أقوال ثلة من العلماء وفيما اتفقوا عليه بخصوص الجلوس في التعزية
بسم الله الرحمن الرحيم
صنع الطعام لأهل الميت، وأقوال العلماء فيه:
*قال العلامة الشوكاني ـ رحمه الله ـ في " نيل الأوطار " ( 4 / 118 ) : ( باب : صنع الطعام لأهل الميت وكراهته منهم للناس ) : قوله : " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت...الخ " يعني أنهم كانوا يعدون الاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه ، وأكل الطعام عندهم نوعاً من النياحة لما في ذلك من التثقيل عليهم وشغلهم ، مع ما هم فيه من شغلة الخاطر بموت الميت ، ومافيه من مخالفة السنة لأنهم مأمورون بأن يصنعوا لأهل الميت طعاماً فخالفوا ذلك و كلفوهم صنعة الطعام لغيرهم ) اهـ وروى الإمام أحمد وابن ماجه بإِسناد صحيح عن جرير بن عبد الله قال : " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة " اهـ . ـ
*قال العلامة المباركفوري ـ رحمه الله ـ في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " ( 4 / 66 ـ 67 ) : ( قال الطيبي : دل ( أي حديث جعفر ) على أنه يستحب للأقارب والجيران تهيئة طعام لأهل الميت انتهى . قال ابن العربي في العارضة : والحديث أصل في المشاركات عند الحاجة وصححه الترمذي . والسنة فيه أن يصنع في اليوم الذي مات فيه لقوله صلى الله عليه وسلم : " قد جاءهم ما يشغلهم " فحزن موت وليهم اقتضى أن يتكلف لهم عيشهم . وقد كانت للعرب مشاركات ومواصلات في باب الأطعمة باختلاف الأسباب وفي حالات اجتماعها انتهى ، وقال القاري : والمراد طعام يشبعهم يومهم وليلتهم فإن الغالب أن الحزن الشاغل عن تناول الطعام لا يستمر أكثر من يوم ، ثم إذا صنع لهم ما ذكر سن أن يلح عليهم في الأكل لئلا يضعفوا بتركه استحياء أو لفرط جزع اهــ ،
*وقال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء سابقاً كما في " فتاوى إسلامية " ( الوصية بإقامة الولائم بعد الموت بدعة ومن عمل الجاهلية ، وهكذا عمل أهل الميت للولائم المذكورة ولو بدون وصية منكر لا يجوز لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطَعام بعد دفنه من النياحة " خرجه الإمام أحمد بإسناد حسن ولأن ذلك خلاف ما شرعه الله من إسعاف أهل الميت بصنعة الطعام لهم لكونهم مشغولين بالمصيبة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما بلغه استشهاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤته قال لأهله : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم " ) اهـ .
* وسئل الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما حكم البذخ والإسراف في العزاء حيث يتكلف أهل الميت بإقامة الولائم للمعزين وهناك عادة جرت مثل اليوم الثالث واليوم الثامن ، والأربعين بالنسبة للمعزين؟ . الجواب :هذا لا أصل له ، بل هو بدعة ومنكر ومن أمر الجاهلية ، فلا يجوز للمعزين أن يقيموا الولائم للميت لا في اليوم الأول ولا في الثالث ولا في الرابع ولا في الأربعين أو غير ذلك ، هذه كلها بدعة ، وعادة جاهلية لا وجه لها ، بل عليهم أن يحمدوا الله ويصبروا ويشكروه سبحانه وتعالى على ما قدر ، ويسألوه سبحانه أن يصبرهم وأن يعينهم على تحمل المصيبة ولكن لا يصنعون للناس طعاما . قال جرير بن عبد الله البجلي - وهو صحابي جليل - رضي الله عنه : كنانعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة رواه الإمام أحمد بإسناد حسن . كان الصحابة يعدون النياحة من المحرمات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم زجر عنها ، ولكن يشرع لأقاربهم وجيرانهم أن يبعثوا لهم طعاما لأنهم مشغولون بالمصيبة . لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصله نعي جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه حين قتل في مؤتة بالأردن أمر صلى الله عليه وسلم أهل بيته أن يصنعوا لأهل جعفر طعاما وقال: ((إنه قد أتاهم ما يشغلهم)) أما أهل الميت فلا يصنعوا طعاما لا في اليوم الأول ، ولا في اليوم الثالث ، ولا في الرابع ولا في العاشر ولا في غيره . لكن إذا صنعوا لأنفسهم أو لضيفهم طعاما فلا بأس ، أما أن يجمعوا الناس للعزاء ويصنعوا لهم طعاما فلا يجوز لمخالفته للسنة . مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع للشيخ عبد العزيز بن بازhttp://www.binbaz.org.sa/mat/33 ـ
*قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في "الشرح الممتع على زاد المستقنع" قوله : " وسن أن يصلح لأهل الميت طعام يبعث به إليهم " . لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين " جاء نعي جعفر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم " . وظاهر كلام المؤلف أن صنع الطعام لأهل الميت سنة مطلقاً ، ولكن السنة تدل على أنه ليس بسنة مطلقاً ، وإنما هو سنة لمن انشغلوا عن إصلاح الطعام بما أصابهم من مصيبة لقوله : " فقد أتاهم ما يشغلهم " ومع ذلك غالى بعض الناس في هذه المسألة غلواً عظيماً ...،. وهذا لا شك أنه من البدع المنكرة ، وهل نحن مأمورون عند المصائب أن نأتي بالمسليات الحسية التي تختم على القلب حتى ننسى المصيبة نسيان البهائم ؟ ! نحن مأمورون بأن نتسلى بما أرشدنا الله إليه : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ؛ لا بأن يأتي الناس من يمين و شمال ؛ ليجتمعوا إلينا ويؤنسونا تأنيساً ظاهرياً . وإذا لم تكن المصيبة منسية بما قال الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنها لا خير فيها فيكون هذا النسيان سلواً كسلو البهائم وقد قال الصحابة رضي الله عنهم : " كنا نعد الاجتماع إلى أَهل الميت وصنعة الطعام من النياحة " والنياحة من كبائر الذنوب فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " النائحة إذا لم تتب ألبست درعاً من جربٍ ، وسربالاً من قطران يوم القيامة " قوله : " ويكره لهم فعله للناس " أي : صنع الطعام مكروه لأهل الميت ، أي : أن يصنعوا طعاماً ويدعوا الناس إليه ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم " كانوا يعدون صنع الطعام والاجتماع لأهل الميت من النياحة " اهــ
*وقال العلامة الألباني في كتاب أحكام الجنائز وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما : أ - الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرة أو المسجد . ب - اتخاذ أهل ، الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء . وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه قال : ( كنا نعد ( وفي رواية : نرى ) الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة ) . أخرجه أحمد وابن ماجه والرواية الاخرى له وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، وصححه النووي والبوصيري في ( الزوائد ) وإنما السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه لاهل الميت طعاما يشبعهم ، لحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال : ( لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم : اصنعوا لال جعفر طعاما ، فقد أتاهم أمر يشغلهم ، أو أتاهم ما يشغلهم ) ... وهو عندي حديث حسن كما قال الترمذي ، فإن له شاهدا من حديث أسماء بنت عميس ، وقد بينت ذلك في ( التعليقات الجياد ) . وقد ( كانت عائشة تأمر بالتلبين للمريض ، وللمحزون على الهالك ، وتقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن ) . أخرجه البخاري (واللفظ له ومسلم والبيهقي وأحمد.اهــ
يتبــــع
التعديل الأخير تم بواسطة ; 28-Mar-2012 الساعة 04:52 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
28-Mar-2012, 04:56 PM #5 أم عبد الصمد السلفية أم عبد الصمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو
تاريخ التسجيل
Dec 2008
المشاركات
783
افتراضي رد: أقوال ثلة من العلماء وفيما اتفقوا عليه بخصوص الجلوس في التعزية
...
بخصوص التعزية للشيخ الفوزان حفظه الله من كتاب مختصر الجنائز
*وتسنُّ تعزيةُ المُصَابِ بالميِّتِ وحثّه على الصَّبرِ والدُّعاءُ للميِّت. لِمَا روى ابن ماجه وإسناده ثقات عن عمر وابن حزم مرفوعًا: (ما مِنْ مُؤمِن يُعزّي أخاه بمُصيبةٍ إلا كساهُ الله مِن حُلل الكرامةِ يومَ القيامة) ووردت بمعناه أحاديث. ...ولا ينبغي الجُلُوس للعَزَاءِ والإعلان عن ذلكَ كما يفعلُ بعضُ الناسِ اليوم. ويُستحبُّ أن يُعدَّ لأهلِ الميِّتِ طعامًا يبعثه إليهم. لقوله صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد جاءهم ما يُشغلُهم) رواه أحمد والتِّرمذي وحسَّنه.
أمَّا ما يفعلُه بعضُ النَّاس اليومَ من أنَّ أهل الميت يُهيئونَ مكانًا لاجتماع الناس عندهم ويصنعونَ الطَّعامَ ويستأجِرُونَ المقرئين لتلاوةِ القرآنِ ويتحمَّلونَ في ذلك تكاليفَ ماليّة فهذا من المآتم المُحرَّمةِ المبتدعَة - لما روى الإمامُ أحمد عن جرير بن عبد الله قال: (كُنَّا نَعُدُّ الاجتماعَ إلى أهل الميِّت وصنعةَ الطَّعامِ بعد دفنه من النِّياحَة) وإسناده ثقات - قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمهُ الله: جَمْعُ أهل المُصيبةِ النّاس على طعامهم ليقرءوا ويهدوا له ليس معروفًا عند السَّلَفِ. وقد كَرِهَه طوائفُ مِنْ أهلِ العلم مِنْ غيرِ وجَه. انتهى - وقال الطرطوشي: فأما المآتم فممنوعة بإجماع العُلماء - والمأتم هو الاجتماعُ على المصيبةِ. وهو بدعة مُنكَرَة لم ينقل فيه شيء. وكذا ما بعده من الاجتماع في الثاني والثالث والرابع والسابع والشهر والسنة فهو طامَّة. وإن كان من التركة وفي الورثةِ محجورٌ عليه أو مَنْ لَمْ يأذَنْ حُرِّمَ فِعْلُه وحُرِّمَ الأكلُ منه، اهــ.
يتـــبع
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
29-Mar-2012, 08:31 AM #6 أم عبد الصمد السلفية أم عبد الصمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو
تاريخ التسجيل
Dec 2008
المشاركات
783
افتراضي رد: أقوال ثلة من العلماء وفيما اتفقوا عليه بخصوص الجلوس في التعزية وصنع الطعام.
بسم الله الرحمن الرحيم
مفاسد الإجتماع على أهل الميت
1اجتماع أقارب الميت في بيت واحد، وتوافد الناس عليهم من كل جهة، وصنع الطعام، وتهيئة الكراسي، وإيقاد الكهرباء ونحو ذلك، فكله خلاف السنة.
2إذا كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يعدون (الاجتماع عند أهل الميت ) من النياحة، وهم أعلم الأمة بمقاصد الشريعة، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الميت يعذب في قبره بما نيح عليه» فهل يرضى أحد أن يعذب أبوه، أو أمه، أو ابنه، أو بنته، أو أحد من أقاربه بشيء من صنعه...
3 ومن مفاسد هذا الاجتماع إلى أهل الميت المشقة على الناس في الحضور من كل جهة، لاسيما في أيام الحر والبرد والأمطار والرياح، وذلك أنه لما صار هذا الشيء عادة عندهم صار المتخلف عنه عرضة للقدح بالسب في حضوره، والغيبة في غيبته، وصار يأتي كالمكره، وربما ترك أشغالاً تهمه، وربما تعرض للخطر في الطرقات الوعرة
4ومن مفاسد هذا الاجتماع: أنه يحضر إليه الرجال والنساء فيحصل للنساء من النحيب والعويل ما ينافي الصبر، وربما وصل إلى النياحة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من الكفر، ولعن النائحة والمستمعة، وقال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب».
5ومن مفاسد هذا الاجتماع: ما يحصل به من إضاعة المال، حيث ينفق عليه أموال في أمر غير مشروع، وربما تكون من تركة الميت وفيها وصية، أو ميراث ليتامى، أو غير مرشدين، وقد قال الله تعالى في الوصية {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَآ إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }. وقال في أموال اليتامى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بالتي هِىَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }
6 ومن مفاسد هذا الاجتماع: أنه يحصل فيه أحياناً إضاعة الصلاة مع الجماعة، لاسيما مع كثرة الناس، وانشغال بعضهم ببعض، وضعف أصوات المؤذنين، ولا يخفى وجوب صلاة الجماعة على الرجال.
ولهذا وغيره أنصح إخواني المسلمين إلى ترك هذه الأعمال والرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح فإن الخير في هديهم، قال الله تعالى: {وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }
ومن أكبر العون على ترك ذلك أن ينظر إخواننا طلبة العلم في هذا الأمر، ويقيسوه بعمل السلف الصالح، ويبينوا للناس ما هو الحق فإن قاصدي الحق من العامة لا يحيدون عنه إذا تبين لهم.
كتبه محمد بن صالح العثيمين في 31/1/2141هـ.
كتاب مجموع رسائل وفتاوي العثيمين ج 17
ــــــــ
هل إقامة التعزية والوليمة من حقوق الميت وما هي حقوق الميت على أهله؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله (... يسن الإسراع في تجهيزه، ورد فيه قوله r, لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله - يعني: أن إبقائه عندهم بدون تجهيز وهو ميت لا فائدة فيه ليس له إلا أن يجهز ويدفن قبل أن يتغير وينتن؛ لأنه يسرع عادة إليه التغير فيبادرون بتجهيزه . يستثنى من ذلك إذا مات فجأة مخافة أنها غِشية غلبت عليه، وأنه سوف يصحو ويفيق، فأما إذا تحقق بأنه مات وخرجت روحه فالإسراع في تجهيزه أولى. كذلك الإسراع بتفريق وصيته وقضاء دينه يتعلق هذا بأوليائه،إنفاذ وصيته، إذا أوصى تنفذ وصيته سواء وصية مالية في ماله مثلا، أو وصية بإبلاغ شيء أو نحوه، كذلك الإسراع في إبراء ذمته من الدين ورد حديث , نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقْضَى - فيسارعون في قضاء دينه حتى يريح بدنه من ذلك، ورد فيه حديث , أنه r أوتي برحل فقال: هل عليه دين؟ قالوا: ديناران فقال: صلوا عليه فقال أبو قتادة: هما علي، فسأله بعد ذلك هل قضيتهما؟ قال: نعم. قال: الآن بردت عليه جلدته - فيسارعون في قضاء دينه بقدر الاستطاعة، فإذا كان عليه دين وهم عاجزون فإنهم معذورون ..اهـ
من كتاب [ مختصر الجنائز لابن تيمية ]
وسئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: بعض العامة يقولون إن إقامة التعزية والوليمة من حقوق الميت وما هي حقوق الميت على أهله؟
فأجاب فضيلته بقوله: ليس على أهل الميت حقوق بعد موته إلا أن يجهزوه بالتغسيل، والتكفين، والصلاة عليه، ودفنه، وقضاء دينه، وإنفاذ وصيته، وينبغي لهم أن يدعوا له ويستغفروا له، وأما أن يلزموا بشيء فلا أعلم سوى ما ذكرت لك، وأما الدعاء له فهو من بره ومن الإحسان إليه.
كتاب مجموع رسائل وفتاوي العثيمين ج17
ـــــــــ
[اضافة ] أقوال بعض من العلماء ـ رحمهم الله في حكم الاجتماع للعزاء
في (المنتهى)، وهو عمدة المتأخرين من الحنابلة في المذهب: وكره جلوس لها أي ( للتعزية )، قال في شرحه: يعني أنه يكره للمصاب أن يجلس في مكان ليعزوه، ويكره للمعزي أن يجلس عند المصاب للتعزية.
وفي (المقنع): ويكره الجلوس لها يعني للتعزية قال في الشرح الكبير: وذكره أبوالخطاب؛ لأنه محدث. اهـ
*وقال الألباني في (أحكام الجنائز): وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما:
أ ـ الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار، أو المقبرة، أو المسجد.
ب ـ اتخاذ أهل الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء، وذلك لحديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد وفي رواية: نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة. وذكر الألباني في حاشية الكتاب المذكور عن ابن الهمام أن هذا بدعة قبيحة. وبهذا يتبين حكم الاجتماع للتعزية.
وأما قول من ابتلي بها: «إنها حسنة» فمردود بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة».
وأما قوله: هناك أشياء كثيرة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليست ببدعة.
فيقال: هذه الأشياء إن فعلها فاعلها على وجه القربة والتعبُّد فإنها بدعة وضلالة، وإن كانت من باب الوسائل إلى أمر مشروع كتصنيف العلوم، وطباعة الكتب ونحو ذلك فهي مشروعة مشروعية الوسائل.
والواجب على المؤمن أن يرجع إلى ما كان عليه سلف الأمة، فإنهم خير القرون، وأن لا يلتفت إلى ما أحدثه الناس في دين الله تعالى لا في هذا ولا غيره، فالخير كله في اتباع السلف، والشر كله في ابتداع من خلف. وفقنا الله وإياكم لاتباع السنة، والبعد عن البدعة.
والواجب على أهل العلم بيان الحق في هذا وغيره على نحو ما ذكره الله عز وجل في قوله: {ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ٱلْحَسَنَةِ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } ولا يجوز لهم الذهاب إلى المجتمعين للعزاء إلا على سبيل النصيحة لهم. كتب هذه الأجوبة بيده محمد الصالح العثيمين في 7/01/7141هـ.
مجموع رسائل وفتاوي العثيمين ج 17
*وقال النووي في ( المجموع ) ( 5 / 306 ) : ( وأما الجلوس للتعزية ، فنص الشافعي والمصنف وسائر الاصحاب على كراهته ، قالوا : يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية ، قالوا : بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم ، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها ) ونص الامام الشافعي الذي أشار إليه النووي هو في كتاب ( الام ) ( 1 / 248 ) : ( وأكره المآتم ، وهي الجماعة ، وإن لم يكن لهم بكاء ، فإن ذلك يجدد الحزن ، ويكلف المؤنة ، مع ما مضي فيه من الاثر ) . كأنه يشير إلى حديث جرير هذا ، قال النووي : ( واستدل له المصنف وغيره بدليل آخر وهو أنه محدث ) . وكذا نص ابن الهمام في شرح الهداية ( 1 / 473 ) على كراهة اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت وقال : ( وهي بدعة قبيحة ) . وهو مذهب الحنابلة كما في ( الانصاف ) ( 2 / 565 ) اهــ
. ذكره الشيخ الألباني في الحاشية لأحكام الجنائز
التعديل الأخير تم بواسطة ; 29-Mar-2012 الساعة 08:37 AM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
31-Mar-2012, 10:02 PM #7 أم عبد الصمد السلفية أم عبد الصمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو
تاريخ التسجيل
Dec 2008
المشاركات
783
افتراضي رد: أقوال ثلة من العلماء وفيما اتفقوا عليه بخصوص الجلوس في التعزية وصنع الطعام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتاوى متنوعة للعلماء بخصوص التعزية وبيان البدع فيها وانكارها .
أبدأ بسم الله مستعينة
*سئل الشيخ عثيمين : من ناحية العزا والله المستعان فهذا قائم عندنا هناك التجمع لمدة ثلاثة أيام، هل يعمل لهم طعام خاصة إذا كان الميت قريب أو جار فهل نصنع لهم طعام كمساعدة أو صلة فهل نصنع لهم هذا الطعام أو نأكل معهم؟الشيخ : لا والله لا تصنعه إذا فعلت هذا فأنت على ما هم عليه وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( اصنعوا لآل جعفر طعام فقد آتاهم ما يشغلهم )) بين الرسول العلة، وما فيه دليل لهؤلاء المبتدعين، هؤلاء ما آتاهم شيء يشغلهم؛ بل اشتغلوا بصف الكراسي ووضع اللمبات وما أشبه ذلك فكيف نحمل اللفظ على عمومه مع بيان علته (( اصنعوا لآل جعفر طعام فإنهم آتاهم ما يشغلهم )) ولذلك لم يكن من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن كل من مات له ميت صنع لهم طعام، إنما يصنع لمن يشتغل بحزنه عن صنع طعامه .اهـ فتوى مفرغة من أشرطة نورعلى الدرب للشيخ عثيمين
*هل ترك المشاركة في الإجتماع يعتبر قطيعة رحم، وهل العزاء عادة أم عبادةسئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: مسألة العزاء والاجتماع عليه، بعض الناس لو كلَّمناهم في هذا يقول: نحن نفعل هذا ولا نقصد به التعبد وإنما نقصد به العادة، وأن ترك المشاركة في الاجتماع يعتبر قطيعة رحم فكيف الرد عليهم؟فأجاب فضيلته بقوله: أن التعزية سنة، التعزية من العبادة، فإذا صيغت العبادة على هذا الوجه الذي لم يكن معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، صارت بدعة، ولهذا جاء الثواب في فضل من عزى المصاب، والثواب لا يكون إلا على العبادت.مسألة العزاء، فالعزاء إنما كان تركه قطيعة رحم، لأن الناس اعتادوه فصار الذي يتخلف عنه عندهم قاطع رحم، لكن لو أن الناس تركوه كما تركه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعون ـ رحمهم الله ـ ما صار تركه قطيعة رحم، صار تركه عادة، ولهذا لو أن طلبة العلم بينوا للناس هذا الأمر وبدأوا بأنفسهم هم، كما بدأنا بأنفسنا، والدنا توفي ولم نجلس للعزاء، ووالدتنا توفيت ولم نجلس للعزاء، لو أن أهل العلم فعلوا ذلك لكان فيه خير كثير، ولترك الناس هذه العادات، لاسيما في بعض البلاد إذا مررت ببيت مات فيه ميت تقول: هذا بيت فيه زواج، لأنك ترى فيه من الأنوار في الداخل والخارج والكراسي والأشياء التي تنافي الشرع، وفيها إسراف وفيها بذخ.فالواجب على الإنسان أن يعرف الحق من الكتاب والسنة لا من عادات الناس، لو أن الناس تركوا هذه العادات وصار العزاء إن وجدوا في السوق، أو في المسجد عزي، وأيضاً يعزيه إذا كان مصاباً لا إذا كان قريباً، ...فالتعزية للمصاب فقط كما جاء في الحديث: «من عزى مصاباً فله مثل أجره» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مصاباً» ولم يقل: «من عزى من مات له ميت» فمثل هذه المسائل يجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس الحق فيها، حتى يسير الناس فيه على الهدى لا على الهوى.مجموع رسائل وفتاوي العثيمين ج 17
*السؤال :هل يجوز تخصيص مكان معين للتعزية؟.الذي يفهم من كلام العلماء رحمهم الله أنه ليس للتعزية مكان معين وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد) أنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجلس للتعزية في مكان معين ولو حصل لنقل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ابنه إبراهيم وماتت زوجته خديجة ومات بعض أعمامه ونحو ذلك؛ لكن جرت العادة في هذه الأزمنة المتأخرة أن العزاء يكون في المقبرة وهذا لا مانع منه فيما يظهر؛ لأن الغالب أن الناس يجتمعون في المقبرة، وكونهم يعزون الولي أو القريب أو نحو ذلك فلا بأس به إن شاء الله، وهذا فيه مصلحة؛ لكن الذي يغفل عنه الناس في هذا الزمان أنهم يتزاحمون على قريب الميت لتعزيته ولا يتزاحمون على القبر لأجل الوقوف على القبر والدعاء للميت بالثبات لأن حاجة الميت للدعاء بالثبات أشد من حاجة وليه للعزاء. وخير الناس وأفضلهم من جمع بين الحسنيين من جمع بين التعزية والوقوف على القبر للدعاء للميت بالثبات.
أما الجلوس للتعزية في المنـزل والتي جرت عليها عادة الناس في هذه الأزمنة المتأخرة فهذا فيه قولان لأهل العلم: من أهل العلم من أجاز الجلوس في البيت للعزاء ويستدلون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم في قضية جعفر بن أبي طالب جلس؛ ولكن الصواب أنه لا يوجد دليل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جلس للعزاء إنما المقصود أنه كان في حالة جلوس لما جاءه الناس.
القول الثاني: أنه يكره الجلوس للعزاء في المنـزل وهذا نص عليه كثير من المتقدمين من فقهاء الشافعية وفقهاء الحنابلة. ومن فقهاء الشافعية النووي نص على هذا في شرح المهذب، ونقل عن الشافعي أن الجلوس نوع من أنواع المآتم. أما فقهاؤنا الحنابلة فقد ضربوا في هذا بسهم وافر، ابن قدامة وابن الخطاب وابن عقيل كل هؤلاء يرون كراهة الجلوس بالبيت للتعزية؛ بل إن ابن قدامة نقل عن عمر بن الخطاب أن هذا محدث؛ وعليه فالذي يظهر أنه لا ينبغي الجلوس في البيت واستقبال المعزين لأمور ثلاثة:
الأمر الأول: أن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن القيم.
الأمر الثاني: أن في الجلوس بالبيت تجديد واستدامة للحزن، وليس المطلوب أن يبقى الحزن ويستديم؛ بل المطلوب العكس أن يخفف على المصاب بما يزيل الحزن.
الأمر الثالث: أن التعزية خصوصاً في هذه الأزمنة المتأخرة صار يصاحبها أمور منكرة هي إلى البدعة أقرب، و إلا إذا خلت التعزية من هذه الأمور تكون مكروهة. لكن إذا صاحبها ما ظهر في بعض الآفاق تكون محرمة. كما هو واقع في بعض المدن، حيث صارت التعزية أولاً يحدد لها موعد؛ بل ويعلن في الجرائد بأنه سيكون العزاء في بيت فلان، أو في المكان الفلاني، الأمر الثاني: أنهم في البيت يجمعون بين معصيتين أو بين خطأين بالإضافة إلى الخطأ الأصلي ويضيعون الأوقات ويضيعون الأموال، فتجدهم يجلبون الفرش وهذه بأجرة، ويأتون بالكراسي وهذه بأجرة أيضاً. والغالب أن هذه الأجرة من مال الميت أي من التركة إن لم يضف إلى هذا صنيعة الطعام أو الفواكه أو نحو ذلك، وهذا يكون أعظم وأعظم؛ لأن فيه عكس السنة، لأن أهل الميت صاروا هم الذين يضعون الطعام للناس؛ بل في بعض الأماكن يقولون أن البيت ما يتسع للتعزية فصاروا يستأجرون الخيام لأجل أن تتسع لأكبر عدد ممن يعزون فهذه لا ريب أمور منكرة؛ فلو قيل بالمنع من باب سد الذريعة ما كان هذا بعيداً وكما نص العلماء السابقون ومنهم النووي أن المعزى يعزى في أي مكان في المسجد أو في العمل. والله أعلم.
"الشيخ صالح الفوزان"فتوى رقم10050
*ما حكم صنع الطعام في هذه المناسبة ؟ .
السائل : السلام عليكم: أنا بتكلم الآن من بيت صهري بخصوص نحنا جالسين الآن توفت رحمةُ الله عليها والدته ، فيه بعض الأسئلة عما بتجهزها لنا الآن ، ، لو سمحت دقيقة واحدة ، الشيخ الألباني رحمه الله :
السائل : أستاذي .
الشيخ الألباني رحمه الله : نعم
السائل : بخصوص الطعام .
الشيخ: الطعام إذا تقدم به أقارب الميت بالمصابين للميت، أما المُصابين فلا يجوز لهم في شرعِ الله أن يصنعوا طعاماً وحسبهم ما نزلَ بهم من مصيبة، لقوله : لبعض جيران وأقارب جعفر : ( اصنعوا لآلِ جعفر طعاماً فقد شغلهم ما هم فيه ) فهم في هذي الحالة في مصيبتهم لا يجوز أن يشتغلوا أنفسهم بضيافة واستقبال المعزين ؛ لأنه هذا ليس عُرفاً ، إنما هذا [غلط] فلا يجوز لهم صنع الطعام للمصابين، وإلا من الجيران بيصنعوا الطعام للمصابين، هذا فقط
سلسلة الهدى والنور الشريط– 009 : للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني
*وقال الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في " الملخص الفقهي " ( 1 / 216 ) : ( ما يفعله بعض الناس اليوم من أن أهل الميت يهيئون مكاناً لاجتماع الناس عندهم ، و يصنعون الطعام ، ويستأجرون المقرئين لتلاوة القرآن ، ويتحملون في ذلك تكاليف مالية ، فهذا من المآتم المحرمة المبتدعة ؛ لما روى الإمام احمد عن جرير بن عبد الله ؛ قال : " كنا نعد الاجتماع إلى أَهل الميِت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة " ، وإسناده ثقات ...الخ )اهـ .
* وـ قال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري ـ رحمه الله ـ في " الرد على الكاتب المفتون " ( ص12 ) : ( من الأعمال المردودة إقامة الولائم للعزاء لأن ذلك لم يكن من أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا من عمل الصحابة رضي الله عنه ولا من عمل التابعين وتابعيهم وإنما هو من المحدثات...) إلى آخر كلامه رحمه الله ، وكتابه هذا في الأساس رد على كاتب كتب مقال يدعوا فيه إلى إقامة هذه الولائمو قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ـ حفظه الله ـ في " المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة " ( ص120 ) : ( إِقامة الولائم للزوار مخالف للسنة ومشغل لأهل الميت ، والسنة أن يصنع لأَهل الميت طعام يكفيهم ـ ثم استدل بقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم " ـ ....الخ )اهـ
*س / السؤال هو: لقد كثر الكلام في موضوع التعزية لأهل الميت والجلوس لتقبل العزاء، وقد سألت أحد كبار العلماء في هذا البلد الطيب وقال: لا بأس أن يحدد يوم ويجلس للتعزية، ودليله في ذلك أنه لما جاء خبر جعفر t ظهر في وجه الرسول r الحزن وجلس وتقبّل العزاء من الصحابة ولكن بدون صنع الطعام، ولكن قال لا بأس بالشاي والقهوة والماء.وقد عارض هذا الكلام أحد طلبة العلم وقال لا يجوز الجلوس للعزاء وهذا من البدعة والنياحة، ودليله الحديث الذي في البخاري: كنا نعد الجلوس بعد الدفن وصنع الطعام من النياحة.فنرجو من فضيلتكم البيان والتفصيل في هذا الموضوع لأنه حصل مشاكل وخصومات بين طلبة العلم والعامة في ذلك؟
ج/ النياحة على الميت من خصال الجاهلية، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «ثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت»، والنياحة على الميت من خصال أهل الجاهلية؛ لكن المهم ما هي صورة النياحة؟صورة النياحة الذي عليه تفسير السلف لها -أعني الصحابة-: أن النياحة لها صور وكن من صورها في الاجتماع على العزاء أنها ما جمعت شيئين:الأول: أن يكون هناك اجتماع للعزاء عند أهل الميت وجلوس طويل عندهم.الثاني: أن يكون هناك صنع للطعام من أهل الميت لإكرام هؤلاء، والتباهي بكثرة من يمكث إظهارا للمصيبة لهذا الميت.وهذا هو الذي قاله أبو أيوب t ورحمه قال: كنا نعد الجلوس إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة.فالنياحة هي ما جمعت الأمرين معا: الجلوس وصنع الطعام.الجلوس للتعزية للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
*سئل فضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله :
يقول السائل : اعتاد الناس عندنا إقامة خيمة بعد وفاة الميت لاستقبال المعزّين فهل فعلنا جائز ؟الجواب :أبداً إقامة المآتم والمخيمات والسرادقات هذا من أعمال الجاهلية بل كان شيوخنا وعلى رأسهم شيخنا الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين لم يكن يجلس حتى في بيته للعزاء بل إن شيخنا الشيخ ابن عثيمين كان يغلق على نفسه الباب إذا توفي له قريب لألاّ تحصل تجمعات .فعقد تجمعات بعد أن يُتوفى أحد من أقاربك هذا من أعمال الجاهلية ولا تجوز ، ناهيك عما قد يُفعل فيها من ولائم وأشياء مخالفات ويُرتكب فيها من محرمات أحياناً ، يلاحظ أن بعض الناس يقيمون سرادقات يؤتى فيها بالشيشة والدخان والمعازف وآخرون يأتون بقارئ يقرأ وهذه القراءة لا قيمة لها ، لأنها ما أريد بها وجه الله يعني هذه القراءة كونك تأتي بشخص قارئ من أكلة أموال الناس بالباطل يتمايل كما تتمايل الراقصة ويأكل أموال المسلمين هذا موت وخراب ديار كما يقولون ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما استُشهد جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه قال :" إصنعوا لآل جعفر طعاماً فإن عندهم ما يشغلهم " أما أنك تقيم سرادقات وتقيم حفلات ثلاثة أيام أو أسبوع أو خمسة عشر يوم والناس يتجمعون عندك ، هذا لا يجوز أبداً ، ولا يجوز الأكل من المأكولات التي تقام لهذا الغرض لأنه من التعاون على الإثم والعدوان ..نعم
*حكم قراءة القرأن وسورة يـس أو يضعون في بيوت العزاء مسجلاًسئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكم قراءة القرآن؟ وخاصة سورة (يس) في العزاء؟فأجاب فضيلته بقوله: العزاء ليس فيه قراءة قرآن، وإنما هو دعاء يدعى به للمعزى، وللميت عند الحاجة إليه، وأما قراءة القرآن سواء سورة (يس) أم غيرها من كلام الله عز وجل، فهو بدعة ومنهي عنه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة». مجموع رسائل وفتاوي العثيمين ج 17
*وسئل فضيلتة رحمه الله تعالى ـ: بعض العامة يضعون في بيوت العزاء أو مكان التجمع للتعزية مسجلاً ويقرأ أحد القراء قرآناً وأحياناً مواعظ وأشعار وبعض المعزين يحضرون معهم أنواعاً من الطعام والهدايا أو غيره ما حكم ذلك؟فأجاب فضيلته بقوله: أصل جلوس التعزية خلاف السنة، ولم يكن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يجلسون للتعزية، بل كانوا يعدون الاجماع عند أهل الميت وصنع الطعام من النياحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من النياحة، حتى إنه لعن النائحة والمستمعة، وقال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب»، فالواجب الحذر مما يكون مخالفاً للسنة، وموجب للعقوبة والإثم. مجموع رسائل وفتاوي العثيمين ج 17
*السائل : السلام عليكم: أنا بتكلم الآن من بيت صهري بخصوص نحنا جالسين الآن توفت رحمةُ الله عليها والدته ، فيه بعض الأسئلة عما بتجهزها لنا الآن ، ، لو سمحت دقيقة واحدة ، الشيخ الألباني رحمه الله :
السائل : أستاذي بخصوص هذا الموقف، أنه طبعاً يكون فيه الوفاة، كثير بعضهم يضع القرآن ليقرأه طبعاً في المسجل ، فما رأيكم في ذلك ؟.
الشيخ الألباني رحمه الله : قراءة القرآن في هذه المناسبة من قارئ حي أو بالمسجل قراءة كلاهما لا يشرع في دين الإسلام ، وعلى من أصيب بميت أولا أن يتلقى ذلك بالرضا والقبول، وبالصبر الجميل كما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [155-156:البقرة] ومن ذلك أن يقول: ( إنّا لله وإنا إليه راجعون ) ، وكلما استحضر عظمة المصيبة كرر هذه العبارة الجميلة : ( إنّا لله وإنا إليه راجعون )، ويكثرون الدعاء للمتوفى وإن كان لابد ما فيه [من] طريقة إلا هي، ولكن الابن والبنت للمتوفى لهما أن يقرءا من القرآنِ ما شاءا على روح المتوفى سواء كان أبا أو كان أم ، أما الآخرين فلا يقرؤون القرآن على روح المتوفى وإنما لهم الدعاء " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا " [10:الحشر] هكذا ينبغي أن يكون موقف المُصابُ بمثلِ هذا المصابِ ، ونسأل الله للميت أن يرحمه .
السائل : اللهم آمين .
الشيخ الألباني رحمه الله : ونسأل الله للمصابين الصبر .
سلسلة الهدى والنور الشريط– 009 : للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني