منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع ---   آداب عامة  باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 9:55 pm


باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين
585 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمن أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب متفق عليه، وهذا لفظ البخاري . وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله، وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب كراهية تمنى الموت لضر نزل به يعني من مرض أو نحوه، وأما إذا كان لخوف فتنة في الدين فلا بأس بتمني الموت، هكذا قال المؤلف رحمه الله، فالإنسان إذا نزل به الضر فلا يتمنين الموت فإن هذا خطأ وسفه في العقل، وضلال في الدين . أما كونه سفها في العقل فلأن الإنسان إذا بقي في حياته فإما محسنا فيزداد، وإما مسيئا فيستعتب ويتوب إلى الله عز وجل وكونه يموت فإنه لا يدري فلعله يموت على أسوأ خاتمة والعياذ بالله لهذا نقول لا تفعل فإن هذا سفه في العقل . أما كونه ضلالا في الدين فلأنه ارتكاب لما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: لا يتمن أحدكم الموت والنهي هنا للتحريم لأن تمني الموت فيه شيء من عدم الرضا بقضاء الله والمؤمن يجب عليه الصبر إذا أصابته الضراء، فإذا صبر على الضراء نال شيئين مهمين: الأول: تكفير الخطايا فإن الإنسان لا يصيبه هم ولا غم ولا أذى ولا شيء إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة يشاكها فإنه يكفر بها عنه . الثاني: إذا وفق لاحتساب الأجر من الله وصبر يبتغي بذلك وجه الله فإنه يثاب وقد قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ أما كونه يتمنى الموت فهذا يدل على أنه غير صابر على ما قضى الله عز وجل ولا راض به وبين الرسول عليه الصلاة والسلام أنه إما أن يكون من المحسنين فيزداد في بقاء حياته عملا صالحا . ومن المعلوم أن التسبيحة الواحدة في صحيفة الإنسان خير من الدنيا وما فيها، لأن الدنيا وما فيها تذهب وتزول والتسبيح والعمل الصالح يبقى، قال الله عز وجل: { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً } فأنت إذا بقيت ولو على أذى ولو على ضرر فإنك ربما تزداد حسنات . وإما مسيئا قد عمل سيئا فلعله يستعتب أي يطلب من الله العتبى أي الرضا والعذر، فيموت وقد تاب من سيئاته فلا تتمن الموت لأن الأمر كله مقضي وربما يكون في بقائك خير لك أو خير لك ولغيرك فلا تتمن الموت، بل اصبر واحتسب، فإن الله سيجعل بعد العسر يسرا .


الشَّرْحُ






586 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي متفق عليه .
587 - وعن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب بن الأرت رضي الله عنه نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا، ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطا له، فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب متفق عليه، وهذا لفظ رواية البخاري . ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب كراهة تمني الموت لضر نزل به إلا أن يكون لفتنة في الدين: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه مثل أن يصاب الإنسان بمرض شديد، أو بفقر شديد، أو بدين متعب، فيقول: اللهم أمتني حتى أستريح من هذه الدنيا فإن هذا حرام ولا يجوز لأنه لو مات فإنه لن يستريح ربما ينتقل من عذاب الدنيا إلى عذاب في الآخرة أشد وأشد . ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن تتمنى الموت للضر الذي ينزل بك ولكن قابل هذه المصائب بالصبر والاحتساب وانتظار الفرج، واعلم أن دوام الحال من المحال . والله عز وجل يقدر الليل والنهار، ويخلف الأمور على وجه لا يحتسبه الإنسان ولا يظنه لأن الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون فلا تتمن الموت لضر نزل بك . أما ما يتعلق بفتنة الدين، إذا افتتن الناس في دينهم وأصابتهم فتنة إما في زخارف الدنيا أو غيرها من الفتن أو أفكار فاسدة أو ديانات منحرفة أو غير ذلك فهذا أيضا لا يتمنى بسببه الإنسان الموت ولكن يقول: اللهم اقبضني إليك غير مفتون فيسأل الله أن يثبته وأن يقبضه إليه غير مفتون . وإلا فليصبر لأنه ربما يكون بقاؤه مع هذه الفتن خيرا للمسلمين يدافع عنهم ويناضل ويساعد المسلمين ويقوي ظهورهم، لكن يقول: اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون . قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي فأنت لا تدري وجه الخير في ذلك، فاجعل الأمر إلى الله: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي يعني إذا كانت وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي . فإذا دعوت الله بهذا الدعاء، فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءك . وفي هذا الحديث دليل على جواز الشرط في الدعاء، أن تشترط على الله عز وجل فيالدعاء وقد جاء ذلك في نصوص أخرى مثل: آية اللعان فإن الزوج يقول في الخامسة: إن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وهي تقول في الخامسة: إن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فالشرط في الدعاء لا بأس به . ثم ذكر المؤلف حديث قيس بن حازم حين دخلوا على خباب بن الأرت رضي الله عنه وهو من الصحابة الأجلاء دخلوا يعودونه بعد أن فتحت الدنيا على المسلمين . والمسلمون كانوا في العهد الأول فقراء، ولكن الله أغناهم بالغنائم الكثيرة التي غنموها من الكفار بإذن الله كما قال تعالى: وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا وقال: { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } فلما فتح الله على المسلمين كثرت الأموال عندهم فزادت ونمت فحصل لبعضهم ترف وصار بعضهم إذا قدم له الغداء أو العشاء يبكي على ما كانوا عليه من ضحالة العيش وقلة ذات اليد . دخلوا على خباب بن الأرت رضي الله عنه وهو مريض وقد اكتوى سبع كيات . والكي: أحد الأدوية النافعة بإذن الله ثلاثة أشياء نص عليها الرسول عليه الصلاة والسلام وبين أن بها الشفاء بإذن الله: الكي والحجامة والعسل هذه الثلاثة من أنفع ما يكون بإذن الله عز وجل وهناك بعض العلل ما ينفع فيها إلا الكي، فمثلا ذات الجنب وهو داء يصيب الرئة فتتجلط وتلصق بالصدر ويموت الإنسان منها إلا أن يشفيه الله عز وجل بأسباب . هذا النوع من الأمراض لا ينفع فيه إلا الكي كم من مريض يصاب بذات الجنب يذهب إلى الأطباء ويعطونه الإبر والأدوية وغيرها ولا ينفع فإذا كوى برئ بإذن الله . كذلك هناك أشياء تصيب الأمعاء تسمى عند أطباء العرب الطير، لأنها تتفرق في الجسد، هذه أيضا لا ينفع فيها إلا الكي، مهما أعطيت المريض من الأدوية لا ينفع فيها إلا الكي . هناك أيضا شيء ثالث يسمى عند الناس الحبة، ورم يظهر في الفم أو في الحلق، وإذا انفجر هلك الإنسان هذا أيضا لا ينفع فيه إلا الكي وأشياء كثيرة ما ينفع فيها إلى الكي . خباب بن الأرت رضي الله عنه كوى سبع كيات ثم جاءه أصحابه يعودونه فأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الإنسان يؤجر على كل شيء أنفقه إلا في شيء يجعله في التراب يعني في البناء، لأن البناء إذا اقتصر الإنسان على ما يكفيه، فإنه لا يحتاج إلى كبير نفقة، يبني له حجرة تكفيه هو وعائلته كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق كانت بيوته حجرا، لكل زوجة من زوجاته حجرة وليس فيها أكثر من ذلك، وعند قضاء الحاجة يخرجون إلى الخلاء ويقضون حاجتهم فيه . لكن تتطور الناس، ومن علامات الساعة: أن ترى الحفاة العراة العالة - يعني الفقراء - يتطاولون في البنيان، في علوه في السماء أو في تذويقه وتحسينه فهذا المال الذي يجعل في البناء لا يؤجر الإنسان عليه، اللهم إلا بناء يجعله للفقراء يسكنونه أو يجعل غلته في سبيل الله أو ما أشبه ذلك، فهذا يؤجر عليه، لكن بناء يسكنه، هذا ليس فيه أجر، بل ربما إذا زاد الإنسان فيه حصل له وزر، مثل ما يفعل بعض الفقراء الآن . الآن عندنا فقراء يستدين الإنسان منهم إلى عشر سنين أو خمسة عشر وإن طال الأجل إلى عشرين سنة، من أجل أن يرصع بنيانه بالأحجار الجميلة، أو من أجل أن يضع له أقواسا أو شرفات وهو مسكين يعمل هذا العمل المنهي عنه ويستدين على نفسه الديون الكثيرة . وأما البنيان الذي يكون على حسب العادة وليس فيه تفاخر ولا سرف ولا استدانة من أحد فهذا لا بأس به وليس فيه إثم إن شاء الله .

الشَّرْحُ



















باب الورع وترك الشبهات
قال الله تعالى: { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ } وقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } قال المؤلف - رحمه الله - باب الورع وترك الشبهات . الورع والزهد يشتبه معناهما عند كثير من الناس، لكن الفرق بينهما كما قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب الروح: الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع فمقام الزهد أعلى من مقام الورع، لأن الورع أن يترك الإنسان ما يضر والزهد أن يترك الإنسان ما لا ينفع، لأن الأشياء ثلاثة أقسام ضار ونافع وما ليس بضار ولا نافع . فالزاهد يترك شيئين من هذا، يترك الضار ويترك ما ليس بنافع ولا ضار، ويفعل ما هو نافع . الورع يترك شيئا واحدا منها وهو ما كان ضارا ويفعل النافع ويفعل الشيء الذي ليس فيه نفع ولا ضرر . وبهذا صارت منزلة الزاهد أرفع من منزلة الورع، وربما يطلق أحدهما على الآخر، فالورع ترك ما يضر، ومن ذلك ترك الأشياء المشتبهة، المشتبهة في حكمها، والمشتبهة في حقيقتها، فالأول اشتباه في الحكم والثاني اشتباه في الحال، فالإنسان الورع هو الذي إذا اشتبه عليه الأمر تركه إن كان اشتباها في تحريمه، وفعله إن كان اشتباها في وجوبه لئلا يأثم بالترك . ثم إن المؤلف - رحمه الله - ذكر آيتين في هذا الباب، ذكر قوله تعالى: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ . { وَتَحْسَبُونَهُ }: الضمير يعود على ما تلقاه الناس من الحديث الإفك الكذب في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان المنافقون يتربصون بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يشوهوا سمعته، ويدنسوا عرضه فحصلت غزوة من الغزوات، فلما قفل النبي صلى الله عليه وسلم راجعا منها نام في أثناء الطريق، وكان لنساء النبي صلى الله عليه وسلم رجال يساعدون في ترحيلهن . فلما كان في آخر الليل ذهبت عائشة رضي الله عنها لقضاء حاجتها، فجاء الذين يحملون الهودج الذي تركب فيه فحملوه على البعير وشدوه عليه، وظنوا أنها بداخله لأنها كانت في ذلك الوقت صغيرة السن خفيفة الوزن . ثم سار الركب فلما رجعت عائشة رضي الله عنها إلى المكان وجدت الناس قد رحلوا فكان من ذكائها وثبات جأشها وطمأنينتها أن بقيت في المكان، ما ذهبت تتجول يمينا وشمالا، لأنها لو ذهبت ربما ضاعت وضيعوها لكنها بقيت في مكانها وكان رجل من خيار الصحابة يقال له صفوان بن المعطل نائما، وكان من قوم إذا ناموا لم يستيقظوا إلا إذا شبعوا من النوم فلو أيقظت أحدهم قبل أن يأخذ كفايته من النوم لم يستيقظ . فاستيقظ صفوان رضي الله عنه فوجد الناس قد رحلوا ورأى هذا الشبح هذا السواد، فأقبل إليها فإذا هي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان يعرفها قبل أن ينزل الحجاب، فماذا صنع هذا الرجل . أناخ البعير ولم يتكلم بأي كلمة احتراما لفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يتكلم مع زوجته في مثل هذا المكان، أناخ البعير ووضع رجله على ساق البعير فركبت عائشة رضي الله عنها فأخذ الزمام وجعل يقود البعير ليجعل عائشة خلفه . فلما أقبل على القوم تكلم المنافقون ورأوا في ذلك فرصة وقالوا في أم المؤمنين ما هم فيه كاذبون امرأة في سفر مع رجل تتأخر عن القوم، فصاروا يتكلمون في عرض عائشة وهم لا يريدون عرض عائشة لا تهمهم فتاة عند زوجها، الذي يهمهم تدنيس فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم: { قاتلهم الله أنى يؤفكون } . فجعلوا يتكلمون وكان من حكمة الله عز وجل أن عائشة لما قدموا المدينة مرضت وبقيت في بيتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليها لكنها لم تر منه ما كانت تراه في السابق كان يمر ويقول: كيف تيكم ؟ يعني كيف هذه يسأل هكذا سؤالا عابرا لا يستقصي في السؤال فيقول مثلا كيف هي اليوم ؟ عساها أحسن من أمس، وما أشبه ذلك، ولكنه يقول هذه الكلمة لأن كلام المنافقين قد شاع في المدينة وصار عند بعض المؤمنين تردد والرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يشك في أهله ويرى أن الله عز وجل يأبى بحكمته أن يدنس فراش نبيه صلى الله عليه وسلم . ولم يكن ليصدق بهذا أبدأ لكن مع كثرة الكلام وكثرة القرع وكثرة الإرجاف تردد الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر وبعد أن مضى نحو شهر خرجت عائشة رضي الله عنها وخالتها أم مسطح بن أثاثة خرجت تقضي حاجتها وكانوا في هذا الوقت ليس عندهم مراحيض في البيوت إذا أراد الواحد أن يقضي حاجته خرج إلى الخلاء وبحث عن مكان مطمئن نازل وقضى فيه حاجته . فخرجت عائشة مع أم مسطح إلى مكان قضاء الحاجة، فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح فتعجبت عائشة كيف تقول لرجل من المهاجرين شهد بدرا تقول فيه: تعس مسطح وهو كذلك ابنها ؟ فسألتها عائشة عن سبب قولها ذلك . فإن تعس معناها خسر وهلك فقالت: أما علمت بكذا وكذا وكذا وأخبرتها بقصة الإفك وأن مسطحا كان ممن صدقوا تلك الفرية، فازدادت عائشة رضي الله عنها مرضا إلى مرضها وصارت تبكي ليلا ونهارا لا يرقأ لها دمع ولا تهنأ بعيش . وبينما الأمر كذلك حتى انتهى نفاق المنافقين إلى الرأس أنزل الله فيها هذه الآيات الكريمة: { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ } يعني طائفة منكم { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } سبحان الله ! ! هذا الإفك والرمي بالفاحشة لا نحسبه شرا ؟ نعم لا نحسبه شرا، بل هو خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه والمؤمنين لأنه حصل به من تمحيص الذنوب ورفعة المقامات، والدفاع عن عرض الرسول عليه الصلاة والسلام وفراشه ما هو خير . { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ } كل واحد تكلم في هذا الأمر له ما اكتسب من الإثم { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } . أعظمهم إثما الذي قاد هذه الفتنة وأوقد نارها والعياذ بالله . ثم ساق الله تعالى الآيات إلى قوله: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ } وكان الورع والتقى ألا يتكلموا في هذا الأمر، وأن يسألوا أنفسهم: من أين مصدره ؟ من المنافقين الذين هم أكذب الناس . ولهذا من علامات النفاق الكذب، استمعوا إلى قول الله عز وجل: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ } شهادة مؤكدة إن واللام . قال الله عز وجل: { وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } حق إنك رسوله ومع ذلك { وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } شهادة بشهادة أيهما أعظم قولهم: { نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ } أم قول الله: { وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } لا شك أن قول الله أصدق فهو يشهد عز وجل: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } في قولهم: { نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ } هذه الفاحشة التي أشيعت مصدرها من المنافقين على رأسهم عبد الله بن أبي ابن سلول لكن الخبيث ما كان ليتكلم صراحة، يأتي إلى الناس ويقول: أما سمعتم ما قيل في عائشة، قيل كذا وكذا . وهناك أناس من المؤمنين تكلموا بهذا صراحة، منهم مسطح بن أثاثة، حسان بن ثابت رضي الله عنه وحمنة بنت جحش تكلموا لأنهم بشر وأقسم أبو بكر رضي الله عنه ألا ينفق على مسطح بن أثاثة وهو ابن خالته، لكنه أقسم ألا ينفق عليه لا لأنه قال في ابنته بل قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق . فأنزل الله عز وجل قوله: { وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ } . { وَلاَ يَأْتَلِ } أي لا يحلف والمراد بذلك أبو بكر { وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ } يعني بذلك مسطحا فلا ينبغي لأهل الفضل أمثال أبي بكر رضي الله عنه أن يمتنعوا عن الإنفاق على أولي القربى والمساكين والمهاجرين وإن هم أخطأوا في بعض الأمور . { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر: بلى والله نحب أن يغفر الله لنا فرد النفقة على مسطح فامتثل أبو بكر هذا الامتثال العظيم . ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلد مسطح وحسان وحمنة، كل واحد منهم ثمانين جلدة حد القذف لكن عبد الله بن أبي ما أمر بجلده لأنه خبيث ما يصرح ولأن الحد تطهير للمحدود وعبد الله بن أبي ليس أهلا للطهارة لأنه نجس خبيث . فالحاصل أن من الورع ألا يتكلم إلا بما يعلم، وهذا الاستشهاد الذي استشهد به المؤلف ينطبق تماما على زماننا الآن، ما أكثر الذين يتكلمون في ولاة الأمور بغير علم، ما أكثر الذين يتكلمون في العلماء بغير علم، ما أكثر الذين يتكلمون في طلبة العلم بغير علم، ما أكثر الذين يتكلمون في المحسنين من ذوي الأموال بغير علم . فليس عند أكثر الناس ورع يتكلم الإنسان بما جاء على لسانه من غير أن يتحقق وهذا من الظلم والعدوان على من تكلم فيه . لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الغيبة إنها: ذكرك أخاك بما يكره قالوا: أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته .

الشَّرْحُ






























588 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب متفق عليه . وروياه من طرق بألفاظ متقاربة . قال المؤلف - رحمه الله - فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام: حلال بين، وحرام بين، ومشتبه . الحلال البين كحل بهيمة الأنعام والحرام البين كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، وكل ما في القرآن من كلمة أحل فهو حلال ومن كلمة حرم فهو حرام، فقوله تعالى: وأحل الله البيع هذا حلال بين وقوله تعالى: { وحرم الربا } هذا حرام بين . هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس، وأسباب الخفاء كثيرة، منها ألا يكون النص ثابتا عن الإنسان فيتردد: هل يصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو لا يصح ثم إذا صح قد تشتبه دلالته: هل يدل على كذا أو لا يدل ؟ ثم إذا دل على شيء معين فقد يشتبه: هل له مخصص إن كان عاما ؟ هل له مقيد إن كان مطلقا، ثم إذا تبين قد يشتبه هل هو باق أو منسوخ . المهم أن أسباب الاشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حل هذا الاشتباه ؟ الطريق بينه النبي عليه الصلاة والسلام فقال: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه من اتقاها يعني تجنبها إلى الشيء الواضح البين فقد استبرأ لدينه وعرضه . استبرأ لدينه حيث سلم من الوقوع في المحرم . ولعرضه حيث سلم من كلام الناس فيه، لأنه إذا أخذ الأمور المشتبهة صار عرضة للكلام فيه، كما إذا أتى الأمور البينة الواضح تحريمها . ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي الذي يرعى الغنم، أو الإبل أو البقر يرعى حول الحمى يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمى ازدهر وكثر عشبه أو كثر زرعه لأن الناس لا ينتهكونه بالرعي فالراعي الذي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمى ورأت العشب فإنها تنطلق إليه وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كثيرة . ولو لاحظ الإنسان وراقب فإنه قد يغفل وقد تغلبه هذه البهائم فترتع في هذا الحمى كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ثم قال عليه الصلاة والسلام ألا وإن لكل ملك حمى وهذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك إقرارا له وأن الملك له أن يحمي مكانا معينا يكثر فيه العشب لبهائم المسلمين، وهي البهائم التي تكون في بيت المال كإبل الصدقة وخيل الجهاد وما أشبه ذلك . وأما الذي يحمي لنفسه فإن ذلك حرام عليه، لا يحل لأحد أن يحمي شيئا من أرض الله يختص بها دون عباد الله فإن ذلك حرام عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلاء والنار . فالكلأ لا يجوز لأحد أن يحميه فيضع عليه الشبك أو يضع عنده جنودا يمنعون الناس من أن يرعوا فيه، فهو غصب لهذا المكان وإن لم يكن غصبا خاصا لأنه ليس ملكا لأحد لكنه منع لشيء يشترك فيه الناس جميعا فهذا لا يجوز ولهذا قال أهل العلم: يجوز للإمام أن يتخذ حمي مرعا لدواب المسلمين بشرط ألا يضرهم أيضا فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا وإن لكل ملك حمي يحتمل أنه إقرار فإن كان كذلك فالمراد به ما يحميه الملك لدواب المسلمين كخيول الجهاد وإبل الصدقة وما أشبه ذلك . ويحتمل أنه إخبار بالواقع وإن لم يكن إقرارا له، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد يخبر بالشيء الواقع أو الذي سيقع من غير إقرار له أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أننا سنركب سنن اليهود والنصارى فقال: لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن ؟ فهذا ليس إقرارا ولكنه تحذير . على كل حال فالملك له حمي يحمى سواء بحق أو بغير حق فإذا جاء الناس يرعون حول الحمي حول الأرض المعشبة المخضرة فإنهم لا يملكون منع البهائم أن ترتع فيها . ثم قال عليه الصلاة والسلام: ألا وإن حمى الله محارمه الله عز وجل أحاط الشريعة بسياج محكم حمى كل شيء محرم يضر الناس في دينهم ودنياهم وإذا كان الشيء مما تدعو النفوس إليه شدد السياج حوله انظر مثلا إلى الزنى والعياذ بالله الزنى سببه قوة الشهوة وضعف الإيمان لكن النفوس تدعو إليه لأنه جبلة وطبيعة فجعل حوله سياجا يبعد الناس عنه فقال: { ولا تقربوا الزنى } لم يقل ولا تزنوا قال: { ولا تقربوا الزنى } يشمل كل ذريعة توصل إلى الزنى من النظر واللمس والمحادثة وغير ذلك . كذلك الربا حرمه الله عز وجل ولما كانت النفوس تطلبه لما فيه من الفائدة حرم كل ذريعة إليه فحرم الحيل على الربا ومنعها، وهكذا جعل الله عز وجل للمحارم حمى له تمنع الناس من الوقوع فيها . ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب مضغة يعني قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغه الإنسان لكن شأنها عظيم هي التي تدير الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ليست العين ولا الأنف ولا اللسان ولا اليد ولا الرجل ولا الكبد ولا غيرها من الأعضاء إنما هي القلب ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك فالإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب، ولهذا عليك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك فصلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب يقول الله عن المنافقين: { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم }، { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم } من الهيئة الحسنة وحسن عمل الجوارح وإذا قالوا قالوا قولا تسمع له من حسنه وزخرفته لكن قلوبهم خربة والعياذ بالله { كأنهم خشب مسندة } ليس فيها خير . فاعتن يا عبد الله بصلاح قلبك وانظر قلبك هل فيه شيء من الشر ؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل هل فيه شيء من الميل إلى الكفار ؟ هل فيه شيء من موالاة الكفار ؟ هل فيه شيء من الحسد، هل فيه شيء من الغل ؟ هل فيه شيء من الحقد ؟ أو غير ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة فإذا كان فيه من ذلك فطهر قلبك من هذا وأصلحه فإن المدار عليه . { أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور } هذا في يوم القيامة العمل يكون على الباطن، في الدنيا العمل على الظاهر ما لنا إلا ظواهر الناس، لكن في الآخرة العمل على الباطن أصلح الله قلوبنا وقلوبكم . قال تعالى: { يوم تبلى السرائر } يعني تختبر البواطن فمن كان من المؤمنين ظهر إيمانه ومن كان من أهل النفاق ظهر نفاقه والعياذ بالله . لذلك أصلح قلبك يا أخي لا تكره شريعة الله لا تكره عباد الله الصالحين، لا تكره أي شيء مما أنزل الله فإن كراهتك لشيء مما أنزل الله كفر بالله تعالى، ودليل على عدم إيمانك ودليل على أن الإيمان لم يتمكن من قلبك


