94- باب إكرام الضيف
قال اللَّه تعالى: { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً، قال سلام قوم منكرون. فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، فقربه إليهم قال: ألا تأكلون }
وقال تعالى: { وجاءه قومه يهرعون إليه، ومن قبل كانوا يعملون السيئات! قال: يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا اللَّه ولا تخزون في ضيفي، أليس منكم رجل رشيد } .
706- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « مَنْ كانَ يُؤمنُ بِاللَّه واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكرِمْ ضَيفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّه واليَوم الآخِرِ فليصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يؤمِنُ بِاللَّه وَاليوْمِ الآخِرِ فَلْيَقلْ خَيْراً أَوْ ليَصْمُتْ » متفقٌ عليه .
707- وعن أبي شُرَيْح خُوَيلدِ بن عمرو الخُزَاعِيِّ رضي اللَّه عنه قال : سَمِعتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « مَنْ كان يؤمِنُ بِاللَّه واليوْمِ الآخِرِ فَلْيُكرمْ ضَيفَهُ جَائِزَتَهُ » قالوا : وما جَائِزَتُهُ يا رسول اللَّه ؟ قال : « يَومُه وَلَيْلَتُهُ . والضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامِ ، فما كان وَرَاءَ ذلكَ فهو صَدَقَة عليه » متفقٌ عليه .
وفي روايةٍ لمسلم : « لا يحِلُّ لِمُسلمٍ أن يُقِيم عند أخِيهِ حتى يُؤْثِمَهُ » قالوا : يا رسول اللَّه . وكَيْف يُؤْثِمُهُ ؟ قال : « يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلا شَيءَ لَهُ يَقْرِيهِ بِهِ » .
95- باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير
قال اللَّه تعالى: { فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } .
وقال تعالى: { يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وجنات لهم فيها نعيم مقيم } .
وقال تعالى: { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } .
وقال تعالى: { فبشرناه بغلام حليم } .
وقال تعالى: { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } .
وقال تعالى: { وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب } .
وقال تعالى: { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن اللَّه يبشرك بيحيى } .
وقال تعالى: { إذ قالت الملائكة يا مريم إن اللَّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح } الآية. والآيات في الباب كثيرة معلومة.
وأما الأحاديث فكثيرة جداً وهي مشهورة في الصحيح. منها:
708- عن أبي إِبراهيمَ وَيُقَالُ أبو محمد ويقال أَبو مُعَاوِيةَ عبدِ اللَّه بن أبي أَوْفي رضي اللَّه عنه أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بَشَّرَ خَدِيجَةَ ، رضي اللَّه عنها ، بِبيْتٍ في الجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ، لاصَخبَ فِيه ولا نَصب . متفقٌ عليه .
« الْقَصبُ » هُنا : اللُّؤْلُؤ المُجوفُ . « والصَّخبُ » الصِّياحُ واللَّغَطُ . «وَالنَّصَبُ » : التعبُ .