه حكمي نافذ فيهم قال نعم وأقروا به وقالوا نعم حكمك نافذ .
قال وفيمن هاهنا - يشير إلى الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة قالوا نعم فقال أحكم فيهم أن تقتل مقاتلهم وتسبى ذريتهم ونساؤهم وتغنم أموالهم حكم صارم .
قال الرسول عليه الصلاة والسلام حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماواته فنفذ النبي صلى الله عليه وسلم حكمه وقتل منهم سبعمائة رجل وسبي نساءهم وذرياتهم وغنم أموالهم .
الشاهد قوله قوموا إلى سيدكم هذا فعل أمر ولما دخل كعب إلى المسجد قام إليه طلحة بن عبيد الله والنبي صلى الله عليه وسلم يشاهد ولم ينكر عليه .
ولما قدم وفد ثقيف إلى الرسول عليه الصلاة والسلام بالجعرانة قبل الغزوة قام لهم أو قام إليهم عليه الصلاة والسلام .
الثاني القيام للرجل هذا لا بأس به لاسيما إذا اعتاد الناس ذلك وصار الداخل إذا لم تقم له يعد ذلك امتهاناً له فإن ذلك لا بأس به وإن كان الأولى تركه كما في السنة لكن إذا اعتاده فلا حرج فيه .
الثالث القيام عليه كأن يكون جالساً ويقوم واحد على رأسه تعظيماً له فهذا منهي عنه قال الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا حتى إنه في الصلاة إذا صار الإمام لا يستطيع القيام وصلى جالسا فإن المأمومين يصلون جلوسا ولو كانوا يقدرون على القيام لئلا يشبهوا الأعاجم الذين يقومون على ملوكهم .
فالقيام على الرجل منهي عنه اللهم إلا إذا دعت الحاجة لذلك كأن خاف على الرجل أن يعتدي عليه أحد فلا بأس أن يقوم عليه القائم وكذلك إذا قام الرجل إكراما له في حال بقصد فيه إكرامه وإهانة العدو مثل ما حصل من المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في صلح الحديبية حينما كانت قريش تراسل النبي صلى الله عليه وسلم للمفاوضة فيما بينهم .
كان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه واقفا على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإهانة لرسل الكفار الذين يأتون للمفاوضة .
وفي هذا دليل على أنه ينبغي لنا نحن المسلمين أن نغيظ الكفار بالقول وبالفعل لأنا هكذا أمرنا قال الله سبحانه { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } وقال تعالى { ليغيظ بهم الكفار } وقال الله تعالى { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح } ومن المؤسف أن منا من يدخل عليهم السرور والفرح وربما يشاركهم في أعيادهم والعياذ بالله الكفرية التي لا يرضاها الله بل يسخط عليها والتي يخشى أن ينزل العذاب عليهم وهم يلعبون بهذه الأعياد يوجد من الناس من لا قدر للدين عنده كما قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة .
أدخل عليهم ما يحزنهم ويغطيهم ويدخل عليهم أشد ما يكون من الضيق هكذا أمرنا لأنهم أعداء لله ولدينه وللملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
المهم أن المغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف تعظيماً له حتى أنه في أثناء المراسلة فعل الصحابة شيئاً لا يفعلونه في العادة .
كان عليه الصلاة والسلام إذا تنخع تلقوا نخامته بأيدهم ثم يمسحون بها وجوههم وصدورهم مع أنهم ما كانوا يفعلون هذا لكن لأجل إذا ذهب رسول الكفار إلى الكفار بين لهم حال الصحابة مع نبيهم عليه الصلاة والسلام .
ولذلك لما رجع الرسول إلى قريش قال والله لقد دخلت على الملوك وكسرى وقيصر والنجاشي فلم أر أحداً يعظمه أصحابه مثلما يعظم أصحاب محمد محمداً رضي الله عنهم وأرضاهم وجزاهم الله عنا خيراً .
المهم أن القيام على الرجل إن كان المقصود به حفظ الرجل أو كان المقصود به إغاظة العدو فإن هذا لا بأس به .
ثالثاً أن من أنعم الله عليه بنعمة فإن من السنة أن يتصدق بشيء من ماله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقر كعب بن مالك على أن يتصدق بشيء من ماله توبة إلى الله عز وجل لما حصل له من هذا الأمر العظيم الذي كان فخراً له يوم القيامة .
ذكر كعب بن مالك أن من توبته أن لا يحدث بحديث كذب بعد إذ نجاه الله تعالى بالصدق، ومازال كذلك ما حدث بحديث كذب أبداً بعد أن تاب الله عليه فكان رضي الله عنه مضرب المثل في الصدق حتى إن الله أنزل فيه وفي صاحبيه { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } أنزل الله تعالى الآيات في بيان منته عليهم بالتوبة من قوله تعالى { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } ففي هذه الآية أكد الله توبته على النبي والمهاجرين والأنصار أكدها بقوله { لقد تاب الله } .
فأما النبي فهو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين الذي غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
وأما المهاجرون فهم الذين هاجروا من بلادهم من مكة إلى المدينة هاجروا إلى الله ورسوله فجمعوا في ذلك بين الهجرة ومفارقة الوطن ومفارقة الديار وبين نصرة النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم إنما هاجروا إلى الله ورسوله .
أما الأنصار فهم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أهل المدينة رضي الله عنهم الذين آووا النبي ونصروه ومنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وقدم الله المهاجرين لأنهم أفضل من الأنصار لجمعهم بين الهجرة والنصرة .
وقوله { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } وذلك في الخروج معه إلى غزوة تبوك إلى بلاد بعيدة والناس في أشد ما يكونون في الحر والناس في أطيب ما يكونون لو بقوا في ديارهم لأن الوقت وقت قيظ والوقت وقت طيب الثمار وحسن الظلال ولكنهم رضي الله عنهم خرجوا في هذه الساعة الحرجة في ساعة العسرة { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } فإن بعضهم كاد يتخلف بدون عذر فيزيغ قلبه ولكن الله عز وجل من عليهم بالاستقامة حتى خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله { ثم تاب عليهم } أكد ذلك مرة أخرى { إنه بهم رءوف رحيم } شملهم بالرأفة والرحمة والرأفة أرق من الرحمة لأنها رحمة ألطف وأعظم من الرحمة العامة .
ثم قال { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } والثلاثة هم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وخلفوا أي خلف البت في أمرهم وليس المراد تخلفوا عن الغزوة بل خلفهم الرسول عليه الصلاة والسلام لكي ينظر في أمرهم ماذا يكون حكم الله تعالى فيهم .
وقوله { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت } ضاقت عليهم الأرض مع سعتها والرحب السعة .
حتى قال كعب بن مالك لقد تنكرت لي الأرض حتى قلت لا أدري هل أنا في المدينة أو غيرها من شدة الضيق عليهم .
{ وضاقت عليهم أنفسهم } نفس الإنسان ضاقت عليه فهي لا تتحمل أن تبقى ولكنهم صبروا حتى فرج الله عنهم .
وقوله { وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه } الظن هنا بمعنى اليقين أي أيقنوا أن لا ملجأ من الله أي أنه لا أحد ينفعهم ولا ملجأ من الله إلا إلى الله فالله بيده كل شيء عز وجل .
وقوله { ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم } تاب عليهم لينالوا مراتب التوبة التي لا ينالها إلا أحباب الله كما قال الله { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } أما أولئك الذين اعتذروا من المنافقين إلى الرسول عليه الصلاة والسلام واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله فإن الله أنزل فيهم شر ما أنزل في بشر .
فقال { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم } فلا تلومونهم { فأعرضوا عنهم إنهم رجس } أعوذ بالله رجس الخمر رجس القذر الذي يخرج من دبر الإنسان رجس روث الحمير رجس هؤلاء مثلهم { ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون } بئس المأوى والعياذ بالله إنهم ينتقلون من الدنيا إلى جهنم نسأل الله العافية، نار حامية تطلع على الأفئدة مؤصدة عليهم في عمد ممدة .
{ يحلفون لكم لترضوا عنهم } لأنكم لا تعلمون سرائرهم ولا يبدو لكم إلا الظواهر { فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } إذا رضى الناس عنك كلهم والله لم يرض عنك فإنه لا ينفعك .
إذا رضى الله عنك أرضى عنك الناس وأمال قلوبهم إليك كما جاء في الحديث إن الله عز وجل إذا أحب شخصا نادى جبريل يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه يعين الله الرجل له فيحبه جبريل ثم ينادى في السماء ثم يوضع له القبول في الأرض فيكون مقبولاً لدى أهل الأرض .
كما قال الله عز وجل { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } لكن إذا التمس الإنسان رضى الناس بسخط الله فالأمر بالعكس يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس .
ولهذا لما تولي معاوية رضي الله عنه الخلافة كتبت له عائشة رضي الله عنها قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس وما أكثر الذين يطلبون رضى الناس بسخط الخالق عز وجل .
هؤلاء في سخط الله ولو رضى عنهم الناس، فلا ينفعهم رضى الناس قال الله هنا { فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } حتى لو رضى عنهم النبي أشرف الخلق ما نفعهم لأن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين .
وفي هذه الآية تحذير من الفسق وهو ارتكاب المعاصي التي أعظمها الكفر وكل فسق فإنه ينقص من رضى الله عن الإنسان بحسبه، لأن الحكم المعلق بالوصف يزداد بزيادته وينقص بنقصانه ويقوى بقوته ويضعف بضعفه .
الفسق سبب عدم رضى الله وهو أنواع كثيرة ومراتب عظيمة مثلا عقوق الوالدين من الفسوق وقطيعة الرحم من الفسوق وغش الناس من الفسوق والغدر بالعهد من الفسوق، والكذب من الفسوق، فكل معصية من الفسوق .
لكن صغائر الذنوب تكفرها حسنات الأعمال إذا أصلح الإنسان الحسنات كما قال الله { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً } وقال { إن الحسنات يذهبن السيئات } أما الكبائر فلا ينفع فيها إلا التوبة .
على كل حال الفسق من أسباب انتفاء رضى الله عن العبد والطاعة من أسباب الرضا .
فعليك يا أخي التزام طاعة الله إن كنت تريد رضاه وإن كنت تريد رضى الناس فأرض الله ذكر رضي الله عنه أنه خرج من المدينة، في يوم الخميس وكان يحب أن يخرج فيه ولكن ذلك ليس بدائم أحياناً يخرج يوم السبت كما خرج في آخر سفرة سافرها في حجة الوداع وربما يخرج في أيام آخر لكن غالب ما يخرج فيه هو يوم الخميس .
وذكر أن البني صلى الله عليه وسلم عاد إلى المدينة ضحى وأنه دخل المسجد فصلى فيه ركعتين وكان هذا من سنته صلى الله عليه وسلم أنه إذا قدم بلده لم يبدأ بشيء قبل المسجد وقد تقدم .
وهاتان الركعتان تشمل كل الوقت حتى أوقات النهي لأنها صلاة سببية فليس عنها نهي في أي وقت وجد سببها حل فعلها .
وأما الأحاديث

54 - فالأول عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً متفق عليه .

الشَّرْحُ

قوله عليكم بالصدق أي ألزموا الصدق والصدق مطابقة الخبر للواقع وقد سبق في حديث كعب وصاحبيه ما يدل على فضيلة الصدق وحسن عاقبته وأن الصادق هو الذي له العاقبة والكاذب هو الذي يكون عمله هباء لهذا يذكر أن بعض العامة قال إن الكذب ينجي فقال له أخوه الصدق أنجى وأنجى هذا صحيح واعلم أن الكذب يكون باللسان ويكون بالأركان .
أما باللسان فهو القول وأما بالأركان فهو الفعل ولكن يكون الكذب بالفعل إذا فعل الإنسان خلاف ما يبطن فهذا قد كذب بفعله فالمنافق مثلاً كاذب لأنه يظهر للناس أنه مؤمن يصلي مع الناس ويصوم مع الناس ويتصدق ولكنه بخيل وربما يحج فمن رأى أفعاله حكم عليه بالصلاح ولكن هذه الأفعال لا تنبئ عما في الباطن فهي كذب .
ولهذا نقول الصدق يكون باللسان وبالأركان فمتى طابق الخبر الواقع فهو صدق وهذا باللسان ومتى طابقت أعمال الجوارح ما في القلب فهي صدق وهذا صدق بالأقوال .
ثم بين النبي عليه الصلاة والسلام عندما أمر بالصدق بين عاقبتهم فقال: إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة .
البر كثرة الخير ومنه من أسماء الله البر أي كثير البر والإحسان عز وجل .
والبر من نتائج الصدق وقوله وإن البر يهدي إلى الجنة فصاحب البر نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منه يهديه بره إلى الجنة والجنة غاية كل مطلب .
ولهذا يؤمر الإنسان أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاح الغرور وقوله إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وفي رواية: ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً .
الصديق في المرتبة الثانية من الخلق من الذين أنعم الله عليهم كما قال الله سبحانه { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } فالرجل الذي يتحرى الصدق يكتب عند الله صديقاً ومعلوم أن الصديقية درجة عظيمة لا ينالها إلا أفذاذ من الناس .
وتكون في الرجال وتكون في النساء قال الله تعالى { ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة } وأفضل الصديقين على الإطلاق أصدقهم، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة الذي استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم حين دعاه إلى الإسلام ولم يحصل عنده أي تردد وأي توقف بمجرد ما دعاه الرسول إلى الإسلام أسلم، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين كذبه قومه، وصدقه حين تحدث عن الإسراء والمعراج وكذبه الناس وقالوا كيف تذهب يا محمد من مكة إلى بيت المقدس وترجع في ليلة واحدة ثم تقول إنك صعدت إلى السماء هذا لا يمكن .
ثم ذهبوا إلى أبي بكر وقالوا له أما تسمع ما يقول صاحبك ؟ قال ماذا قال ؟ قالوا إنه قال كذا وكذا قال إن كان قد قال ذلك فقد صدق فمنذ ذلك اليوم سمى الصديق رضي الله عنه .
وأما الكذب فإنه قال وإياكم والكذب .
إياكم التحذير أي احذروا الكذب وهو الإخبار بما يخالف الواقع سواء كان بالقول أو بالفعل .
فإذا قال قائل ما اليوم فقلت اليوم يوم الخميس أو يوم الثلاثاء فكذب لأنه لا يطابق الواقع لأن اليوم الأربعاء .
والمنافق كاذب لأن ظاهره يدل على أنه مسلم وهو كافر فهو كاذب بفعله .
وقوله وإن الكذب يهدي إلى الفجور يعني الخروج عن طاعة الله لأن الإنسان يفسق ويتعدى طوره ويخرج عن طاعة الله إلى معصيته وأعظم الفجور الكفر .
فإن الكفرة فجرة كما قال الله تعالى { أولئك هم الكفرة الفجرة } وقال تعالى { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين } وقال تعالى { وإن الفجار لفي جحيم } فالكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار .
وقوله وإن الرجل ليكذب وفي لفظ: لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا والكذب من الأمور المحرمة بل قال بعض العلماء إنه من كبائر الذنوب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يكتب عند الله كذاباً .
ومن أعظم الكذب ما يفعله الناس اليوم يأتي بالمقالة كذبا لكن من أجل أن يضحك الناس وقد جاء في الحديث الوعيد على هذا فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له وهذا وعيد على أمر سهل عند كثير من الناس .
فالكذب كله حرام وكله يهدي إلى الفجور ولا يستثنى منه شيء ورد في الحديث أنه يستثنى من ذلك ثلاثة أشياء في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث المرأة زوجها وحديثه إياها .
ولكن بعض أهل العلم قال: إن المراد بالكذب في هذا الحديث التورية وليس الكذب الصريح وقال التورية قد تسمى كذبا كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ثنتين فيهن في ذات الله تعالى قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وواحدة في شأن سارة الحديث وهو لم يكذب إنما ورى تورية هو فيها صادق .
وسواء كان هذا أو هذا فإن الكذب لا يجوز إلا في هذه الثلاث على رأي كثير من أهل العلم .
وأشد شيء في الكذب أن يكذب ويحلف ليأكل أموال الناس بالباطل مثل أن يدعي عليه بحق ثابت فينكر ويقول والله مالك على حق أو يدعي ما ليس له فيقول لي عندك كذا وكذا وهو كاذب فهذا إذا حلف على دعواه وكذب فإن ذلك هو اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار والعياذ بالله .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين صبر هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان فالحاصل أن الكذب حرام ولا يجوز للإنسان أن يكذب مطلقا إلا على المسائل الثلاث على الخلاف السابق .

55 -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق------- / ---
»  آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – أحاديث باب الصدق----- / ---
» آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – حديث 60 / ---
» آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – حديث 60 / ---
»  آداب عامة وأخرى / يتبع الشرح – حديث 60 / ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: