منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات] ---- تابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع Empty
مُساهمةموضوع: ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات] ---- تابع   ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات]  ---- تابع I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 28, 2015 10:19 am

﴿فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)﴾
[سورة المطففين]
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾
[سورة الصافات]
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾
[سورة يونس]
فأنا الذي أرجوه أنه لما الإنسان الله عز وجل يقدِّر على يده هدى إنسان خير له من تجارة عريضة من أموال الدنيا، من حطام الدنيا، والحديث الشريف واضح، عَنْ سَهْلٌ بْنَ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْب
َرَ ((لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ فَقَالَ أَيْنَ عَلِيٌّ فَقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ))
[رواه البخاري]
خير لك من حمر النعم، خير لك من الدنيا وما فيها، العلم لا بد له من مذاكرة، لابد له من كتابة، ولا بد له من مراجعة، ولا بد له من مذاكرة، وأنا حريص حرصا بالغا على أن تذاكروا درسي الجمعة و الأحد، مثلما قلنا مع إخوانكم، مع أصدقائكم، مع جيرانكم، مع قرابتكم، مع أهلكم، لا بد من جلسة في هذا الأسبوع نتذاكر فيها درس الحاجبية و درس النابلسي، وإذا الواحد معه دفتر أفضل بكثير، صار معه ذخيرة، أخي واللهِ صار لك بالمسجد عشر سنين، ماذا تعلمت، واللهِ الدروس كلها حلوة، حفظت شيئا، واللهِ لا أتذكّر شيئا، ما هذا العلم ؟ النبي عليه الصلاة و السلام قال، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عَمِّهْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ
(( قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ))
[رواه الدارمي]
إذا لم تقيِّده يضيع منك، إعجاب إعجَاب إعجاب و بعده لا شيء، تفضّل احكها، عندما الإنسان ينطلق بالدعوة إلى الله يدخل في سعادة كبيرة جدا، يرى نفسه إنسانا حقيقيا، أي حقّق إنسانيته، الله عز وجل راض عنه و سيشكره، لأنه نقل له إنسانا من الضلال إلى الهدى، من الضياع إلى الهداية، من الشقاء إلى السعادة، عندئذ الله سبحانه و تعالى يشكرك، فصار معنا المذاكرة و الحضور باكرا و الكتابة، والأخوة في الله، أريد كل أخ يتفقّد أخ، إذا كان غاب، فلان غاب، لعله يكون مريضا، عِنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
(تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى))
[رواه البخاري]
إذا كل واحد أخذ على عاتقه يتولى أخا، يؤاخي أخا في الله يتفقد بعضهم، فلان سافر، خير إن شاء الله، فلان مرض، نزوره، فلان بحاجة إلى مساعدة، فلان يكسو بيته، كل واحد له مشكلة، إذا شعر الأخ أن إخوانه حوله يدًا واحدة يزداد ارتباطه بالإيمان.
هذا الحديث هو المقرّر في هذا الدرس، والآن الصحابة الكرام تحدثنا عنهم خلال سنتين أو أكثر، وتحدثنا خلال عام عن التابعين الأجلاء، لكن إلى الآن ما تحدثنا عن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، سيدنا الصديق، و سيدنا عمر، وسيدنا عثمان و سيدنا علي، وخامس الخلفاء الراشدين سيدنا عمر بن عبد العزيز، والسادس يقولون: صلاح الدين الأيوبي، على كلٍّ نحن سنبدأ في هذه الدروس الحديث عن الأربعة الراشدين رضوان الله عليهم.
سيدنا الصديق رضي الله عنه كان في تجارة في الشام، وقد مضى زمن طويل منذ غادر مكة إلى الشام، خطر في بال هذا لرجل العظيم ماذا جدَّ من أمور في مكة المكرمة، الشام تذهب بعيدا بعيد، و مكة تقبل حثيثا، هو الآن في طريق إلى مكة، و أخيرا تطل مشارف الوطن و عبير الأهل، وعند تلك المشار فكانت كوكبة من الناس تنتظر، لقد بصروا بالقافلة من فوق ذرى الجبل، فتنادوا و تجمعوا لاستقبالها، و كلما اقتربت القافلة من المنتظرين أحست منهم لغطا كثيرا و اضطرابا، تُرى ماذا حدث ؟ سيدنا الصديق كان بالشام، وفي طريق العودة شعر أن شيئا ما حدثَ حدث في مكة، فلما شارفت قافلته مشارف مكة شعر أن هناك لغطا وهناك حدثا كبيرا، والتقى القادمون و المستقبلون في عناق و مودة، و تعالت الأصوات بالجديد الغريب من الأنباء، ألا تعملون: إن قريشا منذ فارقتموها لا تنام الليل، ويح قريش، و لماذا لا تنام الليل، إن محمدا وضع الجمر على أنفها، الجمر، كيف، و ماذا جرى ؟ إنه يقول: إن الله أرسله لنعبده وحده ونذر آلهتنا، هذا حدث ضخم جدا بغياب سيدنا الصديق، وهمس واحد ممن تستهويه الفكاهة، دعه يحطِّمها، فطالما زاحمتنا في أكل الثريد و شرب اللبن، و اقترب من أبي بكر بعض من ذوي الأناة و أخذ يقص عليه النبأ في هدوء، وأبو بكر يغالب دموعه، يبكي فرحا بهذا النبأ، و كأنه يتوقعه، و كأنه ينتظره، ولدى مدخل مكة قابلتهم جماعة صغيرة يتقدمها أبو جهل، عمرو بن هشام، وتعانقوا جميعا، و بدأ أبو جهل الحديث، أو حدّثوك عن صاحبك يا عتيق ؟ سيدنا الصديق كان اسمه في الجاهلية عتيقا، أو حدّثوك عن صاحبك يا عتيق ؟ فقال أبو بكر: تعني محمدا الأمين ؟ قال أبو جهل: نعم، أعني يتيم بني هاشم، ودار حوار سريع بين الاثنين، أسمعت أنت ما يقول يا عمرو بن هشام ؟ قال: نعم سمعت، و سمعه الناس جميعا وماذا يقول ؟ يقول: إن في السماء إلها أرسله إلينا لنعبده ونذر ما كان يعبد آباؤنا، أو قال: إن الله أوحى إليه ؟ أو قال محمد لكم: إن الله أوحى إليه ؟ هو الآن يتلقى الأخبار لا من النبي الكريم، بل من الناس، قل: أجل، ألم يقل لكم كيف كلّمه ربُّه، قال: إن جبريل أتاه في غار حراء، و تألق وجه سيدنا الصديق كأنه الشمس، قد اختصته آنئذ بكل ضيائها وسناها، و قال في هدوء مجلجل هذه الكلمة: لو لم يكن له في حياته إلا هذه الكلمة لكفته، قال في هدوء مجلجل: إن كان قال فقد صدق، هكذا قال، و لم يلتق بعدُ بالنبيّ، جاء إلى مكة من بلاد الشام وفي الطريق التقى مع جماعات من قريش، قال: ودارت الأرض بأبي جهل، و تلعثمت خطواتُه، و كاد جسمه يتهاوى فوق ساقيه الهزيلتين، و تناقل الناس كلمة أبي بكر رضي الله عنه من واحد لآخر، حتى صار لهم بها دويٌّ كدوي النحل، إن كان قال فقد صدق، وقصد أبو بكر داره ليرى أهله و ينفض عنه وعثاء السفر، وبعدها يقضي الله أمرا كان مفعولا.
الآن هذا الصحابي الجليل هو في داره و بين أهله، وهذه الكلمة الفذة التي قالها: " إن كان قال فقد صدق " هي العبارة المكينة الوضيئة التي سوف تشكِّل حياته كلها، وتجعل من صاحبها أستاذا للبشرية في فن الإيمان، إن موضوع الرسالة لم يكن جديدا على أبي بكر، فهو بكل ما معه من ذكاء و فطرة و منطق قد قلَّب كل وجوه النظر السديد في هذه القضية، وانتهى إلى أن الله لن يترك عباده حيارى، تفكيره السديد قاده إلى أن الله سبحانه و تعالى لن يترك عباده هكذا في ضلال حيارى، فلما جاء نبأ الرسالة تستبشر، وهو بكل مات معه من ذكاء و فطرة و منطق، كان خبيرا بالرجال، لقد اش مع محمد سنوات طوال، ورأى فيه النموذج الحي للإنسان الكامل، الله عز وجل يستحيل أن يدع عباده حيارى، وهذا الإنسان الكامل أهل لهذه الرسالة، وهكذا لم يكد يتلقى سمعُه النبأَ العظيم حتى كان إيمانه الذكي مهيّأ ليأخذ دوره من فوره، إن كان قال فقد صدق، هو ينتظر هذا الخبر، كـأنه مهيّأ لقبوله، كأنه ينتظره على أحر من الجمر، قال فيما بينه وبين نفسه: محمد ما أطهر هذا الاسم، وما أعظمه أربعون عاما عاشها بين الناس قبل أن يجيء هذا اليوم الذي اختير فيه أن يبلِّغ كلمة الله، أربعون كاملة لم يخن خلالها أمانة، ولم يزيِّف كلمة، و لم يكذب قط و لو مازحا، لم تأخذه عن الطهر نزوزة، ولا عن العظمة دنية، لم يُر قد إلا عظيما، وكفؤا لكل عظيم، منذ كان طفلا يدعو أترابه إلى مشاركتهم في اللعب فيلوي عطفه و يقول: لم أُخلق لهذا، كلما دعي النبي عليه الصلاة و السلام أن يلهو مع أترابه كان يقول: لم أُخلق لهذا، وقريش ما كانت هازلة و لا مجامِلة و لا متفضلة حين خلعت عليه لقب الأمين، بل كانت بهذا ترفع بقدر نفسه، و تباهي من حولها من قبائل العرب بهذا الي ارتفع في سِنّ مبكِّرة إلى أعلى مستويات الأمانة، لا أمانة المال وحده، و لا أمانة الودائع وحدها، بل الأمانة على كل ما في الحياة من قيم و مثُل و مستويات،و الآن يكذب محمد، مستحيل، إن كان قال فقد صدق، كل هذا الطهر، وكل هذه الأمانة، هذا الصدق، هذا للعفاف، هذه الرفعة، هذه العظمة، هذا الترفع عن الدنايا، و يكذب الآن، استنباط منطقي، إن قال هذا فقد صدق، قبل أن يلتقي به، عامله أربعين عاما.
وبعد أن مكث مع أهله قليلا توجه إلى بيت سيدنا محمد، غادر أبو بكر داره إلى دار النبيّ عليه الصلاة و السلام تسبقه أشواقه، و كان عليه الصلاة و السلام مقيما في داره مع زوجته خديجة رضي الله عنها، خديجة التي كانت أول العالمين إسلاما معه و إيمانا، أول امرأة و طالما سمعت هي الأخرى من قريبها ورقة بن نوفل تراتيل الحنين غلى النبي المقبِل، ولقد عرفت محمدا زميلا لها في التجارة، عرفته بعلا و زوجا، فما رأت سلوكا أطهر و لا قلبا أكبر ولا عقلا أرجح، و لا صدقا أعظم مما رأت من محمد، من أجل هذا لم يكد النبيُّ عليه الصلاة و السلام يحدثها عن النعمة التي أفاءها الله عليه بالوحي حتى قالت من كل يقيبنها: صدقت يا محمد، ولقد اختارها الله على علم لتكون شريكة رسول الله صلى الله عليه و سلم حين يتنزل عليه الوحي بجلاله و أثقاله، وهيبته و رهبته، وكان مع خديجة فتىً ممشوقا هو عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه، و كان النبي صلوات الله عليه قد ضمّه إليه من عهد بعيد حين نزلت بعمِّه ضائقة، وبقي معه، فلما جاءه الوحيُ سارع هذا الفتى إلى الإيمان به، إذًا أول من آمن به خديجة، و بعدها سيدنا علي، سيدنا الصديق آمن به غيابيا، قرع أبو بكر الباب و نادى، و تألق بشر الحياة جميعه، على محيّا النبي عليه الصلاة و السلام، و قال مناديا خديجة: إنه عتيق يا خديجة، وسارع النبي عليه الصلاة و السلام إلى لقاء صاحبه، وجرى الحديث بينهما في مثل سرعة الضوء، قال أبوبكر: أصحيح ما أنبأني به القوم يا أخا العرب ؟ فأجاب النبي سائلا: وماذا أنبؤوك ؟ دقق في السؤال، قالوا: إن الله أرسلك إلينا لنعبده، و لا نشرك به شيئا، فقال النبي الكريم: وما ذا كان جوبك لهم يا عتيق ؟ قلت لهم: إن كان قال فقد صدق، وفاضت عينا النبي بالدموع غبطة و شكرا، وعانق صاحبه، و قبّل جبينه، و مضى يحدّث كيف جاءه الوحي في غار حراء قائلا:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾
[سورة العلق]
وخفض أبو بكر رأسه في خشوع وتقوى تحية لراية الله عز وجل التي ترتفع أمامه إلى أعلى السارية متمثلة في هذه الآيات المنزلة، ثم رفع رأسه و شدّ بكلتا يديه على يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال: أشهد أنك صادق أمين، أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله، هذا أول عهد الإسلام.
النبي عليه الصلاة و السلام فرح بهذا الصدِّيق، لكن هذا الصدِّيق خرج من عند النبي وعاد إليه بعد هنينة و معه خمسة من أوائل أصحاب رسول الله، انظر إلى هذا النشاط، أسلم الرجل وفي زيارته التالية لرسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمكن وحده، بل كان معه وفي صحبته خمسةٌ من أشراف قريش، أقنعهم أبو بكر بالإسلام، فجاءوا يبايعون النبيَّ صلى الله عليه و سلم، وهو عثمان بن عفان و الزبير بن العوام و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص و طلحة بن عبيد الله، السيدة خديجة وسيدنا عليّ وسيدنا الصديق وسيدنا عثمان و الزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله.
والنبي عليه الصلاة والسلام تحدث عن هذا الصدِّيق فقال: اسمعوا هذا الكلام، هذه أعظم شهادة، قال: ما لأحد علينا يد - أي نعمة - إلا و قد كافأناه بها، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يكافئه الله بها يوم القيامة، أعظم عمل، وما نفعني مال أحد قط مثلما نفعني مال أبي بكر، وما عرضا الإسلام على أحد إلا كانت له كبوة - دأرة - عدا أبي بكر فإنه لم يتلعثم، إن قال هذا فقد صدق، هذا المثل، لذلك قال عليه الصلاة و السلام: تسابقت أنا وأبو بكر فكنا كهاتين، قال: ما ساءني قط فاحفظوا له ذلك...." عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
((خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ))
[رواه البخاري]



يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)﴾ [سورة الصافات] ---- تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  خواطر الشيخ الشعراوي - الصفحة الرئيسية ( من سورة الفاتحة إلى سورة الصافات )
» 37. سورة الصافات
»  تفسير سورة الصافات 2
»  تفسير سورة الصافات 1
» 37- سورة الصافات(مكية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء ::  قسم المواعظ والأدعية عن الموت وغيره وأخرى
-
انتقل الى: