395 - وعن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة رواه البخاري
الشَّرْحُ
قال المؤلف فيما نقله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من رواية عبد الله بن عتبة بن مسعود عمه عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إنا نعلم يعني عمن أسر سريرة باطلة في وقت الوحي بما ينزل من الوحي لأن أناسا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا منافقين يظهرون الخير ويبطنون الشر ولكن الله تعالى كان يفضحهم بما ينزل من الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم يفضحهم لا بأسمائهم ولكن بأوصافهم التي تحدد أعيانهم والحكمة من ذكرهم بالأوصاف دون الأعيان أن ذلك يكون للعموم يعني لكل من اتصف بهذه الصفات مثل قوله تعالى ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ومثل قوله تعالى { ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون } ومثل قوله { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم /4وهذا كثير في سورة التوبة التي سماها بعض السلف الفاضحة لأنها فضحت المنافقين لكن لما انقطع الوحي صار الناس لا يعلمون من المنافق لأن النفاق في القلب والعياذ بالله يقول رضي الله عنه من أظهر لنا خيرا أخذناه بما أظهر لنا وإن أسر سريرة يعني سيئة ومن أظهر لنا شرا فإننا نأخذه بشره ولو أضمر ضميرة طيبة لأننا نحن لا نكلف إلا بالظاهر وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى علينا ألا نحكم إلا بالظاهر لأن الحكم على الباطن من الأمور الشاقة والله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها فمن أبدى خيرا عاملناه بخيره الذي أبداه لنا ومن أبدي شرا عاملناه بشره الذي أبداه لنا وليس لنا من نيته مسئولية النية موكولة إلى رب العالمين عز وجل الذي يعلم ما توسوس به نفس الإنسان }
باب الخوف