632 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة رواه مسلم .
633 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله متفق عليه .
634 - وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه رواه مسلم .
635 - وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه رواه مسلم . ذكر المؤلف هنا في سياق الأحاديث ما قاله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس قال له: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة . الحلم: عندما يثار الإنسان ويجنى عليه ويعتدى عليه يحلم لكنه ليس كالحمار لا يبالي بما فعل به، يتأثر لكن يكون حليما لا يتعجل العقوبة، حتى إذا صارت العقوبة خيرا من العفو أخذ بالعقوبة . والأناة: التأني في الأمور وعدم التسرع وما أكثر ما يهلك الإنسان ويزل بسبب التعجل في الأمور سواء في نقل الأخبار أو في الحكم على ما سمع أو في غير ذلك . فمن الناس مثلا من يتخطف الأخبار بمجرد ما يسمع الخبر يحدث به وينقله وقد جاء في الحديث كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ومن الناس من يتسرع في الحكم يسمع عن شخص شيئا من الأشياء ويتأكد أنه قاله أو أنه فعله ثم يتسرع في الحكم عليه، أنه أخطأ أو ضل أو ما أشبه ذلك وهذا غلط التأني في الأمور كله خير . ثم ذكر المؤلف أحاديث عائشة رضي الله عنها الثلاثة في باب الرفق وأن الرفق محبوب إلى الله عز وجل وأنه ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ففيه الحث على أن يكون الإنسان رفيقا في جميع شئونه رفيقا في معاملة أهله، وفي معاملة إخوانه وفي معاملة أصدقائه وفي معاملة عامة الناس يرفق بهم، فإن الله تعالى رفيق يحب الرفق . ولهذا فإن الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحا وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم ثم قال ليتني لم أفعل لكن بعد أن يفوت الأوان أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة انشرح صدره ولم يندم على شيء فعله . وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح وحسن الأخلاق والآداب .
الشَّرْحُ
636 -