الشَّرْحُ



















590 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم .
591 - وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت تسأل عن البر ؟ قلت نعم فقال: استفت قلبك، البر: ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك حديث حسن رواه أحمد والدارمي في مسنديهما . قال المؤلف الحافظ النووي - رحمه الله - في كتابه رياض الصالحين في باب الورع وترك الشبهات عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس فقوله عليه الصلاة والسلام: البر حسن الخلق يعني أن حسن الخلق من البر الداخل في قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى وحسن الخلق يكون في عبادة الله، ويكون في معاملة عباد الله . فحسن الخلق في عبادة الله، أن يتلقى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح، ونفس مطمئنة ويفعل ذلك بانقياد تام، بدون تردد وبدون شك وبدون تسخط يؤدي الصلاة مع الجماعة منقادا لذلك، يتوضأ في أيام البرد منقادا لذلك، يتصدق بالزكاة من ماله منقادا لذلك، يصوم رمضان منقادا لذلك، يحج منقادا لذلك . وأما في معاملة الناس بأن يقوم ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والنصح بالمعاملة وغير هذا وهو منشرح الصدر واسع البال لا يضيق بذلك ذرعا ولا يتضجر منه فإذا علمت من نفسك أنك في هذه الحال، فإنك من أهل البر . أما الإثم فهو أن الإنسان يتردد في الشيء ويشك فيه ولا ترتاح له نفسه وهذا فيمن نفسه مطمئنة راضية بشرع الله . وأما أهل الفسوق والفجور فإنهم لا يترددون في الآثام تجد الإنسان منهم يفعل المعصية منشرحا بها صدره والعياذ بالله ولا يبالي بذلك لكن صاحب الخير الذي وفق للبر هو الذي يتردد الشيء في نفسه ولا تطمئن إليه ويحيك في صدره فيعلم بذلك أنه إثم وموقف الإنسان من هذا أن يدعه وأن يتركه إلى شيء تطمئن إليه نفسه، ولا يكون في صدره حرج منه وهذا هو الورع، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: وإن أفتاك الناس وأفتوك حتى لو أفتاك مفت بأن هذا جائز ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه، فإن هذا من الخير والبر إلا إذا علمت أن في نفسك مرضا من الوسواس والشك والتردد فيما أحل الله، فلا تلتفت لهذا، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما يخاطب الناس أو يتكلم على الوجه الذي ليس فيه أمراض أي ليس في قلب صاحبه مرض، فإن البر هو ما أطمأنت إليه نفس صاحب هذا القلب الصحيح والإثم ما حاك في صدره وكره أن يطلع عليه الناس .

الشَّرْحُ





592 - وعن أبي سروعة - بكسر السين المهملة وفتحها - عقبة بن الحارث رضي الله عنه أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي قد تزوج بها، فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف، وقد قيل ؟ ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره رواه البخاري .
593 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . هذان الحديثان ذكرهما المؤلف رحمه الله - في باب الورع وترك الشبهات، فالأول في مسألة الرضاع: حديث عقبة، والثاني في ترك المتشابه: حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما . أما الأول: فإن عقبة تزوج امرأة ابن أبي إهاب، فلما تزوجها جاءت امرأة فقالت إني أرضعته هو والمرأة التي تزوجها يعني فيكون أخا لها من الرضاع، وأخوها من الرضاع يحرم عليها كما يحرم عليها أخوها من النسب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ولكن لابد لهذا من شروط: الشرط الأول: أن يكون اللبن من آدمية، فلو اشترك طفلان في الرضاع من شاة أو من بقرة أو من بعير، فإنهما لا يصيران أخوين، لأنه لابد أن يكون الرضاع من آدمية لقوله تعالى: وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ . الشرط الثاني: لابد أن يكون الرضاع خمس رضعات فأكثر، فإن كل مرة واحدة أو مرتين أو ثلاث مرات أو أربع مرات فإنه ليس بشيء ولا يؤثر فلو أن امرأة أرضعت طفلا أربع مرات في أربعة أيام كل مرة يشبع فإنه لا يكون ابنا لها، لابد من خمس ولو أرضعته خمس مرات ولو لم يشبع فإنها تكون أما له ويكون الرضاع محرما . الشرط الثالث: لابد أن يكون من زمن الإرضاع وهو ما قبل الفطام في الحولين، فإن لم يكن في هذا الزمن بأن أرضعته وهو كبير، فإن ذلك لا يؤثر فلو أن طفلا له خمس سنوات رضع من امرأة خمس مرات أو عشر مرات، فإنه لا يكون ابنا لها من الرضاع لأنه ليس في زمن الإرضاع . فهذه شروط ثلاثة وإذا ثبت التحريم فإنه ينتشر إلى المرتضع وذريته فقط، ولا ينتشر إلى إخواته وآبائه وأمهاته، وعلى هذا فيجوز لأخي الطفل الراضع أن يتزوج أخت أخيه من الرضاع وأن يتزوج أم أخيه من الرضاع لأنه لا تأثير في الرضاع إلا على المرتضع وذريته يعني فروعه . فأما أصوله وحواشيه: أصوله من آباء وأمهات وحواشيه من إخوة ، وأعمام وأبنائهم وبناتهم فإنه لا تأثير لهم في الرضاع، سواء كان أكبر منه أو أصغر منه، وما اشتهر عند العامة من أن إخوته الذين هم أصغر منه يلحقهم حكم الرضاع، فإنه لا صحة له . بعض العوام يقول: إذا رضع طفل من امرأة صار ابنا لها وصار إخوته الذين من بعده أبناء لها وهذا غير صحيح بل جميع إخوته ليس لهم فيها تعلق بوجه من الوجوه . وأما حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما - فإنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ منه هذه الجملة - المفيدة التي تعتبر قاعدة في الورع وهي: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك يريبك أي يحصل لك به ريب وشك، فدعه ولا تأخذ إلا بما تيقنته أو غلب ظنك إن كان مما يفيد فيه غلبة الظن . وأما ما شككت فيه فدعه وهذا أصل من أصول الورع، ولهذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم تمرة في الطريق فلم يأكلها وقال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها وهذا يدخل في هذا الحديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ومن ذلك ما إذا كان بينك وبين شخص محاسبة وحصل زيادة لك من أجل هذه المحاسبة، وشككت فيها فدعها وإذا شك صاحبك وتركها فتصدق بها تخلصا منها، أو تجعلها صدقة معلقة، بأن تقول: اللهم إن كانت لي فهي صدقة أتقرب بها إليك، وإن لم تكن لي فهو مال أتخلص بالصدقة به من عذابه . والحاصل أن هذا الحديث حديث عظيم في باب الورع: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ما تشك فيه اتركه وخذ بالشيء الذي لا يلحقك به قلق ولا شك ولا اضطراب

الشَّرْحُ










594 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر وما هو ؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري . نقل الحافظ النووي - رحمه الله - في باب الورع وترك الشبهات عن عائشة رضي الله عنها أن غلاما كان لأبي بكر وكان أبو بكر يخارجه أي يدعه يشتغل ويضرب عليه خراجا معينا، ويقول: ائت لي كل يوم بكذا وكذا وما زاد فهو لك . وهذه المخارجة جائزة بالنسبة للعبيد، إذا كان الإنسان عنده عبيد وقال لهم: اذهبوا اشتغلوا وائتوني كل يوم بكذا وكذا من الدراهم وما زاد فهو لكم، فإن هذا جائز لأن العبيد ملك السيد فما حصلوه فهو له سواء خارجهم على ذلك أم لم يخارجهم . لكن فائدة المخارجة أن العبد إذا حصل ما اتفق عليه مع سيده فإن له أن يبقى من غير عمل، يذهب في طلب العلم، يبقى مستريحا في بيته أو أن يشتغل ويأخذ ما زاد . أما بالنسبة للعمال الذي يجلبهم الإنسان إلى البلاد ويقول: اذهبوا وعليكم كل شهر كذا وكذا من الدراهم فإن هذا حرام وظلم ومخالف لنظام الدولة والعقد على هذا الوجه باطل، فليس لصاحب العمل شيء مما فرضه على هؤلاء العمال، لأن العامل ربما يكدح ويتعب ولا يحصل ما فرضه عليه كفيله وربما لا يحصل شيئا أبدا، فكان في هذا ظلم . أما العبيد فهم عبيد الإنسان ما لهم وما في أيديهم فهو له هذا الغلام لأبي بكر قد خارجه على شيء معين يأتي به إليه كل يوم، وفي يوم من الأيام قدم هذا الغلام طعاما لأبي بكر فأكله فقال: أتدري ما هذا ؟ قال: وما هو ؟ قال: هذا عوض عن أجرة كهانة تكهنت بها في الجاهلية وأنا لا أحسن الكهانة، لكني خدعت الرجل فلقيني فأعطاني إياها . وعوض الكهانة حرام، سواء كان الكاهن يحسن صنعة الكهانة أو لا يحسن لأن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن حلوان الكاهن . فلما قال لأبي بكر هذه المقالة أدخل أبو بكر يده في فمه فقاء كل ما أكل وأخرجه من بطنه لئلا يتغذى بطنه بحرام وهذا مال حرام لأنه عوض عن حرام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه . فالأجرة على ما فعل الحرام حرام، ومن ذلك تأجير بعض الناس دكاكينهم على الحلاقين الذين يحلقون اللحى، فإن هذه الأجرة حرام ولا تحل لصاحب الدكان لأنه استؤجر منه لعمل محرم . ومن ذلك أيضا تأجير البنوك في المحلات فإن تأجير البنوك حرام لأن البنك معاملته كلها أو غالبها حرام وإذا وجد فيه معاملة حلال فهي خلاف الأصل الذي من أجله أنشئ هذا البنك فالأصل في إنشاء البنوك أنها للربا فإذا أجر الإنسان بيته أو دكانه للبنك فتعامل فيه بالربا فإن الأجرة حرام، ولا تحل لصاحب البيت أو صاحب الدكان . وكذلك من أجر شخصا يبيع المجلات الخليعة أو المحتوية على الأفكار الرديئة ومصادمة الشرع، فإنه لا يجوز تأجير المحلات لمن يبيع هذه المجلات، لأن الله تعالى قال: وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وتأجير المحلات لهؤلاء معونة لهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه وفي هذا الحديث دليل على شدة ورع أبي بكر رضي الله عنه فهو جدير بهذا لأنه الخليفة الأول على هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ولهذا كان قول أهل السنة والجماعة أن أبا بكر رضي الله عنه أفضل هذه الأمة لأنه الخليفة الأول . ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد خطب الناس في مرضه وقال: إنه ليس من الناس أحد أمن على في نفسه وماله من أبي بكر ثم قال: ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن خلة الإسلام أفضل . والنصوص في هذا كثيرة متواترة حتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القائل بالصدق وبالقسط والعدل، كان يقول على منبر الكوفة وقد تواتر ذلك عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر هكذا يقول رضي الله عنه وقال: لا أوتي برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري يعني جلد القذف والكذب وهذا تواضعه رضي الله عنه في الحق وقول الصدق . وفيه: رد ظاهر على الروافض الذين يفضلون عليا على أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بل بعضهم يفضل عليا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: علي أفضل من محمد وأحق بالرسالة، ولكن جبريل خان الأمانة وانصرف بالرسالة عن علي إلى محمد، ولا شك أنهم على ضلال بين والعياذ بالله، نسأل الله لنا ولهم الهداية . والحاصل أن أبا بكر رضي الله عنه كان من أهل الورع والزهد والبعد عن المشتبهات ولذلك فقد قاء كل ما في بطنه بعد أن أكله حتى لا يتغذى بطنه على شيء جاء من حرام أو من طريق شبهة .

الشَّرْحُ














595 - وعن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته فقال: إنما هاجر به أبوه يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه رواه البخاري .
596 - وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس رواه الترمذي وقال حديث حسن . قال المؤلف - رحمه الله - في باب الورع وترك الشبهات فيما نقله عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فرض للناس أعطياتهم من بيت المال، فجعل للمهاجرين أربعة آلاف وجعل لابنه عبد الله ثلاثة آلاف وخمسمائة . وابنه عبد الله مهاجر، فنقصه عن المهاجرين خمسمائة من أربعة آلاف فقيل له: إنه من المهاجرين فلماذا نقصته ؟ قال: إنه هاجر به أبوه ولم يهاجر هو بنفسه وليس من هاجر به أبوه كمن هاجر بنفسه وهذا يدل دلالة عظيمة على شدة ورع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وهكذا يجب على من تولى شيئا من أمور المسلمين ألا يحابي قريبا لقرابته، ولا غنيا لغناه ولا فقيرا لفقره بل ينزل كل أحد منزلته، فهذا من الورع والعدل، ولم يقل عبد الله بن عمر: يا أبت أنا مهاجر ولو شئت لبقيت في مكة بل وافق على ما فرضه له أبوه . وأما الحديث الأخير في هذا الباب فهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس وهذا فيما إذا اشتبه مباح بمحرم، وتعذر التمييز بينهما فإنه من تمام اليقين والتقوى أن تدع الحلال خوفا من الوقوع في الحرام . وهذا أمر واجب كما قاله أهل العلم: أنه إذا اشتبه مباح بمحرم وجب اجتناب الجميع لأن اجتناب المحرم واجب ولا يتم إلا باجتناب المباح، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . لكن لو اضطر إلى أحدهما فله أن يتحرى في هذه الحال ويأخذ بما غلب على ظنه، ولنفرض أنه اشتبه طعام غيره بطعام نفسه ولكنه مضطر إلى الطعام، ففي هذه الحال يتحرى ويأكل ما يغلب على ظنه أنه طعامه .

الشَّرْحُ






باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام وشبهات ونحوها
قال الله تعالى: { فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } .
597 -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين وأخرى من 585 – إلى 597 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  67- باب كراهة تمنى الموت بسبب ضر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة فى الدين
» باب كراهة تمنى الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين -
»  67 - باب كراهة تمني الموت بسبب ضر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين Chapter 67 Abomination of longing for Death 585 -
» 67- باب كراهية تمني الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين
» 67- باب كراهية تمني الموت بسبب ضرر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: