الإسلام والتوحيد
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبيك ورسولك وعبدك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا من فضلك وكرمك يا أرحم الراحمين
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران 103
اشكروا الله جل وعلا على نعمه العظيمة والتي من أجلها نعمة الإسلام ،
فالإسلام والتوحيد اللتين لا يوازيهما نعمة ،
لقد ميز الله هذه البلاد على غيرها من البلدان بأن جعلها مهبط الوحي، ومنبع الرسالة المحمدية، والدعوة الإسلامية الخالدة ،التي هدى الله بها البشرية إلى الصراط المستقيم،وأخرجهم بها من الظلمات إلى النور ، وشرفها بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ،والبيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً ، لقد كانت هذه البلاد ولا تزال والله الحمد تنعم بالأمن والإيمان، حيث أظهر الله فيها هذا الدين بالدعوة إلى الله وتصحيح عقيدة المسلمين فأصبحت هذه البلاد مضرب المثل في توفير الأمن والاستقرار وصفاء العقيدة ، وتوارثت ذلك الأجيال اللاحقة، حيث وحد الله هذه البلاد في وطن واحد ،وشعب واحد ،وهدف واحد ، شعاره لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ودينه الإسلام وهدفه إشاعة الأمن والخير والسلام ،
فاجتمعت القلوب والنفوس الطيبة، والآراء الصائبة على جمع شمل هذه الأمة فتيسرت السبل وأمنت الطرق، وتنامى الخير وازدهرت التجارة والزراعة والتعليم
وتنافس الناس في الدعوة إلى الله وفي نشر العلم وفي طلبه ، وافتتاح مدارس القرآن الكريم وحلقة -
التوحيد أعظم واجب على العباد وموجب السعادة والهدى والأمن في المعاش والمعاد ، ومن أجله خلق الله الإنس والجان ، وهو أعظم مأمور به في القرآن ،
فالتوحيد هو أول الدين وآخره وظاهره وباطنه ،
فمن أجل التوحيد
أرسلت الرسل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25 {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }الشورى13
وأنزلت الكتب {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136 وجردت السيوف، ووقع الجهاد ،
من اجل التوحيد
انقسم الناس إلى مهتدي وغوي
{فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121 121 - (فأكلا) أي آدم وحواء (منها فبدت لهما سوآتهما) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منهما سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه (وطفقا يخصفان) أخذا يلزقان (عليهما من ورق الجنة) ليستترا به (وعصى آدم ربه فغوى) بالأكل من الشجرة
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }النجم2 2 - (ما ضل صاحبكم) محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق الهداية (وما غوى) ما لابس الغي وهو جهل من اعتقاد فاسد
من اجل التوحيد
انقسم الناس إلى فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }الشورى7
وقامت سوق الجنة والنار
و من اجل التوحيد
انقسم الناس إلى شقي وسعيد ،
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }هود102 {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }هود103 {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ }هود104 {يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ }هود105 {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ }هود106 {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ }هود108 {فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ }هود109
فاحذروا ما يخدش عقيدتكم ويفسد أعمالكم من ما ينافي العقيدة من الشرك أكبره وأصغره ، جليله وخفيه ،
فالله هو الواحد الأحد لا شريك له ، فهو مالك النفع والضر ، فاحذروا مسالك السحرة والعرافين،وإتيان الكهنة والمنجمين، وأدعياء علم الغيب والمشعوذين ،لتكونوا من الموحدين المخلصين لله رب العالمين
أيها المؤمنون : أن أعظم فرائض الله بعد توحيده هي الصلاة ،
أن أعظم فرائض الله بعد توحيده هي الصلاة فهي عمود الإسلام وناهية عن الآثام ، فالله الله في الصلاة فحافظوا عليها فإنها خاصة الملة وأم العبادة ، والزكاة أختها اللازمة ، والصوم عبادة السر لمن يعلم السر وأخفى ، والحج مع الاستطاعة ركن واجب ، هذه عمد الإسلام وفروضه فحافظوا عليها تعيشوا مبرورين وتلقوا ربكم غير مبدلين ولا مغيرين ، وتكونوا من المفلحين كما أوعدهم رب العالمين في كتابة المبين
يقول علي رضي الله عنه : ( كل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد )
أمر الله جل وعلا بالصلاة على سيد الأولين والآخرين النبي المصطفى والنبي المجتبى ، فقال عز من قائل سبحانه: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً
-- اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيب قلوبنا وسيدنا محمد بن عبد الله وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي بن أبي طالب، وارض اللهم عنهم وعن المبشرين معهم بجناتك جنات النعيم
(أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و ﻋﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و ﻋﺜﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و
ﻋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و ﻃﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و اﻟﺰﺑﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و ﻋﺒﺪ
اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ
و ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ زﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ و أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ)
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين -
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين ونكّس رايات الكفرة والملحدين ، اللهم عليك بسائر أعداء الدين ؛ فإنهم لا يعجزونك ، أحصهم اللهم عدداً ، واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ، أرنا فيهم عجائب قدرتك ، وعظيم سطوتك ، اللهم اجعل الخلف في صفوفهم وقذف الرعب في قلوبهم وخالف كلمتهم وجعل بأسهم بينهم ورد كيدهم في نحرهم وأشغلهم بأنفسهم وجعلهم عبرة للمعتبرين يا قوي يا عزيز يا متين ،
اللهم رحمتك ولطفك بعبادك المؤمنين من المضطهدين والمعذبين في كل مكان يا رب العالمين ، اللهم امسح عبرتهم ، وسكّن لوعتهم ، وفرّج همهم ، ونفّس كربهم ، وعجّل فرجهم ، وقرّب نصرهم ، ووفّر أمنهم ، وابسط رزقهم ، وزد إيمانهم ، وعظّم يقينهم ،
واجعل ما قضيت عليهم زيادة لهم في الإيمان واليقين ولا تجعله فتنه لهم في الدين
اللهم اجعل لنا ولهم من كل همٍ فرجاً ، ومن كل ضيقٍ مخرجاً ، ومن كل فتنة عصمة ومن كل بلاء عافية يا رب العالمين ، اللهم اجعل هذا العيد أمنناً وسلاماً وراحة وطمأنينة على إخواننا المسلمين في كل مكان يا رب العالمين ، اللهم ارفع عنهم سخطك وغضبك ، اللهم أجل عنهم بلاءك يا رب العالمين ، اللهم أنزل علينا وعليهم رحمتك وعونك وتأييدك وعزك ونصرك يا رب العالمين ، اللهم إنا نسألك أن توفقنا للصالحات والمواظبة على الطاعات وعدم الرجوع إلى الغفلة والمعاصي والملهيات برحمتك يا رب الأرض والسماوات . اللهم لا تحرمنا فضلك أنت إلهنا فمن ينصرنا غيرك لا إله لنا سواك ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم اجعل تجمعنا هذا تجمعاً مرحوما، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا شقياً ولا محروماً