53- باب الجمع بين الخوف والرجاء
اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً، ويكون خوفه ورجاؤه سواء، وفي حال المرض يُمَحِّضُ الرجاء. وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك.
قال اللَّه تعالى: { فلا يأمن مكر اللَّه إلا القوم الخاسرون } .
وقال تعالى: { إنه لا ييأس من روح اللَّه إلا القوم الكافرون } .
وقال تعالى: { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } .
وقال تعالى: { إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم } .
وقال تعالى: { إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } .
وقال تعالى: { فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية } . والآيات في هذا المعنى كثيرة. فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين مقترنتين أو آيات أو آية.
443- وعن أبي هريرة . رضي اللَّه عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ العُقُـوبَةِ . ما طَمِعَ بجَنَّتِهِ أَحَدٌ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الكافِرُ مَا عِنَد اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ ، مَا قَنطَ مِنْ جنَّتِهِ أَحَدٌ » رواه مسلم .
444- وعن أبي سَعيد الخدرِيِّ ، رضي اللَّه عَنه ، أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إذا وُضِعتِ الجَنَازَةُ واحْتمَلَهَا النَّاسُ أَو الرِّجالُ عَلى أَعْنَاقِهمِ ، فَإِنْ كانَتْ صالِحَةً قالَتْ : قَدِّمُوني قَدِّمُوني ، وَإنْ كانَتْ غَير صالحةٍ ، قالَتْ : يا ويْلَهَا ، أَيْنَ تَذْهَبُونَ بَها ؟ يَسْمَعُ صَوتَها كُلُّ شيءٍ إلاَّ الإِنْسَانُ ، وَلَوْ سَمِعَهُ لَصَعِقَ » رواه البخاري .
445- وعن ابن مسعودٍ ، رضي اللَّه عنه ، قالَ : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « الجَنَّةُ أَقْرَبُ إلى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِه وَالنَّارُ مِثْلُ ذلك » رواه البخاري .
شروح الباب
شرح باب الجمع بين الخوف والرجاء
باب فضل البكاء خشية الله تعالى وشوقاً إليه
استمع إلى باب فضل البكاء خشية الله تعالى وشوقاً إليه بصوت الشيخ أحمد القطان
54- باب فضل البكاء خشية الله تعالى وشوقاً إليه
قال اللَّه تعالى: { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً } .
وقال تعالى: { أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون! } .
446- وعَن أبي مَسعودٍ ، رضي اللَّه عنه . قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «اقْرَأْ علَّي القُرآنَ » قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟، قالَ : « إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي » فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : { فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً } [ الآية : 41 ] قال : « حَسْبُكَ الآنَ » فَالْتَفَتَّ إِليْهِ . فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . متفقٌ عليه .