منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 شرح رياض الصالحين كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   Empty
مُساهمةموضوع: شرح رياض الصالحين كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465    شرح رياض الصالحين  كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465   I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 12:08 am

باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه
شرح رياض الصالحين

كتاب الأذكار
باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465

1446 - عن حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال باسمك اللهم أحيا وأموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور رواه البخاري .

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه من نعمة الله سبحانه وتعالى علينا أن الله شرع لنا أذكارا عند النوم والاستيقاظ والأكل والشرب ابتداء وانتهاء بل حتى عند دخول الخلاء وعند اللباس كل هذا من أجل أن تكون أوقاتنا معمورة بذكر الله عز وجل ولولا أن الله شرع لنا ذلك لكان بدعة ولكن الله شرع لنا هذا من أجل أن تزداد نعمته علينا بفعل هذه الطاعات .
فمنها هذا الحديث الذي ذكره المؤلف عن حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال باسمك اللهم أحيا وأموت .
إذا أوى يعني إذا ذهب إلى فراشه وأراد أن ينام قال باسمك اللهم أحيا وأموت لأن الله سبحانه وتعالى هو المحيي المميت فهو المحيي يحيي من شاء وهو المميت يميت من يشاء فتقول باسمك اللهم أحيا وأموت أي أموت على اسمك وأحيا على اسمك ومناسبة هذا الذكر عند النوم هو أن النوم موت لكنه موت أصغر كما قال تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم وقال تعالى { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور فتحمد الله الذي أحياك بعد الموت وتذكر أن النشور يعني من القبور والإخراج من القبور يكون إلى الله عز وجل فتتذكر ببعثك من موتتك الصغرى بعثك من موتتك الكبرى وتقول الحمد لله الذي أحيانا بعد إذ أماتنا وإليه النشور وفي هذا دليل على الحكمة العظيمة في هذا النوم الذي جعله الله راحة للبدن عما سبق وتنشيطا للبدن فيما يستقبل وأنه يذكر أيضا بالحياة الأخرى تذكر بذلك إذا قمت من قبرك بعد موتك حيا إلى الله عز وجل .
وهذا يزيدك إيمانا بالبعث والإيمان بالبعث أمر مهم لولا أن الإنسان يؤمن بأنه سوف يبعث ويجازى على عمله ما عمل ولهذا نجد كثيرا أن الله يقرن الإيمان باليوم الآخر بالإيمان به عز وجل كما قال تعالى { الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر } وآيات كثيرة في هذا فالمهم أنه ينبغي لك إذا أويت إلى فراشك أن تقول باسمك اللهم أحيا وأموتوإذا استيقظت تقول الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور والله الموفق .

باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر

قال الله تعالى { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم } .

1447 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك فيقول هل رأوني فيقولون لا والله ما رأوك فيقول كيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا فيقول فماذا يسألون قال يقولون يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون يتعوذون من النار قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها فيقول كيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم متفق عليه .
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة سيارة فضلاء يتتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك قال وماذا يسألوني قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيروني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه ( رياض الصالحين ) باب فضل حلق الذكر يعني الاجتماع على ذكر الله عز وجل ثم ساق الآية الكريمة واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع هؤلاء القوم الفضلاء الشرفاء الكرماء وصبر النفس يعني حبسها احبس نفسك معهم فإن هؤلاء القوم خير من تجلس إليهم { يدعون ربهم بالغداة } أي في أول النهار وبالعشي في آخر النهار ومن ذلك إن شاء الله الاجتماع على صلاة الفجر وعلى صلاة العصر لأن الأولى في الصباح والثانية في المساء غداة وعشيا { يدعون ربهم } أي يريدون وجهه هذا دليل على إخلاصهم لله عز وجل وأنهم لا يريدون من هذا الاجتماع والدعاء أن يمدحوا بذلك أو يقال ما أعظم عبادتهم ما أكثرها ما أصبرهم عليها لا يريدون هذا كله يريدون وجه الله عز وجل { ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدينا } يعني لا تتجاوز عنهم وتفارقهم وتغض الطرف عنهم من أجل الدنيا أما من أجل مصلحة أخرى أعظم مما هم عليه فلا بأس لكن من أجل الدنيا لا هؤلاء هم القوم وهم أهل الدنيا والآخرة { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } يعني لا تطع الغافل الذي غفل قلبه عن ذكر الله وكان أمره فرطا واتبع هواه وضاعت عليه دنياه وضاعت عليه أخراه .
ففي هذه الآية الكريمة فضل الاجتماع على الذكر والدعاء وفيها فضل الإخلاص وأن الإخلاص هو الذي عليه مدار كل شيء وفيها أن الإنسان لا ينبغي له أن يدع أحوال الآخرة والعبادات إلى أحوال الدنيا .
أما الأحاديث فذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري وصحيح مسلم إن الله تعالى وكل ملائكة يسيحون في الأرض يطلبون حلق الذكر والملائكة عالم غيبي فاضل خلقهم الله عز وجل من النور وجعلهم صمدا لا أجواف لهم فلا يأكلون ولا يشربون ولا يحتاجون إلى هذا ليست لهم بطون ولا أمعاء فهم صمد ولهذا لا يأكلون ولا يشربون وهم عالم غيبي لا يراهم البشر ولكن قد يري الله تعالى الناس إياهم أحيانا كما جاء جبريل عليه الصلاة والسلام على هيئة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله فهذا يحدث أحيانا ولكن الأصل أن عالم الملائكة عالم غيبي والملائكة كلهم خير ولهذا لا يدخلون الأماكن التي فيها ما يغضب الله عز وجل فلا يدخلون بيتا فيه صورة ولا يصحبون رفقة فيها جرس ولا رفقة معهم كلب إلا الكلب المحلل الذي يجوز اقتناؤه هؤلاء الملائكة وكلهم الله عز وجل يسيحون في الأرض فإذا وجدوا حلق الذكر جلسوا معهم ثم حفوا هؤلاء الجالسين بأجنحتهم إلى السماء يعني هؤلاء الملائكة من الأرض إلى السماء ثم إن الله تعالى يسألهم ليظهر فضيلة هؤلاء القوم الذين جلسوا يذكرون الله ويسبحونه ويحمدونه ويهللونه ويكبرونه ويدعونه وإلا فالله أعلم عز وجل لماذا جلسوا لكن ليظهر فضلهم ونبلهم يسأل الملائكة من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحون ويهللون ويكبرون ويحمدون ويدعون فيقول لهم ماذا يريدون قالوا يريدون الجنة ( اللهم اجعلنا ممن أرادها وكان من أهلها ) قال هل رأوها قالوا لا قال فكيف لو رأوها قالوا لكانوا أشد لها طلبا وأشد فيها رغبة لأن الله عز وجل يقول أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يسألهم ماذا يدعون بالنجاة منه قالوا يسألونك النجاة من النار هذا معنى الحديث قال هل رأوها قالوا لا ما رأوها قال فيكف لو رأوها قالوا لكانوا أشد منها مخافة فيقول الله عز وجل أشهدكم أني قد غفرت لهم جميعا وإذا غفر الله لإنسان استحق أن يدخل الجنة وأن ينجو من النار فيقول ملك من الملائكة إن فيهم فلانا ما جاء للذكر لكن جاء لحاجة فوجد هؤلاء القوم فجلس معهم فيقول جل وعلا فله قد غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
ففي هذا الحديث دليل على فضلية مجالسة الصالحين وأن الجليس الصالح ربما يعم الله سبحانه وتعالى بجليسه رحمته وإن لم يكن مثله لأن الله قال قد غفرت لهذا مع أنه ما جاء من أجل الذكر والدعاء لكنه جاء لحاجة وقال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وعلى هذا فيستحب الاجتماع على الذكر وعلى قراءة القرآن وعلى التسبيح والتحميد والتهليل وكل يدعو لنفسه ويسأل الله لنفسه ويذكر لنفسه .
ومن الاجتماع كما ذكرت من قبل أن يجتمع المسلمون على صلاة الفجر وصلاة العصر لأنها ذكر تسبيح وتكبير وتهليل وقراءة قرآن ودعاء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة الموكلين ببني آدم يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر وفقنا الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه .

1448 - وعنه عن أبي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم .

1449 - وعن أبي واقد الحارث بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيي فاستحيي الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه متفق عليه .

الشَّرْحُ

هذان الحديثان من الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين ) فالأول أخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وهذا يدل على فضل الاجتماع على ذكر الله عز وجل ولا يلزم من هذا أن يذكروا الله بصوت واحد بل الحديث مطلق لكن لم يعهد عن السلف أنهم يذكرون ذكرا جماعيا كما يفعله بعض أهل الطرق من الصوفية وغيرها وفيه أن هؤلاء المجتمعين تنزل عليهم السكينة والسكينة هي طمأنينة القلب وخشوعه وإنابته إلى الله عز وجل وتغشاهم الرحمة أي تحيط بهم من كل جانب فيكونون أقرب إلى رحمة الله عز وجل وحفتهم الملائكة أي كانوا حولهم يحفون بهم إكراما لهم ورضا بما فعلوا وذكرهم الله فيمن عنده أي في الملأ الأعلى وقد مر علينا أن الله تعالى قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم .
وأما الحديث الثاني ففيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع أصحابه في المسجد فأقبل ثلاثة نفر يعني ثلاثة رجال أما أحدهم فولي وأعرض ولم يأت إلى الحلقة وأما الثاني فوجد في الحلقة فرجة فجلس وأما الثالث فجلس خلف الحلقة كأنه استحيا أن يزحم الناس وأن يضيق عليهم فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بنبأ القوم أما أحدهم فأوى إلى الله فأواه الله عز وجل وهو الذي جلس فأواه الله عز وجل إليه لأنه كان صادق النية في الجلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم فيسر الله له وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه لأنه ما زاحم ولا تقدم وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه لم يوفقه لأن يجلس مع هؤلاء القوم البررة الأطهار .
وفي هذا الحديث إثبات الحياء لله عز وجل ولكنه ليس كحياء المخلوقين بل هو حياء الكمال يليق بالله عز وجل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله حيي كريم وقال الله تعالى والله لا يستحي من الحق والله سبحانه وتعالى يوصف بهذه الصفة لكن ليس مثل المخلوقين لأن الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فكلما مر عليك صفة من صفات الله مشابهة لصفات المخلوقين في اللفظ فاعلم أنهما لا يستويان في المعنى لأن الله { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فإذا مر بك مثلا أن الله استوى على العرش فلا تظن أن استواءه على العرش كاستوائك أنت على ظهر البعير الذي قال فيه { إذا استويتم عليه } وإذا قال الله تعالى { بل يداه مبسوطتان } فلا تظن أن يدي الله جل وعلا مثل يديك لأن الله ليس كمثله شيء فجميع صفاته هو منفرد بها وكما أننا نوحده في ذاته ونوحده في العبادة كذلك نوحده في صفاته { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .

1450 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة رواه مسلم .

الشَّرْحُ

إن هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على فضيلة الاجتماع على ذكر الله عز وجل وهو ما رواه أبو سعيد الخدري عن معاوية رضي الله عنهما أنه خرج على حلقة في المسجد فسألهم على أي شيء اجتمعوا فقالوا نذكر الله فاستحلفهم رضي الله عنه أنهم ما أرادوا إلا ذلك فحلفوا له ثم قال لهم إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم خرج على قوم وذكر مثله فدل ذلك على فضيلة هذا الاجتماع على ذكر الله وأن الله عز وجل يباهي بهم الملائكة فيقول مثلا انظروا إلى عبادي اجتمعوا على ذكري وما أشبه ذلك مما فيه المباهاة ولكن كما أسلفنا ليس هذا الاجتماع أن يجتمعوا على الذكر بصوت واحد ولكن يتذكرون نعمة الله عليهم بما أنعم عليهم من نعمة الإسلام وعافية البدن والأمن وما أشبه ذلك فإن ذكر نعمة الله من ذكر الله عز وجل فيكون في هذا دليل على فضل جلوس الناس ليتذاكروا نعمة الله عليهم ولهذا كان بعض السلف إذا مر بأخيه أو آتاه أخوه قال اجلس بنا نؤمن ساعة .
أي اجلس بنا نتذكر نعمة الله علينا حتى يزداد إيماننا فدل ذلك على فضيلة هذا الاجتماع نسأل الله أن يجمع قلوبنا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

باب الذكر عند الصباح والمساء

قال الله تعالى { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } قال أهل اللغة الآصال جميع أصيل وهو ما بين العصر والمغرب وقال تعالى { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } وقال تعالى { وسبح بحمد ربك بالعشي والأبكار } قال أهل اللغة العشي ما بين زوال الشمس وغروبها وقال تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } وقال تعالى { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق } .

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الذكر في الصباح والمساء .
يعني فضيلته في الصباح والمساء يعني أول النهار وآخر النهار وأول الليل ويدخل الصباح من طلوع الفجر وينتهي بارتفاع الشمس ضحا ويدخل المساء من صلاة العصر وينتهي بصلاة العشاء أو قريبا منها .
فالأذكار التي قيدت بالصباح والمساء هذا وقتها والأذكار التي قيدت بالليل تكون بالليل مثل آية الكرسي من قرأها في ليلة فلابد أن تكون في الليل نفسه ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيات متعددة في ذلك منها قوله تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين .
{ واذكر ربك في نفسك } يعني فيما بينك وبين نفسك { تضرعا وخيفة } يعني تضرعا إلى الله عز وجل وافتقارا إليه وإظهارا للفقر بين يديه { وخيفة } يعني خيفة منه أو خيفة ألا تقبل لقول الله تعالى { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } يعني يؤتون ما آتوا ومع هذا قلوبهم وجلة يخافون ألا يقبل منهم لأن الله تعالى لا يتقبل إلا من المتقين { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول } يعني الإسرار { ولا تكن من الغافلين } ثم ذكر أيضا قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا } .
وقوله تعالى { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق } والآيات في هذا كثيرة وسوف يأتي إن شاء الله في الأحاديث تفسير ذلك .

1451 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد رواه مسلم .

1452 - وعنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك رواه مسلم .

1453 - وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أصبح اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور وإذا أمسى قال اللهم بك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث الثلاثة ذكرها النووي رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين ) في باب الذكر في الصباح والمساء الأول فضل قول الإنسان سبحان الله وبحمده مائة مرة إذا قالها الإنسان مائة مرة حين يصبح ومائة مرة حين يمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا من عمل أكثر مما عمل وهذا الذكر سبحان الله وبحمده معناه أنك تنزه الله عز وجل عن كل ما لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى وتثني عليه بل وتصفه بصفات الكمال وذلك في قولك وبحمده فينبغي للإنسان إذا أصبح أن يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة وإذا أمسى أن يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة وذلك ليحوز هذا الفضل الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك أن الإنسان يقول إذا أصبح وإذا أمسى أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فهذا لجوء إلى الله سبحانه وتعالى واعتصام به من شر ما خلق فإذا قلته ثلاث مرات في الصباح والمساء فإنه لا يضرك شيء ولهذا اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما وجده من لدغة عقرب فقال أما أنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك .
ومن الأذكار الصباحية والمسائية قوله اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور في الصباح وفي المساء اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نموت وبك نحيا وإليك المصير فينبغي للإنسان أن يحافظ على هذه الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات والله الموفق .
كلمات الله التامات هي كلماته كونية فإنه يقول للشيء كن فيكون وبذلك يحميه .

1454 - وعنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه قال قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

الشَّرْحُ

هذا من الأذكار التي تقال في الصباح والمساء والذي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه حيث قال علمني فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا ودعاء يدعو به كلما أصبح وكلما أمسى يقول رضي الله عنه قال قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه قل اللهم فاطر السماوات والأرض يعني يا الله يا فاطر السماوات والأرض وفاطرهما يعني أنه خلقهما عز وجل على غير مثال سبق بل أبدعهما وأوجدهما من العدم على غير مثال سبق عالم الغيب والشهادة أي عالم ما غاب عن الخلق وما شاهدوه لأن الله تعالى يعلم الحاضر والمستقبل والماضي رب كل شيء ومليكه يعني يا رب كل شيء ومليكه والله تعالى هو رب كل شيء وهو مليك كل شيء والفرق بين الرب والمالك في هذا الحديث أن الرب هو الموجد للأشياء الخالق لها والمليك هو الذي يتصرف فيها كيف يشاء أشهد أن لا إله إلا أنت أعترف بلساني وقلبي أنه لا معبود حق إلا أنت فكل ما عبد من دون الله فإنه باطل لا حق له في العبودية ولا حق في العبودية إلا لله وحده عز وجل أعوذ بك من شر نفسي لأن النفس لها شرور كما قال تعالى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فإذا لم يعصمك الله من شرور نفسك فإنها تضرك وتأمرك بالسوء ولكن الله إذا عصمك من شرها وفقك إلى كل خير ومن شر الشيطان وشركه وفي لفظ وشركه يعني تسأل الله أن يعيذك من شر الشيطان ومن شر شركه أي ما يأمرك به من الشرك أو شركه والشرك ما يصاد به الحوت والطير وما أشبه ذلك لأن الشيطان له شرك يصطاد به بني آدم إما شهوات أو شبهات أو غير ذلك وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم هذا تتمة الحديث ولعله سقط من هذه النسخة أن أقترف على نفسي سوءا أقترف يعني أجر على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم فهذا الذكر أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه .
نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى .

1455 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الراوي أراه قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله رواه مسلم .

الشَّرْحُ

هذا الحديث من الأذكار الواردة في الصباح والمساء وهو ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمسى يقول أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقد سبق أن أوضحنا معاني هذه الكلمات .
والنبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر الله عز وجل على وجوه متنوعة وأما لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة ومن شر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفي لفظ وسوء الكبر وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح يقول مثل ذلك إلا أنه يقول أصبحنا وأصبح الملك لله ومن أراد الاستزادة من هذه الأذكار فعليه بكتاب ( الأذكار ) للمؤلف رحمه الله النووي أو ( الوابل الصيب من الكلم الطيب ) لابن القيم رحمه الله أو غير ذلك مما ألفه العلماء في هذا الباب والله الموفق .

1456 - وعن عبد الله بن خبيب بضم الخاء المعجمة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

1457 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

الشَّرْحُ

هذان الحديثان في بيان أذكار الصباح والمساء ذكرهما النووي رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين ) الأول حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ قل هو الله أحد و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } في الصباح والمساء ثلاث مرات وبين أن هذا يكفيه كل شيء .
أما السورة الأولى فهي سورة الإخلاص { قل هو الله أحد } التي أخلصها الله تعالى لنفسه فلم يذكر فيها شيئا إلا يتعلق بنفسه جل وعلا ما فيها ذكر لأحكام الطهارة أو الصلاة أو البيع أو غير ذلك كلها مخلصة لله عز وجل ثم الذي يقرأها يكمل إخلاصه لله تعالى فهي مخلصة ومخلصة تخلص قارئها من الشرك وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن ولكنها لا تجزئ عنه تعدله ولا تجزئ عنه الشيء قد يكون عديلا للشيء ولكن لا تجزئ عنه ألم تروا أن الإنسان إذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ومع ذلك لا يجزئ عن عتق رقبة ففرق بين المعادلة في الأجر وبين الإجزاء في الكفارة ولهذا لو قرأ الإنسان { قل هو الله أحد } في الصلاة ثلاث مرات ما أجزأت عن الفاتحة مع أنه لو قرأها ثلاث مرات كأنما قرأ القرآن كله لأنها تعدل ثلث القرآن .
وأما { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فهما السورتان اللتان نزلتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سحره الخبيث لبيد بن الأعصم اليهودي فأنزل الله هاتين السورتين فرقاه بهما جبريل فأحل الله عنه السحر قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تعوذ متعوذ بمثلهما تستعيذ { برب الفلق } فالفلق فلق الإصباح وهو فالق الحب والنوى جل وعلا { من شر ما خلق } كل ما خلق { ومن شر غاسق إذا وقب } يعني الليل إذا دخل لأن الليل تكثر فيه الهوام والوحوش وغير ذلك فتستعيذ بالله من شر غاسق إذا وقب { ومن شر النفاثات في العقد } أي الساحرات اللاتي يعقدن عقد السحر وينفثن فيها بالطلاسم والتعوذات والاعتصام بالشياطين والاستعانة بهم والعياذ بالله { ومن شر حاسد إذا حسد } هو العائن يصيب بعينه لأن الساحر يؤثر والعائن يؤثر فأمرت أن تستعيذ { برب الفلق } جل وعلا { من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد } وتأمل تناسب هذه الآيات الثلاثة { ومن شر غاسق إذا وقب } الليل لأن البلاء يكون فيه خفيا والسحر كذلك خفي والعين كذلك خفية فنستعيذ برب الفلق الذي يفلق الإصباح حتى يتبين ويفلق النوى حتى يظهر ويبرز فهذه من مناسبة المقسم به والمقسم عليه .
أما { قل أعوذ برب الناس } فهي السورة الأخرى أيضا التي بها الاستعاذة بالله عز وجل { قل أعوذ برب الناس ملك الناس } فهو الرب الملك ذو السلطان الأعظم الذي لا يمانعه شيء ولا مبدل لكلماته جل وعلا { ملك الناس إله الناس } أي معبودهم الذي يعبد بحق فلا معبود حق إلا الله عز وجل { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس } هذه وساوس الصدور التي يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم وما أكثر ما يلقي الشيطان في هذا العصر من الوساوس العظيمة التي تقلق الإنسان وسبحان الله العظيم الدنيا اسم على مسمى دنيئة لا تتم من وجه إلا نقصت من وجوه ترفنا في هذه الأيام في هذا العهد لا يوجد نظير فيما سبق النعم متوافرة والأموال والبنون وكل شيء والترف الجسدي ظاهر لكن كثرت في الناس الآن كثرة الوساوس والأمراض النفسية والبلاء حتى لا تتم الدنيا فيركن الإنسان إليها لأن الدنيا لو تمت من كل وجه أنست الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم والله عز وجل إذا فتح الدنيا من جانب صار صفوها كدرا من جانب آخر أو من جوانب أخرى والشاعر الجاهلي يقول
فيوم علينا ويوم لنا ...
ويوم نساء ويوم نسر
فالحاصل أن هذه السورة فيها الاستعاذة من الوسواس والوسواس يقع في الإنسان أحيانا في أصول الدين وفي ذات الرب وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يوسوس الإنسان في أشياء يحب أن يكون فحمة ولا يتكلم بها وسواس أيضا في الطهارة بعض الناس يصاب بالوسواس والعياذ بالله يدخل الحمام للوضوء الذي لا يستغرق خمس دقائق يبق خمس ساعات نسأل الله العافية وفي الصلاة تجده يكرر تكبيرة الإحرام يكرر الكاف عشرين مرة الله أكبر وربما يعجز حتى إن بعضهم يقول إني ما أستطيع أن أصلي إطلاقا فيؤدي به الوسواس إلى ترك الصلاة يقع الوسواس في معاملة الأهل حتى إن بعضهم يخيل إليه أن أهله وضعوا له سحرا في أكله وشربه فيأكل من المطاعم وحتى إن الرجل ليتكلم لأهله فيقول يا أم فلان ( زوجته ) فيقول له الشيطان طلقتها وينكد عليه الحال حتى إن بعضهم إذا فتح المصحف ليقرأ كلما قلب ورقة خيل له الشيطان أنه قال لامرأته طالق فترك قراءة القرآن فالوساوس عظيمة لكن طردها سهل جدا بينه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله جوامع الكلم وفواتح الكلم وخواتم الكلم حين شكي إليه هذا الأمر فقال صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته كلمتان يستعذ بالله يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولكن يقولها بصدق وإخلاص وأنه ملتجأ إلى الله حقا لا مفر له من الله إلا إليه ولينتهي يعرض عن هذا ويقول لنفسه لماذا أتوضأ وأصلي ألست أرجو الله وأخافه فينتهي عن هذا ويعرض إطلاقا إذا استعمل هذا وإن كان سوف يكبس على نفسه وسوف يتعلم وسوف يتعذب لكن هذا في أول الأمر ثم بعد ذلك يزول بالكلية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى قال فليستعذ ولينته { قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس } هذه الجمل الثلاثة الآيات الثلاث يمكن أن يقال إنها استوعبت أقسام التوحيد { رب الناس } توحيد الربوبية { ملك الناس } الأسماء والصفات لأن الملك لا يستحق أن يكون ملكا إلا بتمام أسمائه وصفاته { إله الناس } الألوهية { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } .
قال العلماء الخناس هو الذي يخنس عند ذكر الله ولهذا جاء في الحديث إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان الغيلان هي الأوهام والخيالات التي تعرض للإنسان في سفره ولاسيما في الأسفار الأولى على الإبل أو الإنسان الذي يسافر وحده فتتهول له الشياطين تتلون بألوان مزعجة مثل أسد ذئب ضبع شياطين جن إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان يعني قولوا ( الله أكبر ) فتتلاشى لأن الشيطان يخنس عند ذكر الله عز وجل { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } يعني هذا الوسواس يكون من الجنة ويكون من الناس الجنة هي الجن والمراد بهم الشياطين توسوس في الصدور والناس أيضا شياطين بني آدم وما أكثر الشياطين في زماننا وقبل زماننا وإلى يوم القيامة { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين } الآية كذلك لأتباع الأنبياء أعداء من الشياطين يأتون إلى الناس يوسوسون هذا كذا وهذا كذا ربما يوسوسون على السذج من العوام سواء في مذاهب باطلة وملل كاذبة أو غير ذلك المهم عندهم وسواس شياطين الإنس أحذرهم أحذر شياطين الإنس الذين يوسوسون لك في أمور يزينونها في نفسك وهي فاسدة .
فالمهم أن هذه السور الثلاث ينبغي للإنسان أن يقرأها كل صباح وكل مساء لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها والله الموفق .

باب ما يقوله عند النوم

قال الله تعالى { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض } .

1458 - وعن حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال باسمك اللهم أحيا وأموت رواه البخاري .

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه ( رياض الصالحين ) فيما نقله في باب أذكار الصباح والمساء فيما نقله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يقول حين يمسي وحين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا وقاه الله تعالى شر ذلك اليوم وهذه الكلمات كلمات يسيرة لكن فائدتها عظيمة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لأن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض واسمه مبارك إذا ذكر على الشيء ولهذا يسن ذكر الله تعالى بالتسمية على الأكل إذا أردت أن تأكل تقول بسم الله إذا أردت أن تشرب تقول بسم الله إذا أردت أن تأتي أهلك تقول بسم الله فالتسمية مشروعة في أماكن كثيرة ولكنها على القول الراجح على الأكل والشرب واجبة يجب على الإنسان إذا أراد أن يأكل أن يقول بسم الله وإذا أراد أن يشرب أن يقول بسم الله لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من لم يسم الله على أكله شاركه الشيطان في ذلك فلا تنسى أن تقول في كل مساء وفي كل صباح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات .
وقوله وهو السميع العليم فالسميع من أسماء الله والعليم من أسماء الله .
فالسميع من أسماء الله تعالى ولها معنيان الأول السمع الذي هو إدراك كل صوت فالله تعالى لا يخفى عليه شيء كل صوت فالله يسمعه مهما بعد ومهما ضعف لما أنزل الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير وهي امرأة جاءت تشتكي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام تقول إن زوجها ظاهر منها يعني قال لها أنت علي كظهر أمي وهذا القول يعد في الجاهلية طلاقا بائنا مثل الطلاق بالثلاثة وهو كذب ومنكر كما قال تعالى { وإنهم ليقولون منكرا من القول } فجاءت تشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية { قد سمع الله قول التي تجادلك } قالت عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات والله لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه وإني لفي الحجرة ويخفي على بعض حديثها والله تعالى من فوق سبع سماوات يسمع كلامهما فالله تعالى يسمع كلامك وإن خفت ( ضعف ) { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم } فإياك أن تسمع الله عز وجل كلاما لا يرضاه منك واحرص على أن تسمع الله ما يرضاه منك .
ومن معاني السميع أنه سميع الدعاء أي مجيب الدعاء كما قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم { إن ربي لسميع الدعاء } أي مجيبه فهو جل وعلا يجيب دعاء المضطر وإن كان كافرا ولهذا يجيب الله عز وجل دعاء المضطرين في البحر إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فينجيهم ويجيب جل وعلا دعوة المظلوم قال النبي صلى الله عليه وسلم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ويجيب سبحانه وتعالى من تعبد له وحمده وأثنى عليه كما يقول المصلي سمع الله لمن حمده .
وأما العليم فهو من أسمائه أيضا وعلم الله تعالى علم واسع محيط بكل شيء قال الله تعالى { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } .
يعلم ما في الأرحام ومفاتح الغيب خمس مذكورة في قوله تعالى { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت } فالله عز وجل عنده مفاتح الغيب ما تسقط من ورقة من شجرة إلا يعلمها إذا سقطت ورقة في شجرة في أبعد الفيافي ولو كانت الورقة صغيرة فالله يعلمها وإذا كان يعلم الساقط فهو جل وعلا يعلم الحادث الذي يخلقه فكل شيء فالله به عليم .
قال الله تعالى { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت } أنت الآن مثلا في بلدك مستقر ولا عندك نية تسافر يمينا ولا شمالا فإذا أراد الله أن تموت بأرض جعل لك حاجة تحملك تلك الحاجة إلى تلك الأرض وتموت هناك .
ولقد حدثني الثقة عن قصة غريبة يقول إنهم خرجوا من مكة لما كان الناس يحجون على الإبل خرجوا من مكة بعد الحج وفي أثناء الطريق مرضت أمه فجعل يمرضها فارتحل القوم في آخر الليل وبقي هو يمرض أمه ويمهد لها الفراش على الراحلة ثم ركبت الأم وسار يقودها فذهب مع أحد الريعان ضل الطريق فذهب مع أحد الريعان وارتفعت الشمس واحتر الجو فإذا بخباء صغير عند بادية فعرج عليهم ( اتجه إليهم ) ونزل سلم عليهم وقال لهم أين طريق نجد قالوا طريق نجد بعيد أنت الآن ليس حولك طريق ولكن انزل استرح ثم ندلك على الطريق يقول فأنخت الراحلة وأنزلت والدتي وحينما نزلت على الأرض قبض الله روحها سبحان الله يعني جاءت من بلدها إلى هذه الريعان المجهولة فماتت في المكان الذي قدر الله عز وجل أن تموت فيه لأن الله يقول { وما تدري نفس بأي أرض تموت } فالله تعالى محيط بكل شيء علمه محيط بكل شيء حتى ما في نفسك إذا كنت تفكر في نفسك فالله يعلم ما يدور بنفسك قال الله تعالى { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه } فإياك أن تخفي في نفسك ما الله مبديه إياك أن تخفي في نفسك ما لا يرضي الله .
فالمهم أن هذا الدعاء مشروع في كل صباح وفي كل مساء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .

1459 - وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنهما إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وفي رواية التسبيح أربعا وثلاثين وفي رواية التكبير أربعا وثلاثين متفق عليه .

1460 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين متفق عليه .

الشَّرْحُ

هذان الحديثان في بيان ما يقوله الإنسان عند نومه الحديث الأول حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفاطمة بنت محمد رضي الله عنها وصلى الله وسلم على أبيها وذلك أن فاطمة اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تجده من الرحى ( أداة لطحن الحب ) وطلبت من أبيها خادما فقال صلى الله عليه وسلم ألا أدلكما على ما هو خير من الخادم ثم أرشدهما إلى هذا أنهما إذا أويا إلى فراشهما وأخذا مضجعيهما يسبحان ثلاثة وثلاثين ويحمدان ثلاثة وثلاثين ويكبران أربعة وثلاثين قال فهذا خير لكما من الخادم وعلى هذا فيسن للإنسان إذا أخذ مضجعه لينام أن يسبح ثلاثة وثلاثين ويحمد ثلاثة وثلاثين ويكبر أربعة وثلاثين فهذه مائة مرة فإن هذا مما يعين الإنسان في قضاء حاجاته كما أنه أيضا إذا نام فإنه ينام على ذكر الله عز وجل .
وكذلك أيضا حديث أبي هريرة إذا أراد الإنسان أن ينام أن ينفض فراشه بداخلة إزاره ثلاث مرات وداخلة الإزار طرفه مما يلي الجسد وكأن الحكمة من ذلك والله أعلم بألا يتلوث الإزار بما قد يحدث من أذى في الفراش وليقل باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وذلك أن الإنسان إذا نام فإن الله تعالى يقبض روحه كما قال تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ولكن قبض الروح في المنام ليس كقبضها في الموت إلا أنه نوع من القبض ولهذا يفقد الإنسان وعيه ولا يحس بمن حوله فلهذا سماه الله تعالى وفاة وقال تعالى { وهو الذي يتوفكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار } فينبغي للإنسان أن يقول هذا الذكر باسمك اللهم أحيا وأموت اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين والله الموفق .

1461 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده متفق عليه .
وفي رواية لهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات متفق عليه .
قال أهل اللغة النفث نفخ لطيف بلا ريق .

1462 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول متفق عليه .

1463 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي رواه مسلم .

1464 - وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك رواه الترمذي وقال حديث حسن .
ورواه أبو داود من رواية حفصة رضي الله عنها وفيه أنه كان يقوله ثلاث مرات .
هذه الأحاديث من بقية الأحاديث التي ساقها المؤلف في كتابه ( رياض الصالحين ) في باب أذكار النوم فمنها حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جمع كفيه يعني ضم بعضهما إلى بعض ونفث فيهما والنفث هو النفخ مع ريق يسير ثم يقرأ قل هو الله أحد قل أعوذ برب الفلق قل أعوذ برب الناس يمسح بهما أي بيديه ما استطاع من جسده يبدأ برأسه ومقدم جسده ثلاث مرات .
فينبغي للإنسان إذا أخذ مضجعه أن يفعل ذلك ينفخ في يديه مجموعتين ويقرأ فيهما قل هو الله أحد قل أعوذ برب الفلق قل أعوذ برب الناس ثلاث مرات يمسح رأسه ووجهه وصدره وبطنه وفخذيه وساقيه وكل ما يستطيع من جسده .
أما الحديث الثاني فهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وقد سبق شرحه .
وأما الحديث الثالث فهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي يحمد الله عز وجل الذي أطعمه وسقاه بأنه لولا أن الله عز وجل يسر لك هذا الطعام وهذا الشراب ما أكلت ولا شربت كما قال تعالى { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } وقال تعالى { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } فتحمد الله الذي أطعمك وسقاك الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا كفانا يعني يسر لنا الأمور وكفانا المؤونة وآوانا أي جعل لنا مأوى نأوي إليه فكم من إنسان لا كافي له ولا مأوى أو ولا مؤوي فينبغي لك إذا أتيت مضجعك أن تقول هذا الذكر .
ومن ذلك أيضا حديث حذيفة وحفصة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك .
فكل هذه أذكار واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي على الإنسان أن يحفظها ويقولها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها والله الموفق .

كتاب الدعوات

250- باب الأمر بالدعاء وفضله وبيان جمل من أدعيته صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم‏}‏ ‏(‏‏(‏غافر‏:‏ 60‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأعراف‏:‏ 55‏)‏‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏ الآية ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 186‏)‏‏)‏‏.‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء‏}‏ ‏(‏‏(‏النمل‏:‏ 62‏)‏‏)‏

1465- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الدعاء هو العبادة‏"‏‏.‏

1466- وعن عائشة، رضي الله عنه الله عنها، قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد جيد‏)‏‏)‏‏.‏

1467-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
شرح رياض الصالحين كتاب الأذكار باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وأخرى / من 1446 - إلى 1465
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الأذكار- فضل الذكر والحث عليه وذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا وباب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وفضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والذكر عند الصباح والمساء وباب ما يقوله عند النوم
» كتاب الأذكار- فضل الذكر والحث عليه وذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا وباب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وفضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والذكر عند الصباح والمساء وباب ما يقوله عند النوم
» شرح / كتاب الأذكار- فضل الذكر والحث عليه وذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا وباب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وفضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والذكر عند الصباح والمساء وباب ما يقوله عند النوم
» تابع/ شرح / كتاب الأذكار- فضل الذكر والحث عليه وذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا وباب ما يقوله عند نومه واستيقاظه وفضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والذكر عند الصباح والمساء وباب ما يقوله عند النوم
» شرح رياض الصالحين كتاب الدعوات باب فضل الدعاء وأخرى / من 1465 - إلى 1469

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: