296- وعنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « الْيَدُ الْعُلْيا خَيْرٌ مِنَ الْيدِ السُّفْلَى وابْدَأْ بمن تَعُولُ ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنَى ، ومَنْ يَسْتَعِففْ ، يُعِفَّهُ اللَّهُ ، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه اللَّهُ » رواه البخاري .
37- باب الإِنفاق مما يحبُّ ومن الجيِّد
قال اللَّه تعالى: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } .
وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } .
297- عن أَنس رضي اللَّه عنه قال : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ رضي اللَّه عنه أَكْثَر الأَنْصَارِ بِالمدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَحاءَ ، وَكانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المسْجِدِ وكانَ رسولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يدْخُلُهَا وَيشْربُ مِنْ ماءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ : فلَمَّا نزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } قام أَبُو طَلْحَةَ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال : يا رسولَ اللَّه إِنَّ اللَّه تَعَالَى أَنْزَلَ عَلَيْكَ : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } وَإِنَّ أَحَبَّ مَالي إِلَيَّ بَيْرَحَاءَ ، وإِنَّهَا صَدقَةٌ للَّهِ تَعَالَى أَرْجُو بِرَّهَا وذُخْرهَا عِنْد اللَّه تعالى ، فَضَعْها يا رسول اللَّه حيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فقال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « بَخٍ ، ذلِكَ مَالٌ رَابحٌ ، ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، وَقَدْ سمِعْتُ مَا قُلْتَ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا في الأَقْرَبِينَ » فقال أَبُو طَلْحَةَ : أَفْعَلُ يا رسولَ اللَّه ، فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ في أَقَارِبِهِ ، وَبَني عَمِّهِ. متفقٌ عليه .
وقولُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مالٌ رَابحٌ » رُوي في الصحيحين « رَابحٌ » و « رَايحٌ» بالباءِ الموحدةِ وبالياءِ المثناةِ ، أَيْ رَايحٌ عَلَيْكَ نَفْعُهُ ، و « بَبْرَحَاءُ » حَدِيِقَةُ نَخْلٍ ، وروي بكسرِ الباءِ وَفتحِها