منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها Empty
مُساهمةموضوع: باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها   باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2016 12:25 am




باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها

قال تعالى { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } وقال تعالى { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } وقال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } وقال تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر }

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الأمر بالحافظة على السنة وآدابها السنة يراد بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي طريقته التي كان عليها في عباداته وأخلاقه ومعاملاته فهي أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وإقراراته هذه هي السنة ويطلق الفقهاء السنة على العمل الذي يترجح فعله على تركه وهو الذي يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه ولا شك أن رسول الله عليه الصلاة والسلام بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح فلابد من علم ولابد من عمل ولا يمكن أن يحافظ الإنسان على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يعملها وعليه فيكون الأمر بالمحافظة على السنة أمرا بالعلم وطلب العلم وطلب العلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام فرض عين وفرض كفاية وسنة أما فرض العين فهو علم ما تتوقف العبادة عليه يعني العلم الذي لا يسع المسلم جهله مثل العلم بالوضوء بالصلاة بالزكاة بالصيام بالحج وما أشبه ذلك فالذي لا يسع المسلم جهله فإن تعلمه يكون فرض عين ولهذا مثلا نوجب على هذا الشخص أن يتعلم أحكام الزكاة لأنه ذو مال ولا نوجب على الآخر أن يتعلم أحكام الزكاة لأنه ليس ذا مال كذلك الحج نوجب على هذا أن يتعلم أحكام الحج لأنه سوف يحج ولا نوجب على الآخر أن يتعلمها لأنه ليس بحاج أما فرض الكفاية فهو العلم الذي تحفظ به الشريعة يعني هو العلم الذي لو ترك لضاعت الشريعة فهذا فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين فإذا قدر أن واحدا في البلد قد قام بالواجب في هذا الأمر وتعلم وصار يفتي ويدرس ويعلم الناس في هذه الحال صار طلب العلم في حق غيره سنة وهو القسم الثالث إذن طالب العلم يدور أجره بين أجر السنة وأجر فرض الكفاية وأجر فرض العين والمهم أنه لا يمكن أن نحافظ على السنة وآدابها إلا بعد معرفة السنة وآدابها ثم ذكر المؤلف آيات من كتاب الله عز وجل منها قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم هذه الآية يسميها بعض العلماء آية المحنة أي آية الامتحان لأن الله تعالى امتحن قوما ادعوا أنهم يحبون الله قالوا نحن نحب الله دعوة يسيرة لكن على المدعي البينة قال الله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني } فمن ادعى محبة الله ولا يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فليس صادقا بل هو كاذب فعلامة محبة الله سبحانه وتعالى أن تتبع رسوله صلى الله عليه وسلم واعلم أنه بقدر تخلفك عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون نقص محبتك لله وما نتيجة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم جاء ذلك في الآية نفسها { يحببكم الله } وهذه ثمرة أن الله يحبك لا أن تدعي محبة الله فإذا أحبك الله فإنه لن يحبك إلا إذا أتيت ما يحب فليس الشأن أن يقول الشخص أنا أحب الله ولكن الشأن كل الشأن أن يكون الله عز وجل يحبه نسأل الله عز وجل أن نكون من أحبابه وهذا هو الشأن وإذا أحب الله الشخص يسر الله له أمور دينه ودنياه ورد في الحديث أن الله إذا أحب شخصا نادى جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى في أهل السماوات إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماوات ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض ويقبلونه ويكون إماما لهم إذا محبة الله هي الغاية ولكنها غاية لمن كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم غاية لمن كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر المؤلف قوله تعالى { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } وهذه الآية في سياق قسمة الفيء يعني المال الذي يؤخذ من الكفار يقول الله عز وجل { وما آتاكم الرسول فخذوه } يعني ما أعطاكم من المال فخذوه ولا تردوه { وما نهاكم عنه فانتهوا } أي لا تأخذوه ولهذا بعث الرسول عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة في سنة من السنوات فلما رجع أعطاه فقال يا رسول الله تصدق به على من هو أفقر مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك فما أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم فإننا نأخذه وما نهانا عنه فإننا لا نأخذه وهذه الآية وإن كانت في سياق قسمة الفيء فإنها كذلك بالنسبة للأحكام الشرعية فما أحله النبي صلى الله عليه وسلم لنا فإننا نقبله ونعمل به على أنه حلال وما نهانا عنه فإننا ننتهي عنه ونتركه ولا نتعرض له فهي وإن كانت في سياق الفيء فهي عامة تشمل هذا وهذا ثم ذكر أيضا قوله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } يعني بالأسوة القدوة والحسنة ضد السيئة والنبي عليه الصلاة والسلام هو أسوتنا وقدوتنا ولنا فيه أسوة حسنة وكل شيء تتأسى فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه خير وحسن ويشمل قوله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } معنيين المعنى الأول وهو أن كل ما يفعله فهو حسن فالتأسي به حسن الثاني فإننا مأمورون بأن نتأسى به أسوة حسنة لا نزيد على ما شرع ولا ننقص عنه لأن الزيادة أو النقص ضد الحسن ولكننا مأمورون بأن نتأسى به وأخذ العلماء من هذه الآية أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم حجة يحتج بها ويقتدى به فيها إلا ما قام الدليل على أنه خاص به فما قام الدليل على أنه خاص به فهو مختص به مثل قوله تعالى { يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك } إلى أن قال { امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين } فما كان من خصائصه فهو من خصائصه ومن ذلك أيضا الوصال في الصوم أي أن يسرد الإنسان صوم يومين بلا فطر فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه قالوا يا رسول الله إنك تواصل يعني فكيف تنهانا ؟ فقال لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى وفي لفظ إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني يعني يطعمه الله ويسقيه بما يمده به من ذكره وتعلق قلبه به حتى ينسى الأكل والشرب ولا يحس بألم الجوع ونحن نعلم الآن أن الرجل لو شغل بأمر من أمور الدنيا نسى الأكل والشرب حتى أن الشعراء يتمثلون بهذا بقولهم لها
أحاديث من ذكراك تشغلها ...
عن الشراب وتلهيها عن الزاد
يعني أن أحاديثها بك إذا قامت تتحدث ألهاها ذلك عن الشراب وعن الزاد فالنبي عليه الصلاة والسلام من قوة تعلقه بربه إذا قام من الليل يتهجد فإن الله تعالى يعطيه قوة بما يحصل له من الذكر تكفيه عن الأكل والشرب أما نحن فلسنا كهيئته ولهذا منع الوصال وبين أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم

وقال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما }

الشَّرْحُ

ثم ساق المؤلف رحمه الله تعالى فيما ساقه من الآيات الدالة على المحافظة على السنة وآدابها قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذه الآية لها صلة بما قبلها وهي قوله تعالى { يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسو إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } فأمر الله تعالى بطاعته وبطاعة رسوله وبطاعة أولي الأمر منا وأولوا الأمر يشمل العلماء والأمراء لأن العلماء ولاة أمورنا في بيان دين الله والأمراء ولاة أمورنا في تنفيذ شريعة الله ولا يستقيم العلماء إلا بالأمراء ولا الأمراء إلا بالعلماء فالأمراء عليهم أن يرجعوا إلى العلماء ليستبينوا منهم شريعة الله والعلماء عليهم أن ينصحوا الأمراء وأن يخوفوهم بالله وأن يعظوهم حتى يطبقوا شريعة الله في عباد الله عز وجل ثم قال { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } يعني إن اختلفتم في شيء من الأشياء فليس قول بعضكم حجة على الآخر ولكن هناك حكم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فعليكم بالرجوع إلى حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم أما الرجوع إلى الله فهو الرجوع إلى كتابه إلى القرآن العظيم وأما الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الرجوع إلى سنته صلى الله عليه وسلم إن كان حيا بمراجعته شخصيا وإن كان ميتا فبما صح من سنته صلى الله عليه وسلم { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } وهذا حث على الرجوع إلى الله ورسوله وأن الرجوع إلى الله ورسوله من مقتضيات الإيمان { ذلك خير وأحسن تأويلا } يعني أحسن عاقبة فالرجوع إلى الله ورسوله خير للأمة وأحسن عاقبة مهما ظن الظان أن الرجوع إلى الكتاب والسنة قد يعجز الناس وقد لا يطيقون ذلك فهذا ظن خاطئ لا قيمة له فبعض الناس يظنون أن الرجوع إلى الإسلام الذي كان في صدر هذه الأمة لا يتناسب مع الوقت الحاضر والعياذ بالله ولم يعلم هؤلاء أن الإسلام حاكم وليس محكوما عليه وأن الإسلام لا يتغير باختلاف الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص الإسلام هو الإسلام فإن كنا نؤمن بالله واليوم الآخر فلنرجع إلى الكتاب والسنة { ذلك خير وأحسن تأويلا } أي أحسن مآلا وعاقبة ثم قال تعالى { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } الاستفهام هذا للتعجب يعني ألا تتعجب من قوم يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل عليك وبما أنزل من قبلك ولكنهم لا يريدون التحاكم إلى الله ورسوله إنما يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وهو كل ما خالف شريعة الله ومن هؤلاء القوم ما ابتلى الله به المسلمين من بعض الحكام الذين يريدون أن يرجعوا في الحكم بين الناس إلى قوانين ضالة بعيدة عن الشريعة وضعها فلان وفلان من كفار وملاحدة لا يعلمون عن الإسلام شيئا وهم أيضا في عصر قد تختلف العصور عنه وفي أمة قد تختلف عنها الأمم الأخرى لكن مع الأسف فإن بعض الذين استعمرهم الكفار من البلاد الإسلامية أخذوا هذه القوانين وصاروا يطبقونها على الشعب الإسلامي غير مبالين امتعاض الشعب منها وغير مبالين بمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله وهم يزعمون أنهم آمنوا بالله ورسوله كيف ذلك وهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به أمروا أمرا من الله أن يكفروا بالطاغوت ومع ذلك يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت { ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } يريد الشيطان أن يضلهم عن دين الله ضلالا بعيدا ليس قريبا لأن من حكم غير شريعة الله قد ضل أعظم الضلال وأبعد الضلال قال الله عز وجل { وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا } أي إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وهو القرآن وإلى الرسول وعند ذلك رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ولم يقل رأيتهم لأجل أن يبين أن هؤلاء منافقون فأظهر في موضع الإضمار وهذه فائدة ولأجل أن يشمل هؤلاء وغيرهم من المنافقين فإن المنافق والعياذ بالله إذا دعي إلى الله ورسوله أعرض وصد { فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } يعني كيف حالهم إذا أصابتهم مصيبة وكشف عوراتهم واطلع عليها ثم جاءوك يحلفون بالله وهم كاذبون { إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } يعني ما أردنا إلا الإحسان والتوفيق بين الشريعة وبين القوانين الوضعية ولا يمكن أن يكون هناك توفيق بين حكم الله وحكم الطاغوت أبدا حكم الطاغوت لو فرض أنه وافق حكم الله لكان حكما لله لا للطاغوت ولهذا ليس في القوانين الوضعية من المسائل النافعة فإنها قد سبق إليها الشرع الإسلامي ولهذا قال { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } يعني هؤلاء هم الذين يعلم الله ما في قلوبهم وإن أظهروا للناس أنهم يؤمنون بالله وأنهم يريدون الإحسان والتوفيق بين الأحكام الشرعية والأحكام القانونية هؤلاء هم الذين يعلم الله ما في قلوبهم وماذا أرادوا لأمتهم { فأعرض عنهم } وهذا الأمر بالإعراض عنهم تهديدا لهم { وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } أي قل لهم قولا بليغا يصل إلى أنفسهم ليتعظوا به ثم قال { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } يعني ما أرسلنا الرسل لتقرأ أقوالهم ويتركوا بل ما أرسلت الرسل إلا ليطاعوا وإلا فما الفائدة من إرسالهم فالرسالة معناها ومقتضاها أن الرسول يطاع { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } يعني لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بما أضمروه في نفوسهم من الباطل جاءوك فاستغفروا الله يعني طلبوا من الله المغفرة واستغفرت لهم أنت لوجدوا الله توابا رحيما ولكنهم والعياذ بالله بقوا على نفاقهم وعلى عنادهم وهذه الآية استدل بها دعاة القبور الذي يدعون القبور ويستغفرونها حيث قالوا لأن الله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفر الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } فأنت إذا أذنبت فاذهب إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام واستغفر الله ليستغفر لك الرسول ولكن هؤلاء ضلوا ضلالا بعيدا لأن الآية صريحة قال { إذ ظلموا أنفسهم } ولم يقل إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فهي تتحدث عن شيء مضى وانقضى يقول لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بما أحدثوا ثم جاءوك في حياتك واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما أما بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لا يمكن أن يستغفر الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد لأنه انقطع عمله كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له فعمل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بعد موته لا يمكن لكنه صلى الله عليه وسلم يكتب له أجر كل ما عملته الأمة كل ما عملنا من خير وعمل صالح من فرائض ونوافل فإنه يكتب أجره للرسول عليه الصلاة والسلام لأنه هو الذي علمنا فهذا داخل في قوله وعلم ينتفع به الحاصل أنه لا دلالة في هذه الآية على ما زعمه هؤلاء الداعون لقبر النبي عليه الصلاة والسلام ثم ذكر المؤلف رحمه الله قوله تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } هذه الآية ذكرها الله عز وجل عقب قوله تعالى { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } { فلا وربك لا يؤمنون } وهذه الآية فيها إقسام من الله عز وجل بربوبيته لمحمد صلى الله عليه وسلم الدالة على عنايته به صلى الله عليه وسلم عناية خاصة وذلك لأن الربوبية هنا ربوبية خاصة ولله عز وجل على خلقه ربوبيتان ربوبية عامة لكل أحد مثل قوله تعالى { الحمد لله رب العالمين } وربوبية خاصة لمن اختصه من عباده مثل هذه الآية { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } وقد اجتمع النوعان في قوله تعالى عن سحرة آل فرعون { قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون } فرب العالمين عامة ورب موسى وهارون خاصة والربوبية الخاصة تقتضي عناية خاصة من الله عز وجل فأقسم الله سبحانه وبحمده بربوبيته لعبده محمد صلى الله عليه وسلم قسما مؤكدا بلا في قوله { فلا وربك } ولا هذه يراد بها التوكيد ولو قال فوربك لا يؤمنون لتم الكلام ولكنه أتى بلا للتوكيد كقوله تعالى { لا أقسم بيوم القيامة } ليس المراد النفي أن الله لا يقسم بيوم القيامة بل المراد التوكيد فهي هنا للتوكيد والتنبيه { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } أي يجعلونك حكما فيما حصل بينهم من النزاع لأن معنى { شجر } أي حصل من النزاع وحتى يجعلونك أنت الحكم فيما حصل بينهم من النزاع في أمور الدين وفي أمور الدنيا ففي أمور الدين لو تنازع رجلان في حكم مسألة شرعية فقال أحدهما هي حرام وقال الثاني هي حلال فالتحاكم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يؤمن أحد منهما أي المتشاجرين إلا إذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تنازع الناس في أمر دنيوي بينهم كما حصل بين الزبير بن العوام رضي الله عنه وجاره الأنصاري حين تحاكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماء الوادي فحكم بينهما فهذا تحاكم في أمور الدين والدنيا المهم أنه لا يؤمن أحد حتى يكون تحاكمه في أمور الدين والدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن الإيمان المادي هنا إن كان الإنسان لا يرضى بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقا فهو نفي الإيمان من أصله لأن من لا يرضى بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقا كافر والعياذ بالله خارج عن الإسلام وإن كان عدم الرضا بالحكم في مسألة خاصة وعصى فيها فإنها إن لم تكن مكفرة فإنه لا يكفر وقوله عز وجل { حتى يحكموك } لو قال قائل كيف يكون تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته فالجواب أن نقول يكون تحكيمه بعد موته بتحكيم سنته صلى الله عليه وسلم انتبه فهذه واحدة لا يؤمنون حتى يحكموك فيها شجر بينهم الشيء الثاني { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت يعني أن الإنسان قد يحكم الكتاب والسنة ولكن يكون في قلبه حرج يعني ما يطمئن أو ما يرضى إلا رغما عنه فلابد من أن لا يجد الإنسان في نفسه حرجا مما قضى الله ورسوله الشيء الثالث } ويسلموا تسليما { أي ينقادوا انقيادا تاما ليس فيه تأخر ولا تقهقر فهذه شروط ثلاثة لا يتم الإيمان إلا بها أولا تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم والثاني ألا يجد الإنسان حرجا مما قضى به والثالث أن يسلم تسليما تاما بالغا وبناء على هذا نقول إن الذين يحكمون القوانين الآن ويتركون وراءهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما هم بمؤمنين ليسوا بمؤمنين لقول الله تعالى } فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم { ولقوله } ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون { وهؤلاء المحكمون للقوانين لا يحكمونها في قضية معينة خالفوا فيها الكتاب والسنة لهوى أو لظلم ولكنهم استبدلوا الدين بهذه القوانين جعلوا هذا القانون يحل محل شريعة الله وهذا كفر حتى لو صلوا وصاموا وتصدقوا وحجوا فهم كفار ما داموا عدلوا عن حكم الله وهم يعلمون بحكم الله إلى هذه القوانين المخالفة له } فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما { فلا تستغرب إذا قلنا إن من استبدل شريعة الله بغيرها من القوانين فإنه يكفر ولو صام وصلى لأن الكفر ببعض الكتاب كفر بالكتاب كله فالشرع لا يتبعض إما أن تؤمن به جميعا وإما أن تكفر به جميعا وإذا آمنت ببعض وكفرت ببعض فأنت كافر بالجميع لأن حالك تقول إنك لا تؤمن بما يخالف هواك وأما ما خالف هواك فلا تؤمن به هذا هو الكفر فأنت بذلك اتبعت الهوى واتخذت هواك إلها من دون الله فالحاصل أن المسألة خطيرة جدا من أخطر ما يكون بالنسبة لحكام المسلمين اليوم فإنهم قد وضعوا قوانين تخالف الشريعة وهم يعرفون الشريعة ولكن وضعوها والعياذ بالله تبعا لأعداء الله من الكفرة الذين سنوا هذه القوانين ومشى الناس عليها والعجب أنه لقصور علم هؤلاء وضعف دينهم أنهم يعلمون أن واضع القانون هو فلان ابن فلان من الكفار في عصر قد اختلف العصور عنه من مئات السنين ثم هو في مكان يختلف عن مكان الأمة الإسلامية ثم هو في شعب يختلف عن الأمة الإسلامية ومع ذلك يفرضون هذه القوانين على الأمة الإسلامية ولا يرجعون إلى كتاب الله ولا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الإسلام وأين الإيمان وأين التصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسول للناس كافة وأين التصديق بعموم رسالته وأنها عامة في كل شيء كثير من الجهلة يظنون أن الشريعة خاصة بالعبادة التي بينك وبين الله عز وجل فقط أو في الأحوال الشخصية من نكاح وميراث وما يشبه ذلك وهم أخطأوا في هذا الظن الشريعة عامة في كل شيء وإذا شئت أن يتبين لك هذا فاسأل ما هي أطول آية في كتاب الله سيقال لك إن أطول آية هي آية الدين } يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين { كلها في المعاملات فكيف نقول إن الشرع الإسلامي خاص بالعبادة أو بالأحوال الشخصية هذا جهل وضلال إن كان عن عمد فهو ضلال واستكبار وإن كان عن جهل فهو قصور ويجب أن يتعلم الإنسان ويعرف المهم أن الإنسان لا يمكن أن يؤمن إلا بثلاثة شروط الأول تحكيم النبي صلى الله عليه وسلم والثاني ألا يجد في صدره حرجا ولا يضيق صدره بما قضى النبي عليه الصلاة والسلام والثالث يسلم تسليما وينقاد انقيادا تاما فبهذه الشروط الثلاثة يكون مؤمنا وإن لم تتم فإما أن يخرج من الإيمان مطلقا وإما أن يكون ناقص الإيمان والله الموفق }

وقال الله تعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله } وقال تعالى { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } وقال تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } وقال تعالى { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } والآيات في الباب كثيرة

الشَّرْحُ

ثم نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات في باب الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها قوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله من يطع الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله والطاعة موافقة الأمر سواء كان ذلك في فعل المأمور أو ترك المحظور فإذا قيل طاعة ومعصية فالطاعة لفعل المأمور والمعصية لفعل المحذور أما إذا قيل طاعة على سبيل الإطلاق فإنها تشمل الأوامر والنواهي يعني أن امتثال الأوامر طاعة واجتناب النواهي طاعة فالذي يطيع النبي صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه أي إذا أمره أمتثل وإذا نهاه اجتنب فإنه يكون مطيعا لله عز وجل هذا منطوق الآية ومفهومها أن من يعص الرسول فقد عصى الله وفي هذه الآية دليل على أن ما ثبت في السنة فإنه كالذي ثبت في القرآن أي أنه من شريعة الله ويجب التمسك به ولا يجوز لأحد أن يفرق بين الكتاب والسنة ولقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام محذرا حينما قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من عندي فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه يعني أنه يحذر من أنه ربما يأتي زمان على الناس يقولون لا نتبع إلا ما في القرآن أما ما في السنة فلا نأخذ به وهذا أمر قد وقع بالفعل فوجد من الملاحدة من يقول لا نقبل السنة لا نقبل إلا القرآن والحقيقة أنهم كذبة فإنهم لم يقبلوا لا السنة ولا القرآن لأن القرآن يدل على وجوب اتباع السنة وإن ما جاء في السنة كالذي جاء في القرآن لكن هم يموهون على العامة ويقولون إن السنة ما دامت ليست قرآنا يتلى ويتواتر بين المسلمين فإن ما فيها قابل للشك وقابل للنسيان وقابل للوهم وما أشبه ذلك ثم ذكر المؤلف قوله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } هذا تحذير من الله عز وجل للذين يخالفون عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم يعني يرغبون عن أمره فيخالفونه ولهذا لم يقل يخالفون أمره وإنما قال { يخالفون عن أمره } أي يرغبون عنه فيخالفونه حذرهم من أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم قال الإمام أحمد أتدري ما الفتنة الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك والعياذ بالله أي أنه إذا رد شيئا من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام فربما يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك يهلك ليس هلاكا بدنيا بل هلاكا دينيا والهلاك الديني أشد من الهلاك البدني الهلاك البدني مآل كل حي طالت به الحياة أم قصرت لكن الهلاك الديني خسارة في الدنيا والآخرة والعياذ بالله وقوله { أو يصيبهم عذاب أليم } يعني أنهم يعاقبون قبل أن تحل بهم الفتنة نسأل الله العافية ففي هذا دليل على وجوب قبول أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأن الذي يخالف عنه مهدد بهذه العقوبة { أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } ثم نقل المؤلف رحمه الله تعالى فيما ذكره من الآيات التي صدر بها باب المحافظة على اتباع السنة وآدابها قوله تعالى { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم أخبره الله عز وجل أن يهدي إلى صراط مستقيم يعني يدل إليه ويبينه للناس والصراط المستقيم بينه الله في قوله { صراط الله } يعني الصراط الذي نصبه الله تعالى لعباده وهو شريعته وأضافه الله إلى نفسه لأنه هو الذي نصبه ولأنه يوصل إليه كما أنه أضافه في سورة الفاتحة إلى الذين أنعم الله عليهم لأنهم هم الذين يسلكونه فالنبي عليه الصلاة والسلام يهدي الناس إلى الصراط ويدلهم عليه ويهديهم إليه ويرغبهم في سلوكه ويحذرهم من مخالفته وهكذا من خلفه من أمته من العلماء الربانيين فإنهم يدعون إلى الصراط المستقيم صراط الله فإذا قال قائل ما الجمع بين هذه الآية { وأنك لتهدي إلى صراط مستقيم } وبين قوله تعالى { إنك لا تهدي من أحببت } فإن هذه الآية نزلت حين اغتم النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب وكان عمه أبو طالب مشركا ولكنه كان يدافع عنه ويرفع منزلته ويذب عنه ويقول فيه المدائح والقصائد العظيمة لكن حرم خير الإسلام والعياذ بالله ومات على الكفر فلما حضرته الوفاة كان عنده النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان من قريش فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فإذا هم أن يقولها قال له الرجلان من قريش أترغب عن ملة عبد المطلب يعني ملة الشرك والعياذ بالله فكان آخر ما قال إنه على ملة عبد المطلب ومات كافرا قال النبي عليه الصلاة والسلام إنه شفع فيه عند الله فأصبح في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه نعلان في أسفل بدنه يغلي منهما دماغه فما بالك بما هو دون الدماغ والعياذ بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار يعني لولا شفاعتي فيه لأنه ذب عن دين الإسلام وحمى النبي صلى الله عليه وسلم لكان في الدرك الأسفل من النار فهنا يقول { إنك لا تهدي من أحببت } وفي الآية التي ذكرها المؤلف يقول { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } قال أهل العلم والجمع بينهما أن الآية التي فيها إثبات الهداية يراد هداية الدلالة يعني أنك تدل الخلق وليس كل من دل على الصراط اهتدى وأما الهداية التي نفى الله عن رسوله عليه الصلاة والسلام حيث قال { إنك لا تهدي من أحببت } فهي هداية التوفيق لا أحد يستطيع أن يوفق أحدا للحق ولو كان أباه أو ابنه أو عمه أو أمه أو خاله أو جدته أبدا من يضلل الله فلا هادي له ولكن علينا أن ندعو عباد الله إلى دين الله وأن نرغبهم فيه وأن نبينه لهم ثم إن اهتدوا فلنا ولهم وأن لم يهتدوا فلنا وعليهم قال الله تعالى { طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } يعني لعلك تهلك نفسك بالهم والغم إذا لم يكونوا مؤمنين فلا تفعل إن الهداية بيد الله بل أد ما عليك وقد برئت ذمتك ثم ختم المؤلف الآيات بقول الله تعالى { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا } الخطاب لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات هؤلاء النسوة هن أطهر زوجات على وجه الأرض منذ خلق آدم وقد حاول المنافقون أن يدنسوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في قصة الإفك التي نسجوا خيوطها ورموا بها الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها حيث اتهموها بما هي بريئة منه فأنزل الله في براءتها عشر آيات في كتابه تتلى إلى يوم القيامة فقال تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم } إلى قوله تعالى { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } فنساء النبي عليه الصلاة والسلام يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة ما يتلى يتلوه النبي عليه الصلاة والسلام وهن أيضا يتلونه فيقول عز وجل اذكرن هذا اذكرن ما يتلى في البيوت والتزمن بالسنة وقمن بما يجب لأن الذي يتلى في بيته الكتاب والحكمة لا شك أنه قد حصل على خير كثير وعلم غزير وإنه مسئول عن هذا العلم فكل من آتاه الله علما وحكمة فإنه مسئول عنه أكثر ممن جهل نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى العلم والحكمة إنه جواد كريم

156 - فالأول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوني أو ذروني ما تركتكم قاله النبي عليه الصلاة والسلام لأن بعض الصحابة من حرصهم على العلم ومعرفة السنة كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء قد لا تكون حراما فتحرم من أجل مسألتهم أو قد لا تكون واجبة فتجب من أجل مسألتهم فلهذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه أن يتركوا ما تركه ما دام لم يأمرهم ولم ينهاهم فليحمدوا الله على العافية ثم علل ذلك بقوله فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم يعني أن الذين من قبلنا أكثروا المسائل على الأنبياء فشدد عليهم كما شددوا على أنفسهم ثم اختلفوا على أنبيائهم أيضا فليتهم لما سألوا فأجيبوا قاموا بما يلزمهم ولكنهم اختلفوا على الأنبياء والاختلاف على الأنبياء يعني مخالفتهم وهنا مثال جاء به القرآن مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا اختلف بنو إسرائيل في قتيل قتل بينهم فادعت كل قبيلة أن الأخرى هي التي قتلته وادرءوا فيها وتنازعوا فيها ورفعوا الأمر إلى نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام فقال لهم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة أمرهم أن يذبحوا بقرة ويأخذوا عضوا من أعضائها ويضربوا به القتيل الذي قتل فإذا فعلوا ذلك فسيخبرهم عن قاتله الذي قتله فقالوا له { أتتخذنا هزوا } المعنى أتضحك علينا وما صلة البقرة برجل قتل وكيف يحيى القتيل بعد موته وهذا من جبروت بني إسرائيل وعنادهم ورجوعهم إلى العقول دون النصوص هؤلاء رجعوا إلى عقولهم الوهمية دون النص ولو أخذوا بالنص لسلموا من هذا { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } لأن الذي يسخر بالناس جاهل معتد عليهم والجهل هنا بمعنى العدوان أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فلما رأوا أنه صادق وهو صادق عليه الصلاة والسلام { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } لو أنهم أخذوا أي بقرة من السوق وذبحوها لحصل المقصود لكن تعنتوا وتشددوا فشدد الله عليهم { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول أنها بقرة لا فارض ولا بكر } لا فارض يعني لا طاعن في السن كبيرة ولا بكر يعني صغيرة { عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون } أمرهم أن يفعلوا وهذا تأكيد للأمر السابق { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } لكنهم أبوا { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها } عرفنا سنها فأخبرنا ما هو لونها { قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين } شدد عليهم مرة ثانية لو ذبحوا أي بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك لكفي لكن تشددوا فشدد عليهم من يجد بقرة على هذه الصفة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين لونها جميل صاف بين ومع ذلك ما امتثلوا { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } يعني ما عملها { إن البقر تشابه علينا وإنا أن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها } ليس فيها عيب { قالوا الآن جئت بالحق } أعوذ بالله من الضلال وتحكم بالعقول على النصوص هذا قد جاء بالحق من قبل لكن أهواءهم وعقولهم أنكرت ذلك { قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون } يعني ما قاربوا أن يفعلوا ولكن بالإلحاح والمساءلات فعلوا ثم أخذوا جزءا منها فضربوا به القتيل فأحياه الله ثم قال الذي قتلني فلان وانتهت المشكلة المهم أن كثرة السؤال للأنبياء قد تسبب شدة الأمر على الأمة ومن ذلك ما وقع للنبي عليه الصلاة والسلام في قصة الأقرع بن حابس الأقرع بن حابس من بني تميم قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله فرض عليكم الحج فحجوا فرض الحج مرة وما دام لم يطلب منا أن نكرر فيكفي مرة واحدة فقال الأقرع أفي كل عام يا رسول الله فهذا السؤال في غير محله قال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم هذا أيضا من التشديد ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يسأل عن شيء مسكوت عنه ولهذا قال ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم أما في عهدنا وبعد انقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم فاسأل اسأل عن كل شيء تحتاج إليه لأن الأمر مستقر الآن وليس هناك زيادة ولا نقص لكن في عهد التشريع يمكن أن يزاد ويمكن أن ينقص وبعض العوام يفهم من قوله تعالى { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } وقوله صلى الله عليه وسلم ذروني ما تركتكم يفهم من ذلك فهما خاطئا فتجده يفعل الحرام ويترك الواجب ولا يسأل ويستدل بهذه الأدلة وتلك النصوص ويزين له الشيطان ذلك والعياذ بالله فالواجب على الإنسان أن يتفقه في دين الله قال النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ثم قال صلى الله عليه وسلم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم فعمم في النهي وخص في الأمر أما في النهي فقال ما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه أي شيء ينهانا عنه الرسول عليه الصلاة والسلام فإننا نتجنبه وذلك لأن المنهي عنه متروك فالنهي أمر بالترك والترك ليس فيه مشقة كل إنسان يستطيع أن يترك وليس عليه مشقة ولا ضرر فما نهانا عنه فإننا نتجنبه إلا أن هذا مقيد بالضرورة فإذا اضطر الإنسان إلى شيء محرم وكان لا يجد سواه وتندفع به ضرورته فإنه حلال لقول الله تعالى { وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه } ولقوله تعالى { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير } إلى قوله { فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم } فيكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه يكون مقيدا بحال الضرورة يعني أنه إذا وجدت ضرورة إلى شيء محرم صار هذا المحرم حلالا بشرطين الشرط الأول أن لا تندفع ضرورته بسواه والشرط الثاني أن يكون مزيلا للضرورة وبهذين القيدين نعرف أنه لا ضرورة إلى دواء محرم يعني لو كان هناك دواء ولكنه حرام فأنه لا ضرورة إليه فلو قال قائل أنا أريد أن أشرب دما استشفى به كما يدعى بعض الناس أنه إذا شرب من دم الذئب شفي من بعض الأمراض نقول هذا لا يجوز أولا لكون الإنسان ربما يشفى من غير هذا المحرم إما من الله وإما بدعاء وإما بقراءة وإما بدواء آخر مباح وثانيا أنه ليس يقينا إذا تداوى بالدواء يشفى فما أكثر الذين يتداوون ولا يشفون بخلاف من كان جائعا وليس عنده إلا ميتة أو لحم خنزير أو لحم حمار فإنه يجوز أن يؤكل في هذه الحالة لأننا نعلم أن ضرورته تندفع بذلك بخلاف الدواء وأما قوله عليه الصلاة والسلام وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم فهذا يوافق قول الله عز وجل { فاتقوا الله ما استطعتم } يعني إذا أمرنا بأمر فإننا نأتي منه ما استطعنا وما لا نستطيعه يسقط عنا مثلا أمرنا بأن نصلي الفرض قياما فإذا لم نستطع صلينا جلوسا وإذا لم نستطع صلينا على جنب كما قال صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب وتأمل قوله إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم بخلاف النهي لأن الأمر فعل وإيجاب قد يكون شاقا على النفس ولا يستطيع الإنسان أن يقوم به فلهذا قيده بقوله فأتوا منه ما استطعتم ومع ذلك فإن هذا الأمر مقيد بقيد آخر وهو أن لا يوجد مانع يمنع فإذا وجد مانع يمنع فهذا يدخل في قوله فأتوا منه ما استطعتم ولهذا قال العلماء لا واجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة والشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإن هذا يدخل في المحافظة على السنة وآدابها وأما ما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو عفو المسكوت عنه معفو عنه وهذا من رحمة الله فالأشياء إما مأمور بها أو منهي عنها أو مسكوت عنها فما سكت عنه الله ورسوله فإنه عفو لا يلزمنا فعله ولا تركه والله الموفق

157 - الثاني عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وأنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح النواجذ بالذال المعجمة: الأنياب، وقيل الأضراس .

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله في باب الأمر بالمحافظة على السنة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها
» باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها --- 156 -
» 153 - 154 -155 - باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها
» آداب عامة وأخرى / من باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها – إلى 156 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 152 – إلى باب في الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: الصفات الستة-
انتقل الى: