منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
 غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

  غزوة بدر الكبرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

 غزوة بدر الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: غزوة بدر الكبرى    غزوة بدر الكبرى I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 04, 2015 1:55 pm

غزوة بدر الكبرى
أول غزوة غزاها رسول الله- غزوة بدر الكبرى
قلنا فيما مضى إن صح ما دلت عليه الأحاديث
و الآثار أن بدء مشروعية القتال
إنما كانت بعد الهجرة ’ ولقد وضعت مشروعية
هذا الجهاد موضع التنفيذ فى شهر صفر على رأس
إثنى عشر شهراً من هجرته صلى الله عليه وسلم
الى المدينة ’ فقد حرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ ذاك لأول مرة بقصد الغزو ’ وكانت الغزوة إذ ذاك :
غزوة ودان ’ يريد قريشاً و بنى  حمزة ’
ولكنه صلى الله عليه وسلم كفى القتال
فقد وادعه بنو حمزة ’ وعاد النبى صلى الله عليه وسلم
وصحبه الى المدينة بدون قتال .

غزوة بدر الكبرى
وسببها أن النبى  صلى الله عليه وسلم
سمع بعير تجارية لقريش قادمة من الشام
بإشراف أبى سفيان ابن حرب ’
فندب المسلمين إليها ’ ليأخذوها لقاء ما تركوا
من أموالهم فى مكة ’ فخف بعضهم لذلك
و تثاقل آخرون ’ إذ لم يكونوا يتصورون
قتالاً فى ذلك .
وتحسس أبو سفيان الأمر وهو فى  طريقه
الى مكة  ’ فبلغه عزم المسلمين على
خروجهم لأخذ العير ’
فأرسل ضمضم ابن عمرو الغفارى الى مكة
ليخبر قريشاً بالخبر ويستفزهم للخروج محافظة
على أموالهم .
فبلغ الخبر قريشاً ’ فتجهزوا سراعاً ’
وخرج كل منهم قاصدين الغزو ’ حتى إنهم
لم يتخلف من أشراف قريش أحد
وكانو قريباً من ألف مقاتل  .
وخرج رسول الله صلى الله عليه  وسلم
 فى ليال مضت من  شهر رمضان مع أصحابه
وكانوا فيما رواه ابن إسحاق ’
ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا
’ وكانت إبلهم سبعين ’ يتعاقب على الواحد منها
إثنان أو ثلاثة من الصحابة  ’
وهم لا يعلمون من أمر قريش وخروجهم شيئاً ’
أما أبو سفيان فقد أتيح له أن  يحرز عيره ’
إذ سلك طريق الساحل الى مكة
وجعل ماء بدر عن يساره وأخذ يسرع
حتى أنجى عيره وتجارته من الخطر
ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم أتاه خبر
مسير قريش الى المسلمين ’
فاستشار من معه من أصحابه فتكلم المهاجرون
فقالوا كلاماً حسنا ً ’ وكان منهم المقداد ابن عمرو
فقد قال : يا رسول الله
إمض لما أمرك الله فنحن معك .....
ولكن النبى صلى الله عليه وسلم
ظل ينظر الى القوم ويقول لهم :
أشيروا علىّ أيها الناس ’ فقال له سعد ابن معاذ :
والله لكأنك   تريدنا يا رسول الله ’
قال : أجل  ’ فقال سعد : لقد آمنا بك وصدقناك ’
وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ’
وأعطيناك على ذلك   عهودنا
ومواثيقنا على السمع و الطاعة ’
فامض لما أردت فنحن معك ’
فوالذى بعثك بالحق لو إستعرضت بنا هذا البح
ر فخضته لخضناه  معك   ’
فسر  رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقول سعد ’ ثم قال سيروا وأبشروا
فإن الله قد وعدنى إحدى الطائفتين ..........
والله لكأنى أنظر الى مصارع القوم .
ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم أخذ يتحسس
أخبار قريش وعددهم عن طريق العيون
التى بثها حتى علم المسلمون
أنهم بين تسعمائة وألف ’ وأن فيهم عامة
زعماء المشركين .
وقد كان أبو سفيان أرسل إليهم أن يرجعوا
إلى مكة  ’ إذ أنه  قد أحرز العير ’
ولكن أبا جهل أصر على المضى ’
وكان مما قال : والله لا نرجع حتى نرد
ماء بدر فنقيم عليه ثلاثاً ’ فننحر الجزر
ونطعم الطعام ونسقى الخمر
وتعزف علينا القيان ’ وتسمع بنا العرب
و بمسيرنا جميعاً فلا يزالون يهابوننا .

ثم إنهم مضوا حتى نزلوا بالعدوة القصوى
من الوادى ’
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند
أدنى ماء من مياه بدر ’
فقال الحباب ابن المنذر : يا رسول الله  :
أرأيت هذا المنزل ’ أمنزلا أنزلكه الله  
ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه ’
أم هو الرأى و الحرب و المكيدة ؟
قال: بل هو الحرب و الرأى و المكيدة ’
فقال : فإ، هذا ليس بمنزل فانهض بالناس
حتى نأتى أدنى  ماء من القوم فننزله
ثم نغور ما وراءه من الآبار  ’ ثم نبنى عليه
حوضاً فنملؤه ماءً  ’ ثم نقاتل القوم
فنشرب ولا يشربون ’
فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم  
وتحول الى المكان و الرأى الذى أشار به
الحباب ابن المنذر رضى الله عنه .
واقترح سعد ابن  معاذ أن يبنى  
عريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يكون بمأمن فيه رجاء أن يعود سالماً
الى من تخلف من المسلمين فى المدينة
وأن لا ينكبوا بفقده ’
فوافق عليه الصلاة و السلام على ذلك ’
ثم أخذ يطمئن أصحابه بتأييد الله ونصره ’
حتى أنه كان يقول ’ هذا مصرع فلان ’
وهذا مصرع فلان ( أى من المشركين )  
وهو يضع يده على الأرض ههنا وههنا
..... فما تزحزح أحدهم فى مقتله عن موضع يده  ! .
وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجأر الى الله تعالى  بالدعاء مساء ليلة الجمعة
لسبع عشرة مضت من شهر رمضان ويقول :
اللهم هذه قريش قد أقبلت  بخيلائها وفخرها
تحادّك وتكذب رسولك ’ اللهم  
فنصرك الذى وعدتنى ’ اللهم أحنهم الغداة .
وظل يناشد الله متضرعا وخاشعاً
وهو يبسط  كفيه الى السماء
حتى أشفق عليه أبو بكر رضى الله عنه  ’
فالتزمه من ورائه وقال له : يا رسول الله !
أبشر فوالذى نفسى بيده
لينجزنّ الله لك ما  وعدك ’ وأقبل المسلمون
أيضاً يستنصرون الله ويستغيثونه
ويخلصون له فى الضراعة ’
وفى صبيحة يوم الجمعة لسنتين خلتا  
من الهجرة بدأ  القتال
بين المشركين و المسلمين ’
وأخذ النبى صلى الله عليه وسلم
حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريش
وقال : شاهت الوجوه ’ ثم نفحهم بها
فلم يبق رجل إلا  إمتلأت عيناه منها  ’
وأيد الله المسلمين بالملائكة  
يقاتلون الى جانبهم
وانحسر القتال عن نصر كبير للمسلمين  ’
وقتل فى تلك الموقعة سبعون من صناديد المشركين ’
وأسر سبعون ’ واستشهد من المسلمين اربعة عشر رجلاً .
وألقيت جثث المشركين الذين صرعوا
فى هذه الغزوة - وفيهم عامة صناديدهم –
فى قليب  بدر ’
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم  
على شفة البئر فجعل يناديهم باسمائهم
وأسماء آبائهم : يا فلان ابن فلان
ويافلان ابن فلان  ’
أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟
فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً
فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً  ؟
فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد
لا أرواح لها ؟
فقال  رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذى نفس محمد بيده
ما أنتم بأسمع مما أقول منهم .
واستشار النبى صلى الله عليه وسلم  
اصحابه فى أمر الأسرى ’
فاشار  عليه أبو بكر رضى الله عنه
أن يأخذ منهم  فدية من المال تكون قوة للمسلمين
ويتركهم عسى الله أن يهديهم ’
وأشار  عمر ابن الخطاب رضى الله عنه  
بقتلهم لأنهم أئمة الكفر و صناديده ’
ولكن النبى صلى الله عليه وسلم  
مال الى ما رآه ابو بكر من الرحمة بهم
وافتدائهم بالمال  ’ وحكم فيهم بذلك ’
غير أن آيات من القرآن
نزلت عتاباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم  
فى ذلك  ’ وتأييداً للرأى الذى رآه عمر
من قتلهم ’ وهى من قوله تعالى :
( ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن
فى الأرض ’ تريدون عرض الدنيا ....) الآيات.

العبر و العظات :
تنطوى غزوة بدر الكبرى على دروس وعظات
جليلة ’ كما تتضمن معجزات باهرة تتعلق
بتأييد الله ونصره للمؤمنين المتمسكين
بمبادىء إيمانهم ’ المخلصين فى القيام
بمسؤوليات دينهم ’ ونحن نجمل هذه الدلائل
و الدروس فيما يلى :

1- يدلنا السبب الأول لغزوة بدر أن
2- الدافع الأصلى لخروج المسلمين
3- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
4- لم يكن القتال و الحرب ’ وإنما
5- كان الدافع قصد الإستيلاء على عير قريش
6- القادمة من الشام تحت  
7- إشراف ابى سفيان ’ غير أن الله
8- تبارك وتعالى أراد لعباده غنيمة أكبر ’
9- ونصراً أعظم ’ وعملاً أشرف وأكثر
10- إنسجاماً مع الغاية التى ينبغى أن
11- يستهدفها المسلم فى حياته كلها ’
12- فأبعد عنهمالعير التى كانوا يطلبونها ’
13- وأبدلهم بها نفيراً لم يكونوا يتوقعونه
14- وفى هذا دليل على أمرين :
الأمر الأول : أن عامة ممتلكات الحربيين
تعتبر بالنسبة للمسلمين  أموالاً غير محترمة ’
فلهم أن يستولوا عليها ويأخذوا ما إمتدت إليه
أيديهم منها ’ وما وقع تحت يدهم من ذلك
إعتبر ملكاً لهم ’ وهو حكم متفق عليه
عند عامة الفقهاء ’ على أن للمهاجرين اللذين
أخرجوا من ديارهم و أبنائهم فى مكة عذراً
آخر فى القصد الى أخذ عير قريش  و الإستيلاء
عليها’ وهو محاولة التعويض - أو شىء
من التعويض - عن ممتلكاتهم التى
بقيت فى مكة واستولى عليها المشركون
من ورائهم .
الأمر الثانى : أنه بالرغم من مشروعية
هذا القصد ’ فإن الله تبارك وتعالى
أراد لعباده المؤمنين قصداً أرفع من ذلك
واليق بوظيفتهم التى خلقوا من أجلها ’
ألا  وهى الدعوة  الى دين الله و الجهاد
فى  سبيل ذلك  ’ والتضحية بالروح و المال
فى سبيل إعلاء كلمة الله ’ ومن هنا كان
النصر العظيم  حليف أبى سفيان فى
النجاة بتجارته ’ بمقدار ما كانت الهزيمة
العظيمة حليف قريش فى ميدان الجهاد
بينهم وبين المسلمين ’ وأن هذه التربية
الإلهية لنفوس المسلمين  لتتجلى بأبرز
صورها فى قول الله تعالى( وإذ يعدكم الله
إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون
أن غير ذات الشوكة تكون لكم  
ويريد اللح أن يحق الحق بكلماته
ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق
ويبطل الباطل ولو كره المشركون )
2- وعندما نتأمل كيف يجلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم  الى أصحابه ليشاورهم
فى الأمر الذى فوجئوا به بعد أن أفلت منهم العير
وطلع عليهم النفير العظيم المدجج بالسلاح الكامل
نقف على دلالتين شرعيتين لكل منهما أهمية بالغة :
الدلالة الأولى :-إلتزامه صلى الله عليه وسلم
مبدأ التشاور مع أصحابه ’ وإذا إستعرضنا
حياته صلى الله عليه وسلم  وجدنا أنه
كان يلتزم هذا المبدأ  فى كل أمر لا نص فيه
من كلام الله تعالى ’ مما له علاقة بالتدبير
و السياسة الشرعية ’ ومن أجل
هذا أجمع المسلمون على أن الشورى
فى كل ما لم يثبت نص ملزم فيه
من كتاب الله أو سنة رسول الله
أساس تشريعى دائم لا يجوز إهماله ’
أما ما يثبت فيه نص من الكتاب
أو حديث من السنة أبرم به رسول الله
صلى الله عليه وسلم  حكمه ’
فلا شأن للشورى فيه ولا ينبغى أن
يقضى عليه بأى  سلطان  .
الدلالة الثانية : خضوع حالات الغزو
أو المعاهدات أو الصلح بين المسلمين
وغيرهم لما يسمى بالسياسة الشرعية
أو ما يسميه بعضهم ب ( حكم الإمام )
. وبيان ذلك أن مشروعية فرض الجهاد
من حيث الأصل ’ حكم تبليغى لا يخضع
لأى نسخ أو تبديل ’ كما أن  أصل مشروعية
الصلح و المعاهدات ثابت لا يجوز إبطاله
أو إجتثاثه من أحكام الشريعة الإسلامية .
غير أن  جزئيات الصور التطبيقية
المختلفة لذلك ’ تخضع لظروف
الزمان و المكان وحالة المسلمين  وحالة أعدائهم ’
والميزان المحكم فى ذلك  إنما هو  
بصيرة الإمام المتدين العادل  وسياسة الحكم
المتبحر فى أحكام الدين مع إخلاص فى الدين
وتجرد فى القصد ’ الى جانب  إعتماد دائم
على مشاورة المسلمين والإستفادة من خبراتهم
وآرائهم المختلفة .
فإذا رأى الحاكم  أن من والخير للمسلمين
أن لا يجابهوا اعداءهم بالحرب و القوة ’
وتثبت من صلاحية رأيه بالتشاور و المذاكر
ة فى ذلك  ’
فله أن يجنح الى السلم معهم لا يصادم
نصاً من النصوص الشرعية الثابتة ’
ريثما تأتى الظروف المناسبة و الملائمة
للقتال و الجهاد ’ وله أن يحمل رعيته
على القتال و الدفع إذا ما رأى المصلحة
و السياسة الشرعية السليمة فى ذلك الجانب .
وهذا ما إتفق عليه عامة الفقهاء
ودلت عليه مشاهد كثيرة من سيرته
صلى الله عليه وسلم  
اللهم إلا إذا داهم العدو  المسلمين فى
عقر دورهم وبلادهم ’ فإن عليهم دفعه
بالقوة مهما كانت الظروف و الوسيلة
ويعم الواجب فى ذلك المسلمين
و المسلمات كافة بشرط توافر مقومات التكليف .
ثم إن الصحيح الذى إتفق عليه عامة الفقهاء
أن هذه الشورى مشروعة ولكنها ليست بملزمة ’
أى أن على الحاكم المسلم أن يستنير فى
بحثه ورأيه ’ ولكن ليس عليه أن يأخذ
بآراء الأكثرية مثلاً لو خالفوه فى رأيه .
. ويقول القرطبى فى هذا :
( المستشير ينظر فى إختلاف الآراء ’
وينظر اقربها الى الكتاب و السنة  إن أمكنه ’
فإذا أرشده اللهةتعالى الى ما شاء منها
عزم عليه وأنفذه متوكلاً عليه ) .
3- ولا شك أن الباحث ليتساءل : لماذا
لم يقع جواب أبو بكر وعمر و المقداد
موقعاً كافياً من نفس الرسول صلى الله عليه وسلم
 وظل ينظر فى وجوه القوم ’ حتى
إذا تكلم سعد ابن معاذ إطمأن و طابت نفسه عند ذاك ؟
والجواب أن النبى صلى الله عليه وسلم
إنما كان يريد أن يعرف رأى الأنصار
بالذات فى ذلك الأمر : ترى هل سيصدرون فى
آرائهم وأحكامهم عن المعاهدة التى تمت بينهم
و بينه عليه الصلاة و السلام  من حيث
أنها معاهدة خاصة تستوجب الإلتزام بها ’
وإذاً فليس من حقه أن يجبرهم على القتال معه
و الدفاع عنه  إلا فى داخل المدينة
كما تنص على ذلك المعاهدة ’ أم سيصدرون
عن مشاعرهم الإسلامية ومعاهدتهم الكبرى
مع الله تعالى  ؟ وإذاً
فمن حق الرسول صلى الله عليه وسلم  
أن يكون الأمين فيهم على هذه المعاهدة
ومن واجبهم أن يبذلوا حقوق هذه المعاهدة
ويقوموا بمسئولياتها كاملة .
ولدى التأمل فيما أجاب به سعد ابن معاذ ’
نعلم أن  المبايعة التى إرتبط بها الأنصار
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  
فى مكة قبل الهجرة ’
لم تكن إلا مبايعة مع الله تعالى  ’
ولم يكونوا يتصورون
وهم يلتزمون الدفاع عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم  حينما يهاجر غليهم
إلا دفاعاً عن دين الله تعالى وشريعته ’
فليست القضية مسالة نصوص معينة
إتفقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليها فهم لا يريدون أن يلتزموا بما وراءها
’ وإنما المسألة هى أنهم بذلك
إنما وقعوا تحت صك عظيم تضمن قوله تعالى :
( إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله
فيقتلون ويقتلون ... ) ’
ولذلك كان جواب سعد ابن معاذ رضى الله عنه
: لقد آمنا بك وصدقناك ’
وشهدنا أن ما جئت به هو الحق .....
فامض لما أردت فنحن معك ’ أى
فنحن نسير معك وفق معاهدة أعظم من تلك
التى إتفقنا عليها معاً  فى بيعة العقبة .
4- يجوز للإمام أن يستعين فى الجهاد وغيره
بالعيون و المراقبين ’ يبثهم بين الأعداء
ليكتشف المسلمون خططهم و أحوالهم
وليتبينوا ما هم عليه من قوة  
فى العدة و العدد ’ ويجوز إتخاذ مختلف
الوسائل لذلك ’ بشرط أن لا تنطوى الوسيلة
على الإضرار بمصلحة هى أهم  من
مصلحة الإطلاع على حال العدو ’
وربما إستلزمت الوسيلة تكتماً
أو نوعاً من المخادعة أو التحايل ’
وكل ذلك مشروع وحسن  من حيث
أنه واسطة لا بد منها لمصلحة المسلمين
وحفظهم .
وقد جاء فى كتب السيرة
أن النبى صلى الله عليه وسلم لما نزل
 قريباً من بدر ’ ركب هو ورجل من أصحابه
حتى وقف على شيخ من العرب
فسأله النبى صلى الله عليه وسلم  عن قريش
وعن محمد و أصحابه وما بلغه عنهم  .
فقال الشيخ لا أخبركما حتى تخبرانى ممن أنتما  
فقال عليه الصلاة و السلام :
إذا أخبرتنا أخبرناك ’
فقال أذاك بذاك ظ  قال :نعم  ’
فأخبره الشيخ بما يعلم من أمر المشركين
وبما قد سمعه  من أمر النبى
صلى الله عليه وسلم  و أصحابه ’
حتى إذا فرغ من كلامه قال : فممن أنتما ؟
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ’
ثم إنصرف عنه ’ فأخذ الشيخ يقول : ما من ماء ؟
أمن ماء العراق؟ .

5- أقسام تصرفاته  صلى الله عليه وسلم :
ويدلنا الحديث الذى جرى بين الرسول
صلى الله عليه وسلم و الحباب ابن المنذر فى
شأن المكان الذى نزل فيه ( وهو حديث صحيح الإسناد
كما رأيت )  أن تصرفات النبى صلى الله عليه وسلم
ليست كلها من نوع التشريع ’ بل هو فى كثير
من الأحيان يتصرف من حيث إنه بشر من الناس
يفكر ويدبر كما يفكر غيره ’ ولا ريب
أننا لسنا ملزمين بإتباعه فى مثل هذه التصرفات
 فمن ذلك نزوله صلى الله عليه وسلم فى المكان
الذى إختاره فى هذه الغزوة  ’ فقد وجدنا
كيف أن الحباب  أشار بالتحول عنه
الى غيره  ووافقه عليه النبى
صلى الله عليه وسلم ’ وذلك بعد أن إستوثق
الحباب رضى الله عنه أن إختيار النبى
صلى الله عليه وسلم  لذلك المكان
ليس بوحى من عند الله  ومن ذلك كثير
من تصرفاته التى تدخل تحت السياسة
الشرعية والتى يتصرف فيها النبى
صلى الله عليه وسلم  من حيث أنه
إمام ورئيس دولة لا من حيث انه نبى
ورسول يبلغ عن الله  تعالى  ’
مثل كثير من عطاءاته و تدابيره العسكرية
’ وللفقهاء تفصيل واسع فى هذا البحث
لامجال لعرضه فى هذا المقام .

6- أهمية التضرع الى الله تعالى وشدة الإستعانة به :
لقد رأينا أن النبى صلى الله عليه وسلم
كان يطمئن أصحابه بأن النصر  لهم ’ حتى
أنه كان يشير  الى أماكن متفرقة من الأرض
ويقول : هذا مصرع فلان ’ وهذا مصرع فلان
’ ولقد وقع الأمر كما  أخبر عليه الصلاة و السلام
 ’ فما تزحزح أحد  فى مقتله  عن موضع يده
كما ورد فى الحديث الصحيح .
ومع ذلك فقد رأيناه يقف طوال ليلة الجمعة
فى العريش الذى أقيم له يجأر إلى الله تعالى
داعياً متضرعاً ’ باسطاً كفيه الى السماء
يناشد الله عز وجل أن يؤتيه نصره الذى وعد
حتى سقط  عنه رداؤه
وأشفق عليه أبو بكر الصديق ’
والتزمه قائلا : كفى يا رسول الله ’
إن الله منجز لك ما وعد ’ فلماذا كل هذه الضراعة
ما دام  أنه مطمئن الى درجة أنه  
قال : لكأنى أنظر الى مصارع القوم ’
وأنه حدد مصارع بعضهم على الأرض ؟
والجواب : أن إطمئنان النبى صلى الله عليه وسلم
و إيمانه بالنصر ’ إنما كان تصديقاً منه للوعد
الذى وعد الله به  رسوله  ’
ولا شك ان  الله لا يخلف الميعاد ’
وربما أوحى إليه خبر النصر فى تلك الموقعة .
أما الإستغراق فى التضرع و الدعاء
و بسط الكف الى السماء ’ فتلك هى
وظيفة العبودية التى  خلق من أجلها أفنسان ’
وذلك هو ثمن النصر فى كل حال .
فما النصر- مهما توافرت  الوسائل و الأسباب –
إلا من عند الله تعالى و بتوفيقه ’ والله عز وجل
لا يريد منا إلا أن نكون عبيداً له
بالطبع و الإختيار ’ وما تقرب متقرب الى الله
بصف أعظم من صفة العبودية’
وما إستأهل إنسان بواسطة من الوسائط إستجابة
دعاء من الله تعالى  ’ كمن إستأهل ذلك
بواسطة ذل العبودية يتزىّ  ويتبرقع به
بين يدى الله تعالى .
وما كل أنواع المصائب و المحن المختلفة
التى تهدد الإنسان فى هذه الحياة أو تنزل به
’ إلا أسباب وعوامل تنبهه لعبوديته ’
وتصرف آماله وفكره الى  عظمة الله سبحانه
وتعالى وباهر قدرته ’ كى يفر إليه سبحانه
وتعالى ويبسط أمامه ضعفه و عبوديته ’
ويستجير به من كل فتنة وبلاء ’
وإذا إستيقظ الإنسان فى حياته لهذه الحقيقة
وانصبغ سلوكه بها ’ فقد وصل الى الحد الذى
أمر الله عباده جميعاً
أن يقفوا عنده وينتهوا إليه .
فهذه العبودية التى إتخذت  مظهرها الرائع
فى طول  دعاء النبى صلى الله عليه وسلم
وشدة ضراعته و مناشدته لربه أن يؤتيه النصر
هى الثمن الذى إستحق به ذلك التاييد الإلهى العظيم
فى تلك المعركة ’ وقد نصت على ذلك الآية الكريمة
إذ تقول :
( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم
بألف من الملائكة  مردفين )  ’
ويقينا منه صلى الله عليه وسلم  
بهذه العبودية لله عز وجل ’ كان واثقاً بالنصر
مطمئناً الى أن العاقبة للمسلمين ’
ثم قارن مظهر هذه العبودية التى تجلت
فى موقفه صلى الله عليه وسلم  
ونتائج ذلك ’ مع مظهر ذلك الطغيان
والتجبر الذى تجلى فى موقف أبى جهل
حينما قال  : لن نرجع حتى نرد ماء بدر
فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقى الخمر
وتعزف علينا القيان ’ وتسمع بنا العرب
و بمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا ’
ونتائج ذلك التجبر و الجبروت ... !
لقد كانت نتيجة العبودية و الخضوع لله تعالى  
عزة قعساء ومجداً شامخاً خضع لهما جبين الدنيا باسرها
’ ولقد كانت نتيجة الطغيان و الجبروت الزائفين
قبراً  من الضيعة و الهوان أقيم لأربابهما
حيث كانوا سيتساقون فيه الخمر وتعزف عليهم القيان
’ وتلك هى سنة اله فى الكون كلما تلاقت العبودية
لله حالصة مع  جبروت و طغيان  زائفين  .

7- الإمداد بالملائكة فى غزوة بدر :
إنطوت بدر على معجزة من أعظم  
معجزات التأييد و النصر للمسلمين الصادقين ’
فقد أمدّ الله  المسلمين فيها بملائكة يقاتلون معهم
’ وهذه حقيقة ثبتت بدلالة صريحة من الكتاب
و السنة الصحيحة  ’ روى ابن هشام
أن النبى صلى اله عليه وسلم  خفق خفقة
فى العريش ثم إنتبه فقال Sad أبشر يا أبا بكر
أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه
يقوده على النقع ) ورواه البخارى أيضاً
بلفظ  قريب منه .
ومن أوضح الأدلة القاطعة على أن التعبير بالملائكة
فى  بيان الله عز وجل ليس المقصود به
ما يتوهمه البعض من المدد الروحى
أو القوة المعنوية أو نحو ذلك – أقول
من أوضح الأدلة القاطعة على بطلان هذا الوهم ’
ضبط البيان الإلهى الملائكة بعدد محدود
وهو الألف  ’ فى قوله تعالى Sad
فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين )
إذ العدد من مستلزمات الكم المنفصل فى الأشياء ’
ولا يكون ذلك إلا فى الأشياء  المادية المحسوسة .
ومن هنا نعلم أن تقييد ا لبيان الإلهى الملائكة
بعدد معين ينطوى على  حكم باهرة من أجلها
قطع السبيل على  من يريد تناول الآية  ’
ويفسر الملائكة بالمعنى الذى يروق له
وهو مجرد الدعم المعنوى .
ثم إن نزول الملائكة للقتال مع المسلمين ’
إنما هو  مجرد تطمين لقلوبهم ’
واستجابة حسية  لشدة إستغاثتهم إقتضاها
أنهم يقفون مع أول تجربة قتال فى سبيل الله  ’
لأناس يبلغون ثلاثة أضعافهم فى العدة و العدد ’
وإلا فإن  النصر من عند الله وحده ’ وليس للملائكة
أى تأثير ذاتى فى ذلك ’ ومن أجل
بيان هذه الحقيقة قال الله تعالى  معللا
نزول الملائكة Sad وما جعله الله  إلا بشرى
ولتطمئن به قلوبكم ’ وما النصر  إلا من عند الله
إن الله عزيز حكيم ) .

8- الحياة البرزخية للأموات :
فى وقوف الرسول صلى الله عليه وسلم  
على فم القليب ينادى قتلى  المشركين
ويكلمهم بعدما ماتوا ’ وفيما قاله لعمر رضى الله عنه
 إذ ذاك ’ دليل واضح على أن للميت
حياة روحية خاصة به ’ لا ندرى حقيقتها ولا كيفيتها
’ وأن أرواح الموتى تظل حائمة حول أجسادهم
’ ومن هنا يتصور معنى عذاب القبر و نعيمه
’ غير أن ذلك كله إنما يخضع لموازين
لا تنضبط بعقولنا وإدراكاتنا النيوية هذه ’
إذ هو مما  يسمى بعالم الملكوت البعيد
عن مشاهداتنا و تجاربنا العقلية و المادية  ’
فطريق الإيمان بها إنما هو  التسليم لها
بعد أن تصلنا بطريق ثابت صحيح .

9- ثم إن مسألة الأسرى ومشاورة الرسول
صلى الله عليه وسلم  فى شأنهم ’
وما أعقبه من  حكم إفتدائهم بالمال  
ثم نزول آيات تعتب على النبى صلى اله عليه وسلم
وعلى أصحابه إتخاذ مثل ذلك الحكم –
نقول إن هذه المسالة لها دلالات مختلفة هامة :
أولا :_ الأسرى واجتهاد الرسول  ’
دلتنا هذه الواقعة على  أن النبى
صلى الله عليه وسلم  كان له  أن يجتهد ’
والذين ذهبوا الى هذا - وهم جمهور علماء
الأصول - إستدلوا على ذلك بمسألة أسرى بدر  ’
وإذا صح للرسول صلى الله عليه وسلم أن يجتهد
’ صح منه بناءاً على ذلك أن يخطىء فى الإجتهاد
ويصيب ’ غير أن الخطأ لا يستمر ’ بل
لابد أن تنزل آية من القرآن  تصحح له إجتهاده ’
فإذا لم تنزل آية فهو دليل
على أن إجتهاده صلى الله عليه وسلم  
قد وقع على ما هو الحق فى علم الله تعالى  .
ثانياً:-  كما أن غزوة بدر هى أول تجربة
للمسلمين فى التضحية و القتال فى سبيل الله
 تعالى وهم على ما كانوا عليه من
الضعف والقلة ’ فكذلك هى أول تجربة لهم
فى رؤية الغنائم والأموال  أمامهم  
فى أعقاب المعركة ’ وهم على ما كانوا عليه
من الفقر و الحاجة  ’ وقد عالجت
الحكمة الإلهية تجربة القتال مع الضعف
بأن ثبّت  الله قلوبهم وطمأن نفوسهم –
كما ذكرنا -  بالخوارق الدالة على النصر .
ثم عالجت الحكمة الإلهية  تجربة رؤية الغنائم
و الأموال مع الحاجة و الفقر ’ بوسائل تربوية دقيقة
’ جاءت فى وقتها المناسب ’ وقد تجلى
أثر هذه التجربة فى مشهدين على أعقاب هذه الغزوة :
أما المشهد الأول :  فحينما إنهزم المشركون
وتركوا وراءهم أموالهم المختلفة ’
فقد تسابق بعض المسلمين إليها
واختلفوا مع بعضهم فى كيفية إستحقاقهم لها
وكادوا يشتجرون على ذلك ’ ولم يكن
قد نزل بعد حكم توزيع الغنائم بين المقاتلين
فراحوا يسألون النبى صلى الله عليه وسلم
وينهون إليه خصومتهم  فى الأمر وعندئذ
نزل قول الله تعالى Sad يسألونك عن الأنفال
قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله
وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا اله ورسوله
إن كنتم مؤمنين ’ إنما المؤمنون الذين
إذا ذكر اله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم
آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون  ) .

فأنت ترى أن الآيتين لا تنطويان على جواب
عن سؤالهم ’ بل فيهما صرف لهم
عن الموضوع كله  ’ لأن
الأنفال ليست لأحد منهم ’ بل هى لله و الرسول
’ أما هم فعليهم إصلاح هذا الشقاق الذى
وقع بينهم  و إطاعة اله فى أوامره
واجتناب نواهيه ’ فتلك هى وظيفتهم ’
أما المال و الدنيا ’ فليعتمدوا فيهما
على الله تعالى  ’ فلما ثاب  هؤلاء
المسلمون الى هدى هاتين الآيتين
وصرفوا النظر عما إشتجروا من أجله
نزلت آيات أخرى تقرر كيفية تقسيم الغنائم
بين المقاتلين على إختلافهم ’ وهذه
من أبرع الوسائل التربوية الدقيقة كما ترى .
وأما المشهد الثانى :  فهو  
عندما تشاور الرسول صلى الله عليه وسلم
مع أصحابه فى شأن الأسرى فقد سكنت نفوسهم
إلى إفتدائهم بالمال ’ وقد كانت الملاحظة
فى ذلك هى الجمع بين الرحمة و الرفق بالأسرى
’ عسى أن يرعووا ويؤمنوا بالله  ’ و العويض
عما فات المهاجرين  من أموالهم التى تركوها
فى مكة عسى أن يقع موقعاً لديهم ويساعدهم
على إصلاح شؤون دنياهم ’ وهذا الرأى
الذى سكنت إليه نفس النبى صلى الله عليه وسلم
 يدل على مدى شفقته على  أصحابه ’
وهذه الشفقة هى التى جعلت يده ترتفع
بالدعاء للمهاجرين لما رآهم لدى خروجهم
الى بدر ’ وأن علائم الحاجة و الفقر
بادية عليهم قائلاً :
( اللهم إنهم حفاة فاحملهم ’ اللهم
إنهم عراة فاكسهم وإنهم جياع فأشبعهم ).
ولكن الخكمة الإلهية لم ترد للمسلمين  
أن يجعلوا من النظرة الى المال ميزاناً
أو جزء ميزان للحكم فى قضاياهم الكبرى
التى قامت على أساس النظرة الدينية
وحدها مهما كانت الحال و الظروف ’
إذ يوشك  لو تركوا هذه النظرة
وهم أمام أول تجربة من هذا النوع
أن يجرى ذلك مجرى القاعدة المطّردة
فتستولى النظرة المادية على مثل هذه الأحكام
التى ينبغى أن تظل متسامية فى علياء
لا يطولها شىء من أغراض الدنيا على
إختلافها  ’ ومن الصعب لمن سار
وراء الدنيا أشواطاً واستطاب مذاقها
أن يرتد عنها ويفطم نفسه عن مذاقها .
روى مسلم عن عمر ابن الخطاب أنه
قال  : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
 ’ أن قضى بإفتداء الأسرى فإذا برسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان
’ فقلت يا رسول الله : أخبرنى من أى شىء
تبكى أنت  وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاءً بكيت ’
وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ’
فقال رسول الله صلى الله لعيه وسلم  أبكى
للذى عرض علىّ أصحابك من أخذهم الفداء
’ لقد عرض علىّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة
( شجرة قريبة من النبى صلى الله عليه وسلم  )
وأنزل الله عز وجل Sad ما كان لنبى أن
يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض )
الى قوله ( فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً )
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
غزوة بدر الكبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قال كعب‏:‏ لم اتخلف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنه، إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم - 21 -الخ
»  غزوة ذات الرقاع - قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي، وسقطت أظافري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق 525
» 21- وعن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب رضي الله عنه من بنيه حين عمي قال‏:‏ سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك‏.‏ قال كعب‏:‏ لم اتخلف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، في غزوة غزاها قط--
»  السيرة النبوية - بين غزوة بدر وغزوة أحد
»  السيرة النبوية - غزوة حنين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: ;"> >>> خواطر دينية <<<
 ::  قسم إيمانيات وأخرى ( إيمانيات ومعاني وغير ذلك )
-
انتقل الى: