منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 من 43 إلى باب الصدق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

من 43   إلى  باب الصدق Empty
مُساهمةموضوع: من 43 إلى باب الصدق   من 43   إلى  باب الصدق I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 8:00 am


43 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط رواه الترمذي وقال حديث حسن .

الشَّرْحُ

الأمور كلها بيد الله عز وجل وبإرادته لأن الله يقول عن نفسه فعال لما يريد ويقول { إن الله يفعل ما يشاء } فكل الأمور بيد الله والإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب، فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا إما بماله أو بأهله أو بنفسه أو بأحد ممن يتصل به .
المهم أن تعجل له العقوبة، لأن العقوبات تكفر السيئات فإذا تعجلت العقوبة وكفر الله بها عن العبد فإن يوافي الله وليس عليه ذنب قد طهرته المصائب والبلايا حتى إنه ليشدد على الإنسان موته لبقاء سيئة أو سيئتين عليه، حتى يخرج من الدنيا نقيا من الذنوب، وهذه نعمة لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .
لكن إذا أراد الله بعبده الشر أمهل له واستدرجه وأدر عليه النعم ودفع عنه النقم حتى يبطر ويفرح فرحاً مذموما بما أنعم الله به عليه .
وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته فيعاقب بها في الآخرة نسأل الله العافية فإذا رأيت شخصاً يبارز الله بالعصيان وقد وقاه الله البلاء وأدر عليه النعم فاعلم أن الله إنما أراد به شراً لأن الله أخر عنه العقوبة حتى يوافي بها يوم القيامة .
ثم ذكر في هذا الحديث أن عظم الجزاء من عظم البلاء يعني أنه كلما عظم البلاء عظم الجزاء فالبلاء السهل له أجر يسير والبلاء الشديد له أجر كبير لأن الله عز وجل ذو فضل على الناس إذا ابتلاهم بالشدائد أعطاهم عليها من الأجر الكبير وإذا هانت المصائب هان الأجر .
وإن الله إذا أحب قوم ابتلاهم فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط وهذه بشرى للمؤمن إذا ابتلي بالمصيبة فلا يظن أن الله سبحانه يبغضه بل قد يكون هذا من علامة محبة الله للعبد يبتليه سبحانه بالمصائب فإذا رضي الإنسان وصبر واحتسب فله الرضى وإن سخط فله السخط .
وفي هذا حث على أن الإنسان يصبر على المصائب حتى يكتب له الرضى من الله عز وجل والله الموفق

44 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني ؟ قالت أم سليم وهي أم الصبي: هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: واروا الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أعرستم الليلة قال نعم قال اللهم بارك لهما فولدت غلاماً فقال لي أبو طلحة احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فقال أمعه شيء قال نعم تمرات فأخذها النبي رضي الله عنهم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فى الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله متفق عليه وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة فقال رجل من الأنصار فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرؤوا القرآن يعني من أولاد عبد الله المولود .
وفي رواية لمسلم مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها، فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم ؟ قال لا فقالت فاحتسب ابنك قال فغضب ثم قال تركتني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله في ليلتكما قال فحملت قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقاً فدنوا من المدينة فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول أبو طلحة إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني أن أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى تقول أم سليم يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد انطلق، فانطلقنا، وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاماً فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر تمام الحديث .

الشَّرْحُ

حديث أنس بن مالك عن أبي طلحة أنه كان له ابن يشتكي يعني مريضاً، وأبو طلحة كان زوج أم أنس بن مالك رضي الله عنهم وكان هذا الصبي يشتكي فخرج أبو طلحة لبعض حاجاته فقبض الصبي يعني مات .
فلما رجع سأل أمه عنه فقال كيف ابني قالت: هو أسكن ما يكون وصدقت في قولها هو أسكن ما يكون لأنه مات ولا سكون أعظم من الموت وأبو طلحة رضي الله عنه فهم أنه أسكن ما يكون من المرض وأنه في عافية فقدمت له العشاء فتعشى على أن ابنه برئ وطيب ثم أصاب منها يعني جامعها، فلما انتهى قالت له واروا الصبي أي ادفنوا الصبي فإنه قد مات .
فلما أصبح أبو طلحة رضي الله عنه ووارى الصبي وعلم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فسأل هل أعرستم الليلة قال نعم فدعا لهما بالبركة اللهم بارك لهما في ليلتهما فولدت غلاماً سماه عبد الله وكان لهذا الولد تسعة أولاد كلهم يقرؤون القرآن ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ففي هذا الحديث: دليل على قوة صبر أم سليم رضي الله عنها وأن ابنها الذي مات بلغ بها الحال إلى أن تقول لزوجها هذا القول وتواري هذه التورية وقدمت له العشاء ونال منها ثم قالت ادفنوا الولد .
وفي هذا دليل على جواز التورية يعني أن يتكلم الإنسان بكلام تخالف نيته ما في ظاهر هذا الكلام فله ظاهر هو المتبادر إلى ذهن المخاطب وله معنى آخر مرجوح لكن هو المراد في نية المتكلم فيظهر خلاف ما يريد .
وهذا جائز ولكنه لا ينبغي إلا للحاجة إذا احتاج الإنسان إليه لمصلحة أو دفع مضرة فليوار وأما مع عدم الحاجة فلا ينبغي أن يواري لأنه إذا وارى وظهر الأمر على خلاف ما يظنه المخاطب نسب هذا المواري إلى الكذب وأساء الظن به لكن إذا دعت الحاجة فلا بأس ومن التورية المفيدة التي يحتاج إليها الإنسان: لو أن شخصاً ظالما يأخذ أموال الناس بغير حق وأودع إنسان عندك مالا قال هذا مالي عندك وديعة أخشى أن يطلع عليه هذا الظالم فيأخذه .
فجاء الظالم إليك وسألك هل عندك مال فلان فقلت والله ما عندي شيء .
المخاطب يظن أن هذا نفي وأن المعنى ما عندي له شيء لكن أنت تنوي بـ ما الذي أي الذي عندي له شيء فيكون هذا الكلام مثبتاً لا منفياً هذا من التورية المباحة بل المطلوبة إذا دعت الحاجة إليها .
وفي هذا الحديث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء أنس بن مالك بأخيه من أمه ابن أبي طلحة جاء به إلى النبي عليه الصلاة والسلام ومعه تمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ومضغ التمرات ثم جعلها في في الصبي أي أدخلها في فمه وحنكه أي أدخل أصبعه وداره في حنكه وذلك تبركاً بريق الرسول عليه الصلاة والسلام ليكون أول ما يصل إلى بطن هذا الصبي ريق الرسول عليه الصلاة والسلام وكان الصحابة يفعلون هذا إذا ولد لهم أولاد بنين وبنات وجاؤوا بهم إلى رسول الله وجاؤوا بالتمرات معهم من أجل أن يحنكه .
وهذا التحنيك هل هو لبركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم أو من أجل أن يصل التمر إلى معدة الصبي قبل كل شيء .
إن قلنا بالأول صار التحنيك من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يحنك أحد صبيا لأنه لا أحد يتبرك بريقه وعرقه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإن قلنا بالثاني إنه من أجل التمرات يكون هو أول ما يصل إلى معدة الصبي لأنه يكون لها بمنزلة الدباغ فإننا نقول كل مولود يحنك .
وفي هذا الحديث: آية من آيات الله عز وجل حيث دعا لهذا الصبي فبارك الله فيه وفي عقبه وكان له كما ذكرنا تسعة من الولد كلهم يقرؤون القرآن ببركة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام .
وفيه أنه يستحب التسمية بعبد الله فإن التسمية بهذا وبعبد الرحمن أفضل ما يكون قال النبي صلى الله عليه وسلم إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأما ما يروى أن خير الأسماء ما حمد وعبد فلا أصل له وليس حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث الصحيح أحب الأسماء إلى الله عبد الرحمن وعبد الله وأصدقها حارث وهمام لأنها مطابقة للواقع كل واحد من بني آدم فهو حارث يعمل وكل واحد من بني آدم فهو همام يهم وينوي ويقصد وله إرادة .
قال الله تعالى: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه كل إنسان يعمل، ولهذا ينبغي للإنسان أن يختار لأبنائه وبناته أحسن الأسماء لينال بذلك الأجر وليكون محسناً لأبنائه وبناته .
أما أن يأتي بأسماء غريبة على المجتمع فإن هذا قد يوجب مضايقات نفسية للأبناء والبنات في المستقبل ويكون كل هم ينال الولد من هذا الاسم فعليك إثمه ووباله لأنك أنت المتسبب لمضايقته بهذا الاسم الغريب الذي يشار إليه ويقال انظر إلى هذا الاسم انظر إلى هذا الاسم ولهذا ينبغي للإنسان أن يختار أحسن الأسماء .
ويحرم أن يسمي الإنسان أسماء من خصائص أسماء الكفار مثل جورج وما أشبه ذلك من الأسماء التي يتقلب بها الكفار لأن هذا من باب التشبه بهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم ويجب علينا نحن المسلمين أن نكره الكفار كرها عظيما وأن نعاديهم وأن نعلم أنهم أعداء لنا مهما تزينوا لنا وتقربوا لنا فهم أعداؤنا حقا وأعداء الله عز وجل وأعداء الملائكة وأعداء الأنبياء وأعداء الصالحين فهم أعداء ولو تلبسوا بالصداقة أو زعموا أنهم أصدقاء فإنهم والله هم الأعداء فيجب أن نعاديهم ولا نفرق بين الكفار الذين لهم شأن وقيمة في العالم أو الكفار الذين ليس لهم شأن .
حتى الخدم والخادمات يجب أن نكره في بلدنا خادم أو خادمة من غير المسلمين .
لا سيما وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم يقول أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ويقول لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ويقول في مرض موته في آخر حياته وهو يودع الأمة أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وبعض الناس الآن يخير بين عامل مسلم وعامل كافر فيختار الكافر نسأل الله العافية .
قلوب زائغة ضالة ليست إلى الحق مائلة .
يزين لهم الشيطان أعمالهم يقولون كذبا وزوراً وبهتاناً إن الكافر أخلص في عمله من المسلم أعوذ بالله .
يقولون إن الكافر لا يصلي بل يستغل وقته في العمل في وقت الصلاة، ولا يطلب الذهاب إلى العمرة أو الحج ولا يصوم هو دائماً في عمل .
ولا يهمهم هذا الشيء مع أن خالق الأرض والسماوات يقول { ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه } فيجب عليكم أيها الإخوة يا من استمعتم إلى قولنا هذا أن تناصحوا إخوانكم الذين اغتروا وزين لهم الشيطان جلب الكفار إلى بلادنا خدماً وعمالاً وما أشبه ذلك، يجب أن يعلموا أن في ذلك إعانة كبيرة للكفار على المسلمين .
لأن هؤلاء الكفار يؤدون ضرائب لحكوماتهم لتقويتها على المسلمين .
والشواهد على هذا كثيرة فالواجب علينا أن نتجنب الكفار بقدر ما نستطيع فلا نتسمى بأسمائهم ولا نوادهم ولا نحترمهم ولا نبدؤهم بالسلام ولا نفسح لهم الطريق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه أين نحن من هذه التعليمات أين نحن من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ؟ لماذا لا نحذر إذا كثر فينا الخبث من الهلاك ؟ استيقظ النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة محمراً وجهه فقال لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب إنذار وتحذير ويل للعرب حملة لواء الإسلام من شر قد اقترب - فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وقال بأصبعه والسبابة قالت زينب يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث الخبث العملي والخبث البشري .
إذا كثر الخبث في أعمالنا فنحن عرضة للهلاك، إذا كثر البشر النجس في بلادنا فنحن عرضة للهلاك والواقع شاهد بهذا نسأل الله أن يحمي بلادنا من أعدائنا الظاهرين والباطنين وأن يكبت المنافقين والكفار ويجعل كيدهم في نحورهم إنه جواد كريم .
قوله أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت ثم طلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم قال لا، فقالت فاحتسب عند الله ابنك .
يعني أن الأولاد عندنا عارية وهم ملك لله عز وجل متى شاء أخذهم فضربت له هذا المثل من أجل أن يقتنع، ويحتسب الأجر على الله سبحانه وتعالى .
وهذا يدل على ذكائها رضي الله عنها وعلى أنها امرأة عاقلة صابرة محتسبة وإلا فإن الأم كالأب ينالها من الحزن على ولدها مثل ما ينال الأب وربما تكون أشد لضعفها وعدم صبرها .
وفي هذا الحديث بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث إنه كان له تسعة من الولد كلهم يقرؤون القرآن .
وفيه: كرامة لأبي طلحة رضي الله عنه لأن أبا طلحة كان قد خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكانت معه أم سليم بعد أن حملت فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من السفر أتاها المخاض أي جاءها الطلق قبل أن يصلوا إلى المدينة وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يطرق أهله طروقاً أي لا يحب أن يدخل عليهم ليلاً دون أن يخبرهم بالقدوم فدعا أبو طلحة رضي الله عنه ربه وقال اللهم إنك تعلم أنني أحب أن لا يخرج النبي مخرجاً إلا وأنا معه وألا يرجع مرجعاً إلا وأنا معه وقد أصابني ما ترى - يناجي ربه سبحانه وتعالى - تقول أم سليم: فما وجدت الذي كنت وجدته من قبل يعني هان عليها الطلق ولا كأنها تطلق .
قالت أم سليم لزوجها أبي طلحة انطلق، فانطلق، ودخل المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما وصلوا إلى المدينة وضعت ففي هذا كرامة لأبي طلحة رضي الله عنه حيث خفف الله الطلق على امرأته بدعائه ثم لما وضعت قالت أم سليم لابنها أنس بن مالك وهو أخو هذا الحمل الذي ولد من أمه .
قالت احتمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي اذهب به كما هي عادة أهل المدينة إذا ولد لهم ولد يأتون به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم تمر فيأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم التمرة فيمضغها بفمه ثم يحنك بها الصبي لأن في ذلك فائدتين: الأولى بركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بريق النبي صلى الله عليه وسلم وبعرقه، حتى إنه من عادتهم أنه إذا كان في الصباح وصلوا الفجر أتوا بآنية فيها ماء، فغمس الرسول صلى الله عليه وسلم يديه في الماء، وعرك يديه في الماء، فيأتي الصبيان بهذا الماء، ثم ينطلقون به إلى أهليهم يتبركون بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة إذا توضأ النبي عليه الصلاة والسلام كادوا يقتتلون على وضوئه أي فضل الماء يتبركون به وكذلك من عرقه وشعره .
حتى كان عند أم سلمة - إحدى زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام وإحدى أمهات المؤمنين - عندها جلجل من فضة أي مثل الطابوق فيه شعرات من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم يستشفون بها أي يأتون بشعرتين أو ثلاث فيضعونها في الماء، ثم يحركونها من أجل أن يتبركوا بهذا الماء لكن هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام .
الفائدة الثانية: من التمر الذي كان يحنكه الصبيان أن التمر فيه خير وبركة وفيه فائدة للمعدة فإذا كان أول ما يصيب الطفل مما يصل إلى معدته من التمر كان ذلك خيراً للمعدة .
فحنكه الرسول عليه الصلاة والسلام ودعا له بالبركة .
والشاهد من هذا الحديث أن أم سليم قالت لأبي طلحة احتسب ابنك أي اصبر على ما أصابك من فقده واحتسب الأجر على الله والله الموفق .

45 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه .
و الصرعة بضم الصاد وفتح الراء وأصله عند العرب من يصرع الناس كثيراً

46 - وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم متفق عليه

الشَّرْحُ

هذان الحديثان اللذان ذكرهما المؤلف في الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيستشيط غضباً ويحتمي جسده وتنتفخ أوداجه ويحمر وجهه ويتكلم بكلام لا يعقله أحياناً ويتصرف تصرفاً لا يعقله أيضاً ولهذا جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أوصني قال لا تغضب قال أوصني قال لا تغضب قال أوصني قال لا تغضب .
وبين النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله أن الشديد ليس بالصرعة فقال ليس الشديد بالصرعة أي ليس القوي في الصرعة الذي يكثر صرع الناس فيطرحهم ويغلبهم .
هذا يقال عنه عند الناس إنه شديد وقوي ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس هذا هو الشديد حقيقة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب أي القوى الحقيقة هو الذي يصرع نفسه إذا صارعته وغضب ملكها وتحكم فيها لأن هذه هي القوة الحقيقية .
قوة داخلية معنوية يتغلب بها الإنسان على الشيطان لأن الشيطان هو الذي يلقي الجمرة في قلبك من أجل أن تغضب .
ففي هذا الحديث الحث على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب وأن لا يسترسل فيه لأنه يندم بعده كثيراً ما يغضب الإنسان فيطلق امرأته وربما تكون هذه الطلقة آخر تطليقة .
كثيراً ما يغضب الإنسان فيتلف ماله إما بالحرق أو بالتكسير، كثيرا ما يغضب على ابنه حتى يضربه وربما مات بضربه وكذلك يغضب على زوجته مثلاً فيضربها ضرباً مبرحاً وما أشبه ذلك من الأشياء الكثيرة التي تحدث للإنسان وقت الغضب ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان لأن الغضب يمنع القاضي من تصور المسألة ثم من تطبيق الحكم الشرعي عليها، فيهلك ويحكم بين الناس بغير الحق .
وكذلك ذكر المؤلف رحمه الله حديث لسليمان بن صرد رضي الله عنه في رجلين استبا عند الرسول صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما حتى انتفخت أوداجه واحمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله أي اعتصم به .
من الشيطان الرجيم لأن ما أصابه من الشيطان .
وعلى هذا فنقول المشروع للإنسان إذا غضب أن يحبس نفسه وأن يصبر وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يتوضأ فإن الوضوء يطفئ الغضب .
وإن كان قائماً فليقعد وإن كان قاعداً فليضطجع وإن خاف خرج من المكان الذي هو فيه حتى لا ينفذ غضبه فيندم بعد ذلك والله الموفق .

47 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

48 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب رواه البخاري .
49 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث في باب الصبر تدل على فضيلة الصبر .
أما الحديث الأول: حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة الحديث .
الغيظ هو الغضب الشديد، والإنسان الغاضب هو الذي يتصور نفسه أنه قادر على أن ينفذ لأن من لا يستطيع لا يغضب لكنه يحزن ولهذا يوصف الله بالغضب ولا يوصف بالحزن لأن الحزن نقص والغضب في محله كمال فإذا اغتاظ الإنسان من شخص وهو قادر على أن يفتك به ولكنه ترك ذلك ابتغاء وجه الله وصبر على ما حصل له من أسباب الغيظ فله هذا الثواب العظيم أنه يدعى على رؤوس الخلائق يوم القيامة ويخير من أي الحور شاء .
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله أوصني قال لا تغضب فردد مراراً فقال لا تغضب فقد سبق الكلام عليه .
والحديث الثالث دليل على أن الإنسان إذا صبر واحتسب الأجر عند الله كفر الله عنه سيئاته إذا أصيب الإنسان ببلاء في نفسه أو ولده أو ماله ثم صبر على ذلك فإن الله سبحانه وتعالى لا يزال يبتليه بهذا حتى لا يكون عليه خطيئة .
ففيه دليل على أن المصائب في النفس والولد والمال تكون كفارة للإنسان حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ولكن هذا إذا صبر .
أما إذا تسخط فإن من تسخط فله السخط والله الموفق .

50 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه وكان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه فاستأذن فأذن له عمر فلما دخل قال هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به فقال له الحر يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها، وكان وقافاً عند كتاب الله تعالى رواه البخاري .

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف في سياق ذكر أحاديث الصبر حديث ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين الخليفة الثاني وأبو بكر هو الأول .
وكان قد اشتهر بالعدل بين الرعية وبالتواضع بالحق حتى أن المرأة ربما تذكرة بالآية في كتاب الله فيقف عندها ولا يتجاوزها فقد قدم عليه عيينة بن حصن وكان من كبار قومه فقال له هي يا ابن الخطاب هذه كلمة استنكار وتلون وقال له إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل .
انظر إلى هذا الرجل يتكلم على هذا الخليفة المشهور بالعدل بهذا الكلام مع أن عمر كما قال ابن عباس رضي الله عنه كان جلساؤه القراء القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم جلساؤه سواء كانوا شيوخاً أو كهولا أو شباناً يشاورهم ويدنيهم وهكذا ينبغي لكل أمير أو خليفة أن يكون جلساؤه الصالحين، لأنه إن قيض له جلساء غير صالحين هلك وأهلك الأمة .
وإن يسر الله له جلساء صالحين نفع الله به الأمة، فالواجب على ولي الأمر أن يختار من الجلساء أهل العلم والإيمان وكان الصحابة رضي الله عنهم القراء منهم هم أهل العلم، لأنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل .
لما قال هذا الرجل الكلام لعمر، غضب رضي الله عنه غضباً حتى كاد أن يهم به أي يضربه أو يبطش به .
ولكن ابن أخي عيينة بن حصن الحر بن قيس قال له يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإن هذا من الجاهلين فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها لأنه وقافاً عند كتاب الله رضي الله عنه وأرضاه فوقف ما ضرب الرجل وما بطش به لأجل الآية التي تليت عليه .
وانظر إلى أدب الصحابة رضي الله عنهم عند كتاب الله لا يتجاوزون .
إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا مهما كان .
فقوله تعالي: { خذ العفو } أي خذ ما عفا الناس وما تيسر ولا تطلب حقك كله لأنه لا يحصل لك .
وقوله { وأمر بالعرف } أي أمر بما عرفه الشرع وعرفه الناس، ولا تأمر بمنكر، ولا بغير العرف لأن الأمور ثلاثة أقسام: 1 - منكر يجب النهي عنه .
2 - وعرف يؤمر به .
3 - وما ليس بهذا ولا بهذا فإنه يسكت عنه .
ولكن على سبيل النصيحة لا يقول قولاً إلا فيه الخير لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وأما قوله: { وأعرض عن الجاهلين } فالمعنى أن من جهل عليك وتطاول عليك فأعرض عنه، لا سيما إذا كان إعراضك ليس ذلاً وخنوعاً .
مثل عمر بن الخطاب: إعراضه ليس ذلاً وخنوعاً فهو قادر على أن يبطش بالرجل لكن امتثل هذا الأمر وأعرض عن الجاهلين .
الجهل له معنيان: أحدهما عدم العلم بالشيء والثاني السفه والتطاول ومنه قول الشاعر الجاهلي .
ألا لا يجهلن أحد علينا ...
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
أي لا يسفه علينا أحد ويتطاول علينا فنكون أشد منه لكن هذا شعر جاهلي أما الأدب الإسلامي فإن الله يقول { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } سبحان الله إنسان بينك وبينه عداوة أساء إليك ادفع بالتي هي أحسن فإذا دفعت بالتي هي أحسن فوراً يأتيك الثواب والجزاء وقوله { ولي حميم } أي قريب صديق في غاية ما يكون من الصداقة والقرب الذي يقوله من .
هو الله عز وجل مقلب القلوب، ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يصرفه كيف يشاء .
فهذا الذي كان عدواً لك ودافعته بالتي هي أحسن فإنه ينقلب بدل العداوة صداقة فالحاصل أن هذه الآية الكريمة { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } تليت على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف ولم يبطش بالرجل ولم يأخذه على جهله .
فينبغي لنا إذا حصلت هذه الأمور كالغضب والغيظ أن نتذكر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل أن نسير على هديه، من أجل أن لا نضل فإن من تمسك بهدى الله فإن الله يقول { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } والله الموفق .

51 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون بعدي إثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم متفق عليه والأثرة الانفراد بالشيء عمن له فيه حق

52 - وعن أبي يحيى أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا فقال إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض متفق عليه .
وأسيد بضم الهمزة وحضير بحاء مهملة مضمومة وضاد معجمة مفتوحة والله أعلم .

الشَّرْحُ

هذان الحديثان حديث ابن مسعود: وحديث أسيد بن حضير ذكرهما المؤلف في باب الصبر لأنهما يدلان على ذلك .
أما حديث عبد الله بن مسعود فأخبر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون بعدي أثرة والأثرة يعني الاستئثار عمن له فيه حق .
يريد بذلك أنه يستولي على المسلمين ولاة يستأثرون بأموال المسلمين يصرفونها كما شاءوا ويمنعون المسلمين حقهم فيها .
وهذه أثرة وظلم من الولاة أن يستأثروا بالأموال التي للمسلمين فيها الحق ويستأثروا بها لأنفسهم عن المسلمين ولكن قالوا ما تأمرنا ؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم يعني لا يمنعكم استئثارهم بالمال عليكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم .
بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا ولا تنازعوهم الأمر الذي أعطاهم الله وتسألون الله الذي لكم أي اسألوا الحق الذي لكم من الله .
أي اسألوا الله أن يهديهم حتى يؤدوكم الحق الذي عليهم لكم وهذا من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام علم أن النفوس شحيحة وأنها لن تصبر على من يستأثر عليهم بحقوقهم ولكنه عليه الصلاة والسلام أرشد إلى أمر قد يكون فيه الخير .
وذلك بأن نؤدي ما يجب علينا نحوهم من السمع والطاعة وعدم منازعة الأمر وغير ذلك وندعو الله لهم بأن يعطونا حقنا كان في هذا خير من جهتين .
وفيه دليل على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بأمر وقع فإن الخلفاء والأمراء منذ عهد بعيد كانوا يستأثرون بالمال فنجدهم يأكلون إسرافاً ويشربون إسرافاً ويلبسون إسرافاً ويسكنون إسرافاً ويركبون إسرافاً .
وقد استأثروا بمال الناس لمصالح أنفسهم الخاصة .
ولكن هذا لا يعني أن ننزع يداً من طاعة أو أن ننابذهم بل نسأل الله الذي لنا ونقوم بالحق الذي علينا .
وفيه استعمال الحكمة في الأمور التي قد تقتضي الإثارة فإنه لا شك أن استئثار الولاة بالمال دون الرعية يوجب أن تثور الرعية وتطالب بحقها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بالصبر على هذا وأن نقوم بما يجب وأن نسأل الله الذي لنا .
وحديث أسيد بن حضير مثل حديث عبد الله بن مسعود أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إنها ستكون امرأة ولكنه قال اصبروا حتى تلقوني على الحوض يعني أنكم إذا صبرتم فإن جزاء الله لكم على صبركم أن يسقيكم من حوضه حوض النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا جميعاً ممن يرده ويشرب منه .
هذا الحوض الذي يكون في يوم القيامة في مكان وزمان أحوج ما يكون الناس إليه لأنه في ذلك المكان والزمان في يوم الآخرة يحصل على الناس من الهم والغم والكرب والعرق والحر ما يجعلهم في أشد الضرورة إلى الماء، فيردون حوض الرسول صلى الله عليه وسلم حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر يصب عليه ميزابان من الكوثر وهو نهر في الجنة أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم .
فيصبان عليه ماء أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك وفيه أواني كنجوم السماء في اللمعان والحسن والكثرة من شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبداً اللهم اجعلنا ممن يشرب منه .
فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن يصبروا على ما سيرونه من الأثرة فإن صبرهم على ظلم الولاة من أسباب الورود على الحوض والشرب منه .
إذا في هذين الحديثين حث على الصبر على استئثار ولاة الأمور في حقوق الرعية ولكن يجب أن نعلم أن الناس كما يكونون يولى عليهم .
إذا أساءوا فيما بينهم وبين الله فإن الله يسلط عليهم ولاتهم كما قال تعالى وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون فإذا صلحت الرعية يسر الله لهم ولاة صالحين وإذا كانوا بالعكس كان الأمر بالعكس ويذكر أن رجلاً من الخوارج جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال له يا علي ما بال الناس انتقدوا عليك ولم ينتقدوا على أبي بكر وعمر ؟ فقال له إن رجال أبي بكر وعمر كنت أنا وأمثالي أما رجالي فكنت أنت وأمثالك .
معناه إنك أنت ما فيك خير فصار سببا في تسلط الناس وتفرقهم على علي بن أبي طالب وخروجهم عليه حتى قتلوه رضي الله عنه .
ويذكر أن أحد ملوك بني أمية سمع مقالة الناس فيه فجمع أشراف الناس ووجهاءهم وكلمهم وأظنه عبد الملك بن مروان وقال لهم أيها الناس أتريدون أن نكون لكم مثل أبي بكر وعمر ؟ قالوا نعم قال إذا كنتم تريدون ذلك فكونوا لنا مثل رجال أبي بكر وعمر فالله سبحانه وتعالى حكيم يولي على الناس من يكون بحسب أعمالهم إن أساؤوا يساء إليهم وإن أحسنوا أحسن إليهم .
ولكن مع ذلك لا شك أن صلاح الراعي هو الأصل وأنه إذا أصلح الراعي صلحت الرعية لأنه لا سلطة يستطيع أن يعدل من مال وأن يؤدب من عال وجار والله الموفق .
53

- وعن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض غزواته فانتظر حتى زالت الشمس، وذلك من أجل أن تقبل البرودة ويكثر الظل وينشط الناس، ـ فانتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم خطيباً وكان صلى الله عليه وسلم يخطب الناس خطبا دائمة ثابتة كخطبة يوم الجمعة .
وخطباً عارضة إذا دعت الحاجة إليها قام فخطب عليه الصلاة والسلام وهذه كثيرة جداً فقال في جملة ما قال لا تتمنوا لقاء العدو أي لا ينبغي للإنسان أن يتمنى لقاء العدو ويقول اللهم ألقني عدوي واسألوا الله العافية قل اللهم عافني فإذا لقيتموهم وابتليتم بذلك فاصبروا هذا هو الشاهد من الحديث أي اصبروا على مقاتلتهم واستعينوا بالله عز وجل وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا .
واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف نسأل الله من فضله .
فالجنة تحت ظلال السيوف التي يحملها المجاهد في سبيل الله وإن المجاهد في سبيل الله إذا قتل صار من أهل الجنة كما في قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين والشهيد إذا قتل في سبيل الله فإنه لا يحس بالطعنة أو بالضربة كأنها ليست بشيء ما يحس إلا أن روحه تخرج من الدنيا إلى نعيم دائم أبداً .
ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف وكان من الصحابة رضي الله عنهم أنس بن النضر قال إني لأجد ريح الجنة دون أحد انظر كيف فتح الله مشامه حتى شم ريح الجنة دون أحد فقتل شهيداً رضي الله عنه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف .
ثم قال عليه الصلاة والسلام اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وهذا دعاء ينبغي للمجاهد أن يدعو به إذا لقي العدو فهنا توسل الرسول عليه الصلاة والسلام بالآيات الشرعية والآيات الكونية توسل بإنزال الكتاب وهو القرآن الكريم أو يشمل كل كتاب ويكون المراد به الجنس أي منزل الكتب على محمد وعلى غيره .
ومجري السحاب هذه آية كونية فالسحاب المسخر بين السماء والأرض لا يجريه إلا الله عز وجل لو اجتمعت الأمم كلها بآلاتها ومعداتها على أن تجري هذا السحاب أو أن تصرف وجهه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً وإنما يجزيه من إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون .
وهازم الأحزاب فإن الله عز وجل وحده هو الذي يهزم الأحزاب ومنه أن الله هزم الأحزاب في غزوة الأحزاب والتي قد تجمع فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل حول المدينة ليقاتلوا الرسول عليه الصلاة والسلام .
ولكن الله تعالى هزمهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً فأرسل عليهم ريحاً وجنوداً زلزلت بهم وكفأت قدورهم وأسقطت خيامهم وصار لا يستقر لهم قرار ريح شديد باردة شرقية حتى ما بقوا وانصرفوا .
قال الله عز وجل { ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال } فالله عز وجل هو هازم الأحزاب، ليست قوة الإنسان التي هزم بل القوة سبب قد تنفع وقد لا تنفع .
ونحن مأمورون بفعل السبب المباح لكن هازم الأحزاب حقيقة هو الله عز وجل ففي هذا الحديث عدة فوائد: منها: أن لا يتمنى الإنسان لقاء العدو، وهذا غير تمني الشهادة تمني الشهادة جائز ولا منهي عنه بل قد يكون مأموراً به أما تمني لقاء العدو فلا تتمنه لأنه نهي عن ذلك .
منها أن يسأل الإنسان الله العافية والسلامة لا يعدلها شيء فلا تتمن الحروب ولا المقاتلة واسأل الله العافية والنصر لدينه ولكن إذا لقيت العدو فاصبر .
ومنها أن الإنسان إذا لقي العدو فإن الواجب عليه أن يصبر قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } ومنها أنه ينبغي لأمير الجيش أو السرية أن يرفق بهم وأن لا يبدأ القتال إلا في الوقت المناسب سواء كان مناسباً من الناحية اليومية أو من الناحية الفصلية فمثلاً في أيام الصيف لا ينبغي أن يتحرى القتال فيه لأن فيه مشقة .
وفي أيام البرد الشديد لا يتحر ذلك أيضاً، لأن في ذلك مشقة لكن إذا أمكن أن يكون بين بين بأن يكون في الخريف فهذا أحسن ما يكون .
ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ومنها الدعاء على الأعداء بالهزيمة لأنهم أعداؤك وأعداء الله فإن الكافر ليس عدوا لك وحدك بل هو عدو لك ولربك ولأنبيائه ولملائكته ولرسله ولكل مؤمن والله الموفق .

باب الصدق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
من 43 إلى باب الصدق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الصدق The truthfulness رياض الصالحين مترجما للإنجليزية باب الصدق
»  الصدق The truthfulness رياض الصالحين مترجما للإنجليزية باب الصدق
» وقلنا: إن الافتراء كذب، الإنسان قد يكذب على مقتضى علمه، إنما الواقع خلاف ما يعلم، لذلك عرَّف العلماء الصدق والكذب فقالوا: الصدق أنْ يطابق الكلامُ الواقعَ، والكذب أن يخالف الكلامُ الواقعَ،
» عرَّف العلماء الصدق والكذب فقالوا: الصدق أنْ يطابق الكلامُ الواقعَ، والكذب أن يخالف الكلامُ الواقعَ،
»  4- باب الصدق‏.‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: