يحبون خمساً وينسون خمساً.
السؤال
ما صحة هذا الحديث أفيدوني يرحمكم الله، لقد وصلني عن طريق الشبكة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يأتي زمان على أمتي يحبون خمساً وينسون خمساً...
يحبون الدنيا وينسون الآخرة
يحبون المال وينسون الحساب
يحبون المخلوق وينسون الخالق
يحبون القصور وينسون القبور
يحبون المعصية وينسون التوبة،
فإن كان كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء
والموت الفجأة وجور الحكام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"من صلى علي فى يوم ألف صلاة لم يمت حتى يبشر
بالجنة" و"من صلى علي فى يوم مائة مرة قضى الله
له مائة حاجة، سبعين منها لآخرته وثلاثين منها
لدنياه"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
"من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله على روحي حتى أرد عليه السلام"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة" انشر ولك الأجر بإذن الله تعالى؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا ما وقفنا عليه من كلام لأهل العلم حول الأحاديث التي ذكرتها الأخت السائلة، الحديث الأول: من صلى علي في يوم ألف صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة. رواه أبو الشيخ عن أنس بلفظ: ... لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة. والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وقال عنه: منكر. وفي السلسلة الضعيفة قال عنه: ضعيف جداً.
الحديث الثاني: من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة.... رواه ابن النجار عن جابر ولم نقف على سنده، ولم نقف على كلام لأهل العلم في الحكم عليه.
الحديث الثالث: من صلى علي حين يصبح وحين يمسي عشراً أدركته شفاعي.. قال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني بإسنادين، وإسناد أحدهما جيد رجاله وثقوا. انتهى، وقال عنه الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف.
الحديث الرابع: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع.
الحديث الخامس: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني وحسنه شعيب الأرنؤوط.
الحديث السادس: ... إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وأبو يعلى في مسنده، وحسنه الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب.
الحديث السابع: يأتي زمان على أمتي يحبون خمساً...... لم نعثر عليه فيما بين أيدينا من المصادر على كثرتها.
السؤال
أريد معرفة درجة هذا الحديث مع بيان تفسيره:
(يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا ما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بـينهم)
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث أخرجه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الترغيب، وسنبين دلالته لصحته باختصار، فهو يدل على التوعد بالابتلاء بخمس عقوبات إذا حصل بعض المعاصي:
أولاها: الابتلاء بالطاعون والأمراض التي لم تعرف سابقاً إذا انتشرت الفواحش وظهرت ومن ذلك: السيدا - الإيدز - الذي ظهر مؤخراً.
والثانية: الابتلاء بالقحط والجفاف والغلاء وظلم السلاطين، إذا حصل نقص المكيال والميزان.
والثالثة: انقطاع الأمطار إذا تركت الزكاة.
والرابعة: تسليط العدو علينا بأخذ بعض أموالنا أو أراضيناً إذا حصل نقض عهد الله ورسوله.
والخامسة: وقوع الحروب بين المسلمين, وتسلط بعضهم على بعض إذا ترك الولاة الحكم بكتاب الله تعالى. وراجع في ذلك فيض القدير للمناوي للمزيد في الموضوع.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=74585 تخريج الحديث:
روى ابن ماجه في «سننه»، باب العقوبات، (2/1332) قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوبَ، عَنِ خالد بن يزيد ابنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
«يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/446) عن جعفر بن محمد الفريابي، عن سليمان بن عبدالرحمن ابن بنت شرحبيل الحمصيّ، به، مختصراً، وذكر ما يتعلق بمنع الزكاة فقط.
وأخرجه أبو نُعيم في «الحلية» (8/333) عن مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ, عن جَعْفَر الْفِرْيَابِيُّ, عن سُلَيْمَان بن عَبْدِالرَّحْمَنِ, به. بلفظ: «كُنْتُ عَاشِرُ عَشْرَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَابنُ مَسْعُودٍ وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وَحُذَيْفَةُ وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ وَأَبُو سَعِيدٍ وَابنُ عُمَرَ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلَهُمْ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟. قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا» وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْأَكْيَاسُ ثُمَّ سَكَتَ الْفَتَى فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خِصَالٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَنْ تَظْهَرَ الْفَاحِشَةُ...».
http://www.addyaiya.com/uin/arb/Viewdataitems.aspx?ProductId=389شرح الحديث الشريف - أحاديث متفرقة - الدرس (086 - 127 ) : من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2000-09-17
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا في برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام:
بعض من وصايا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقع تحت يدي كتاب عنوانه مئة وصية ووصية من وصايا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حينما يكون الموصي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالأمر يأخذ مأخذاً آخر، يقول عليه الصلاة والسلام:
يا أبا ذر أحكم السفينة، فإن البحر عميق، واستكثر الزاد فإن السفر طويل، وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود، واخلص العمل فإن الناقد بصير.
الله جل جلاله يقول:
﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾
( سورة الكهف: 28)
ماذا يقابل
(( وكان أمره فرطا))
أمره محكم [يا أبا ذر أحكم السفينة] يعني أنت إن لم تكن سفينتك محكمة، يعني إن لم تكن عقيدتك متينة، إن لم يكن إيمانك قوياً، إن لم تكن مفهوماتك عن الدين صحيحة، إن لم تكن تصوراتك عن الحق واضحة، فمعنى ذلك أن الأمر ليس محكماً عكس المحكم " وكان أمره فرطا " [ يا أبا ذر أحكم السفينة، فإن البحر عميق ] يعني الحياة فيها فتن، البحر عميق قد يغرق، الإنسان قد يغرق في فتنةٍ، وقد يغرق في شهوة، وقد يغرق في حرفة، وقد يغرق في هوى، وإذا قال الله عز وجل:
﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾
(سورة فاطر: 22)
أي هذا الذي قبر في بحر شهواته، قبر في مصالحه، يعني منتهِ همه الدنيا، منتهى آماله ومحط رحاله، فهو كأنه في قبر [ يا أبا ذر أحكم السفينة، فإن البحر عميق، واستكثر الزاد فإن السفر طويل] يعني في إنسان مقاومته هشة، في إنسان مقاومته متينة، فكلما ازداد إيمانك كانت مقاومتك للشهوات قوية، لذلك الله عز وجل نعى على أهل الحرف الذين يعبدون الله على حرف فإذا أحكمت عقيدتك صح سلوكك ونجوت في الدنيا والآخرة، كلمة أحكم السفينة ؛ إن لم تكن محكمة غرقت بها، وإن لم تكن عقيدتك محكمة غرقت في بحر الشهوات وفي لذة المصالح والنزوات.
الفقرة الثانية من النصيحة: واستكثر الزاد فإن السفر طويل يعني حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، حتى المؤمن الذي نجى من عذاب النار لا يندم في أخرته إلا على ساعة مرت لم يذكر الله فيها.
يعني أيها الأخوة الكرام: بصراحة واضحة يجب أن تسأل نفسك سؤالاً لا تخجل من أن يكون الجواب سلبياً، لأن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، ماذا قدمت بين يدي ربك يوم القيامة ؟ ما العمل الذي يمكن أن يعرض على الله ؟ ما في إنسان ما في عنده إمكانيات المشكلة الآن إنسان بلا عمل صالح، عمل يومي، كسب مال، وطعام وشراب، واستلقاء، ونزهة، وحل مشكلة، لكن ما في عمل هادف في إرضاء الله عز وجل، يعني أكاد أقول أن الإنسان الغربي إنسان بلا هدف هدفه الاستمتاع بالحياة، أما الإنسان المسلم إنسان ذو هدف، يعني لما ربنا عز وجل قال:
﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾
( سورة النساء: 104 )
الكافر يعيش حياةً صعبةً، ويجهد نفسه، ويتعب قلبه، ولكن بلا هدف، أما المؤمن يرجو رحمة الله عز وجل، كل متاعبه أعمال صالحة كل جهوده درجات يرقى بها عند الله، بل إن عاداته تعد عبادات، أما عبادات المنافق تعد سيئات، فلذلك الله عز وجل يعني خلقنا في الحياة الدنيا للعمل الصالح.
الإنسان حينما يستيقظ ينبغي أن يفكر أنا ماذا فعلت اليوم، يوماً بيوم، ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة، معنى ذلك أن كل يوم ينقضي هو بضع من الإنسان، جزء منك قد انقضى، لأنك في الأصل بضعة أيام، فهذا اليوم لو إنسان باع بمليون ليرة لا يعد عند الله رابحاً هو عند الله خاسر، لقوله تعالى:
﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾
(سورة العصر: 1 ـ 2)
هناك إنجازات يعرفها الناس، اشتريت بيت، أخذت وكالة شركة حققت أرباح، الله جل جلاله يقسم بمطلق الزمن إن الإنسان لفي خسر لأن مضي الزمن يستهلكه، متى تربح ؟ إذا أنفقت الزمن في العمل الصالح أما حينما ينفق الزمن في المباحات أنت خاسر، يعني دقق ما معنى إنفاق استهلاكي، إنفاق استثماري، واحد راح نزهة ونزل في فندق هو وزوجته وأولاده، قضى أربع أو خمسة أيام، يعني غرف جميلة ومناظر خلابة وطعام طيب، وسبح، وانتهت الخمسة أيام، وطلب الفاتورة 130 ألف هذا المبلغ إذا دفعه هل يرجع، خلص، هذا اسمه إنفاق استهلاكي، أما إذا دفع 130 ألف بشركة استثمارية تعطي أرباح مذهلة، أصل المبلغ محفوظ وهناك أرباح طائلة تتأتى من هذا الأصل، فلما عد 130 ألف لشركة استثمارية، ودفع هذا المبلغ لها، هذا اسمه إنفاق استثماري، فأنت إما أن تنفق الوقت إنفاقاً استهلاكياً، بأن تأكل وتشرب وترتاح، كالنموذج الغربي تماماً، الإنسان الغربي إنسان استمتاع ما له هم أبداً، همه بيت فخم مسبح، حمام من مستوى راقي جداً، رياضة من أجل جسمه، مكان للنزهات، مكان لقضاء العطلات، فقط.
لما النبي عليه الصلاة والسلام قالت له السيدة خديجة: خذ قسطاً من الراحة ـ بعد أن جاءه الوحي ـ فقال عليه الصلاة والسلام: انقضى عهد النوم يا خديجة، الراحة انتهت، يقول عليه الصلاة والسلام: إياك عبد الله والتنعم فإن عباد اللّه ليسوا بالمتنعمين، قد يسر عرضاً، أما أن يقصد النعيم، أن يقصده، ويلح عليه، ويركز عليه، مستحيل، هو يعيش لهدف هل سمعتم طالب عنده امتحان مصيري، خطر في باله أن يأكل شطيرة من طرف المدينة الآخر فركب أول سيارة، وثاني سيارة، وروح أربع ساعات، وامتحانه غداً الساعة الثامنة يكون أحمق، مع أنه ما فعل شيئاً ما فعل حراماً، لكن استهلاك هذا الوقت جريمة، وقت ثمين.
سبحان الله يلي أخوان درسوا الجامعة، وقدموا الامتحانات يعرفوا قيمة الوقت، لما أنت تكون بالامتحان، ومعك ساعتين، أو ثلاث ساعات، حريص على الدقيقة، كل دقيقة تعني علامة زيادة، والمجموع له علاقة بالدراسات العليا، فكيف الطالب أثناء الامتحان يحرص على الوقت حرصاً لا حدود له، كذلك المؤمن يحرص على وقته في الدنيا.
أحد العلماء مر بمقهى رأى رواده يلعبون النرد، فقال يا سبحان الله لو أن الوقت يشترى من هؤلاء لاشتريناه منهم.
الوقت وعاء العمل، الحقيقة أثمن شيء تملكه هو الوقت، لأنه لا معنى لوجودك من دون وقت، يعني واحد أصابه مرض عضال انتهى ما عاد في عنده وقت، انتهى الوقت، فإذا انتهى الوقت المال ما له معنى إذا انتهى الوقت المنصب ما له معنى، إذا انتهى الوقت الزوجة ما لها معنى، إذا انتهى الوقت لا شيء له معنى، يعني إذا انتهت الحياة أنت انتبه تملك أغلى شيء في الحياة هو الوقت، في هذا الوقت بإمكانك أن تتوب في هذا الوقت بإمكانك أن تعرف الله، بإمكانك أن تعمل عملاً صالحاً.
فمن وصية رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أبا ذر أحسن السفينة، فإن البحر عميق، واستكثر الزاد فإن السفر طويل، لو بقينا في هذه الفقرة من هذا الحديث، أو تلك الوصية، يعني الزاد أنواع، هناك زاد من أعلى المستوى، قال الله عز وجل:
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
(سورة فصلت: 33)
يعني أن يستخدمك الله في هداية الخلق، هذا من أعظم الأعمال على الإطلاق لأنه.
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾
(سورة المائدة: 32 )
هذه النفس "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " دقق أنت إذا الله عز وجل سمح لك أن تهدي شاب، هذا الشاب بعد حين جاء بصديقه إلى المسجد، بعد حين تزوج فتاةً مؤمنةً، بعد حين أنجب ذرية صالحة يعني قد يسمح الله لك بهداية إنسان، ويكون هذا الإنسان سبباً لهداية آلاف الناس، فالعمل الصالح، هل تصدق أن كل من اهتدى إلى الله في صحيفة رسول الله.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
(سورة الأنبياء: 107)
حتى كان سيدنا عمر يقول: ما أنا إلا حسنة من حسنات أبي بكر، يعني أنت ساهمت ببناء أسرة، ساهمت بهداية إنسان، ساهمت في حل مشكلة، يعني ذهبت إلى استنبول وجدت قلعة التي فتحها محمد الفاتح، قلت هذه من أعتى المدن الغربية القسطنطينية، مدينة غربية مستعصية عاتية، الآن فيها عشرة آلاف مسجد، في بدمشق 360 مسجد في استنبول في عشرة آلاف مسجد، إذا حان وقت الظهيرة كل هذه المآذن تصدح بذكر الله، في صحيفة من ؟ الذي فتح هذه البلاد، والذي جعلها مسلمة، يعني الأعمال الصالحة مهمة جداً، لكن نحتاج إلى إيمان عميق، وهذا الإيمان تنعقد به همة عالية، وهذه الهمة يترجمها الله إلى عمل عظيم.
أحد الصحابة رضوان الله عليه اسمه زيد الخيل، كان من أجمل الرجال في الجاهلية، يروى أنه إذا ركب الفرس لامست قدماه الأرض من شدة نمو قامته، و وضاءت وجهه، دخل على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعجب به، فقال من الرجل ؟ قال زيد الخيل، ومن أدب النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يبدل أسماء بعض أصحابه، قال بل زيد الخير واصطحبه إلى داره وهذا إكرام شديد، في داره قال له يا زيد ما وصف لي أحدٍ فرأيته، إلا رأيته دون ما وصف، إلا أنت يا زيد، أحبه النبي أعطاه وسادةً ليتكئ عليها، قال والله لا أتكئ في حضرتك، لا فعل هذا أمامك، ما هذا الأدب ! كيف تعلم هذا الأدب ؟ فقال له النبي لله درك يازيد، أي رجل أنت! قال له يا رسول الله أعطني ثلاثمائة فارس لأغزو بها الروم، وعاد إلى مضارب أهله، وفي الطريق توفاه الله، يعني بين إيمانه ووفاته أيام معدودة.
لكن الإيمان العالي يعقد همة عالية، والهمة العالية تترجم إلى عمل عظيم، يعني بجرأة اسأل نفسك، ما العمل الصالح الذي تدخره عند الله، هناك أناس كثيرون من الله عليهم بأعمال جليلة، أعمال كالجبال أعمال علمية، أعمال خيرية، أعمال دعوية، أعمال تضحيات، أعمال جهادية، هناك أعمال عظيمة، فأنت اسأل نفسك ما العمل الذي أدخره عند الله عز وجل، يا ترى الأولاد ربيتهم تربية إسلامية، أم فتيات ربيتهم تربية طاهرة عفيفة، أم زوجة أخذت بيدها إلى الله، أم أم وأب كنت بارٌ بهما، أو عمل صالح أحتسبه عند الله عز وجل، الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى، والمؤمن لابد له من نصيب من هذه الأعمال، لذلك من وصية النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا ذر أحسن السفينة، فإن البحر عميق واستكثر الزاد فإن السفر طويل.
﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
(سورة البقرة: 197)
يعني في إنسان معه ملايين مملينة، لكن زاده من العمل الصالح قليل، في إنسان أعمال جليلة وزاده من المال قليل، من هو الغني الحقيقي كما قال سيدنا علي الغنى والفقر بعد العرض على الله.
وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود، يعني هناك عقبة تحاسب عندها على كل شيء، والعقبة كؤود أي مرتفعة، لذلك: خفف ظهرك فإن العقبة كؤود.
مرة اجري استبيان للتعرف على حالات الخيانة الزوجية فمن أسئلة هذا التبيان، لماذا لا تخون زوجتك عرضوا السؤال على ألف رجل فجاءت الإجابات متفاوتة، أحد هذه الإجابات لا أستطيع لأني أعمل معها في بقالية واحدة، هذا أقل الإجابات قيمة، في إجابة أخرى لا أستطيع تحمل الذنب، في عنده حساسية أخلاقية لا يستطيع تحمل الذنب.
بالمناسبة أيها الأخوة أكاد أقول لكم إن المرض الأول في العالم النفسي هو الكآبة، والكآبة مرض نفسي خطير سببه مخالفة الفطرة، الفطرة متوافقة مع المنهج توافق تام، أي شيء في المنهج الإلهي مزروع مثله في الفطرة الإسلامية، فإذا الإنسان اصطلح مع الله وأطاع الله ارتاحت فطرته من العذاب الداخلي، ارتاحت هي الكآبة، فلذلك الكآبة أخطر مرض، الإنسان حينما يرتكب الذنوب يصاب بالكآبة، قد لا يحتمل الذنب.
في ملاحظة الإنسان إذا اختار عمل مبني على إيذاء الآخرين أو مبني على سلب أموال الآخرين، أو مبني على إلقاء الرعب في الآخرين، قد يكون عمل له ميزات كبيرة، وله دخل ضخم، لكن هذا إذا دخل إلى بيته ليستريح لا يستريح، يعذب عذاباً نفسياً لا يعذبه أحد، ما هذا العذاب ؟ عذاب الفطرة.
مرة ذكرت لكم أنه فندق في ألمانيا كتب على رأس السرير إن لم تنم فالعلة ليست في سررنا إن فرشنا وثيرة، ولكن العلة في ذنوبك.
أيام تقرأ حياة مجرم تلاقيه بعد ما اقترف جريمته لا يقدر أن ينام حدثني أخ قال لي: شاب طائش، أو رجل يقود مركبة في بيروت الساعة الواحدة ليلاً، وكان مسرع، أبٌ أرسل ابنه ليأتيه بحاجة من البقالية، فهذا السائق دهس هذا الطفل، وأماته، والساعة الواحدة بالليل تابع سيره طبعاً لا أحد ألقى القبض عليه، ولا أحد علم بهذه المشكلة وكما هي العادة سجلت ضد مجهول، قال في شرطي تركي وجد جريمة فكتب تقرير، قال تم القبض على المقتول، أريح، المقتول موجود لأنه، ولاذ القاتل بالفرار والأمن مستتب، فهذا بعد أن دهس هذا الطفل بقي فيما أذكر عشرين يوماً لم ينم دقيقة واحدة، ما الذي يعذبه ؟ الفطرة، التقى مع طبيب نفسي وحدثه بما جرى، فقال له الطبيب النفسي لابد من أن تبحث عن أهل هذا الطفل وأن تدفع لهم الدية بالتمام والكمال حتى تستطيع أن تنام، الآن أخوانا الكرام لما أحدنا يرتكب معصية لا ينام الليل، يحمل نفسه فوق ما تطيق، حينما يظلم، حينما يأكل أموال الناس بالباطل، حينما يبني مجده على أنقاض الآخرين، حينما يبني غناه على فقر الآخرين، هناك وسائل لا تعد ولا تحصى لأكل مال الناس بالباطل، لا تعد ولا تحصى، يعني ممكن إنسان، في مهن كثيرة جداً، المهن الراقية لها مشكلة أن أصحابها موثوقون، زارني البارحة طبيب، قال لي والله لولا خوف الله تعالى بإمكاني، بسبب حرص الناس على حياتهم وعلى سلامة أجهزتهم بإمكاني أن أكون أغنى إنسان، لأن المريض قد يبيع بيته، لا يسألك المريض، اعمل تحليل، اعمل إيكو، اعمل مرنان لا يسأل، هو قلق على صحته، وليس في مستوى علمك ليناقشك، قال لي والله لولا خوف الله لكنت من أغنى الأغنياء، ولكن خوف الله قيد كما قال عليه الصلاة والسلام: الإيمان قيد الفتك، أما إذا إنسان ما فيه إيمان يفتك بالناس بأساليب كثيرة جداً، قد يفتك بهم مباشرة إذا كان قوياً، وقد يفتك بهم احتيالاً إذا كان ذكياً.
يعني الآن مثلاً محامي، نأتي بالمهن الراقية، لو قال لك هذه الدعوة رابحة، وماطلك ثمان سنوات، ثم فوجئت أن الدعوة خاسرة وكان قد أخذ منك مبالغ طائلة، هل تستطيع أن تناقشه ؟ أبداً، إذا هذه الحرفة أصحابها موثوقون، لذلك بإمكانهم أن يأكلوا المال الحلال أو الحرام المدرس كذلك، لو أقنع الأب أنه عشر دروس خصوصية ينجح بالرياضيات، والطالب ضعيف جداً، الطبيب، الصيدلي، أكثر المهن الراقية أصحابها موثوقون.
فيا أيها الأخوة:
خفف ظهرك فإن العقبة كؤود، يعني الله عز وجل بصير.
﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾
(سورة طه: 7)
﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾
( سورة غافر: 19)
كل شيء عنده بمقدار، وأخلص العمل فإن الناقد بصير، يعني أنت بإمكانك أن توهم نفسك بشيء لكن الله كاشفك، وقد قال الله عز وجل:
﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾
(سورة الحاقة: 18
وفي الدنيا يعلم جهرك، ويعلم سرك ويعلم ما خفي عنك
((يعلم السر وأخفى ))
أخلص العمل فإن الناقد بصير.
أول شيء إن صح الإيمان صح العمل، وإن صح العمل ينبغي لصحته أن تكون نيته عالية طيبةً.
أيها الأخوة الكرام:
الوصية الثانية من وصايا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
لا بد من توضيح لهذا الموضوع هناك خصائص للنفس، كل هذه الخصائص أولاً لصالح الإيمان وحيادية، من خصائص النفس مثلاً.
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾
(سورة المعارج: 19)
شديد الخوف، لو لم يكن هلوعا لما وقف على باب الله أبداً، ولما تاب إليه، لأنه هلوع يخاف المصيبة، يخاف الخطر، يخاف المرض يخاف الدمار، يخاف الموت، يخاف الفقر، يخاف السجن، لأنه خلق هلوعا، إذاً هذه الخصيصة لصالح إيمانه.
﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً﴾
( سورة الإسراء: 11)
عجول، لو أنه خلق غير عجول لاختار الآخرة ولا أجر له بها أما لأنه عجول، إذا اختار الآخرة يرقى عند الله.
الآن الإنسان خلق بتعبير أو بآخر يغار، هذه خصيصة حيادية فإذا حسدت أهل الدنيا هذه نقيصة، أما إذا حسدت أهل الآخرة هذه ميزة هذه غبطة، فالحسد قيمة حيادية، يمكن أن تكون في صالح الإيمان، أو في صالح الكفر والعدوان، إلا أن الناس في معظمهم مع فساد الزمان يحسدون بعضهم بعضاً على الدنيا، بينما المؤمنون يحسدون بعضهم بعضاً على أمور الآخرة، يعني قد لا يستسيغك أن إنسان اشترى بيتاً فخماً، أو تولى مرتبةً عاليةً لكن قد يستسيغك أن إنساناً وفقه الله إلى الدعوة إليه لذلك هناك حسد محمود سماه النبي حسداً تجاوزاً، أما هو في الحقيقة غبطة، قال عليه الصلاة والسلام:
لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله علما فهو ينفقه أناء الليل وأطراف النهار، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه أناء الليل وأناء النهار.
يقول عليه الصلاة والسلام: إياكم والحسد، الحسد إذا أطلق انصرف إلى الحسد على الدنيا فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وبالمناسبة كختام لهذا الدرس هناك خلافات بين الناس، بعض هذه الخلافات طبيعية جداً لأن أساسها نقص المعلومات، وبعض هذه الخلافات قذرة جداً لأن أساسها الحسد والبغي.
﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾
( سورة الشورى: 14 )
وهناك حسداً، أو تنافس شريف هذا محمود، قال تعالى:
﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾
( سورة المطففين: 26)
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾
( سورة الصافات: 61)
فهذه الوصية أيها الأخوة الأولى:
يا أبا ذر أحكم السفينة فإن البحر عميق، واستكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود، وأخلص العمل فإن الناقد بصير.
والحمد لله رب العالمين
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=2977&id=104&sid=111&ssid=779&sssid=783http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=2977&id=104&sid=111&ssid=779&sssid=783