منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى / من 55 – إلى باب المراقبة / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى / من 55 – إلى باب المراقبة / تابع ---   آداب عامة    وأخرى / من 55   – إلى باب المراقبة / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 7:34 am


55 - الثاني عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة رواه الترمذي وقال حديث صحيح قوله يريبك هو بفتح الياء وضمها ومعناه اترك ما تشك في حله واعدل إلى ما لا تشك فيه .

الشَّرْحُ

قوله دع أي اترك ما يريبك بفتح الياء أي تشك فيه ولا تطمئن إليه إلى ما لا يريبك أي إلى الشيء الذي لا ريب فيه .
وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية وهو حديث جامع مهم وهو باب عظيم من أبواب الورع والاحتياط .
وقد سلك أهل العلم رحمهم الله في أبواب الفقه هذا المسلك وهو الأخذ بجانب الاحتياط وذكروا لذلك أشياء كثيرة .
منها إنسان أصاب ثوبه نجاسة ولا يدري هل هي في مقدم الثوب أو في مؤخره إن غسل المقدم صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مؤخر الثوب وإن غسل المؤخر صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مقدم الثوب فما هو الاحتياط ؟ ومنها لو شك الإنسان في صلاته هل صلى ركعتين أو ثلاث ركعات ولم يترجح عنده شيء فهنا إن أخذ بركعتين صار عنده ريبة فلعله نقص وإن أخذ بالثلاث صار عنده ريبة فلعله لم ينقص لكن يبقى قلقا فهنا يعمل بما لا ريبة فيه فيعمل بالأقل فإذا شك هل هي ثلاث أو أربع فليجعلها ثلاثاً وهكذا .
فهذا الحديث أصل من أصول الفقه أن الشيء الذي تشك فيه اتركه إلى شيء لا شك فيه ثم إن فيه تربية نفسية وهي أن الإنسان يكون في طمأنينة ليس في قلق لأن كثيراً من الناس إذا أخذ ما يشك فيه يكون عنده قلق إذا كان حي القلب فإذا قطع الشك باليقين زال عنه ذلك .
قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن الصدق طمأنينة وهذا وجه الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب فالصدق طمأنينة لا يندم صاحبه أبداً ولا يقول ليتني وليت لأن الصدق منجاة والصادقون ينجيهم الله بصدقهم وتجد الصادق دائماً مطمئناً لأنه لا يتأسف على شيء حصل أو يحصل في المستقبل لأنه قد صدق ومن صدق نجا .
أما الكذب فبين النبي عليه الصلاة والسلام أنه ريبة ولهذا تجد أول من يرتاب في الكاذب نفسه فيرتاب هل يصدقه الناس أو لا يصدقونه .
ولهذا تجد الكاذب إذا أخبرك بالخبر قام يحلف بالله صدق لئلا يرتاب في خبره مع أنه محل ريبة .
تجد المنافقين مثلا يحلفون بالله ما قالوا ولكنهم في ريبة قال الله ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا فالكذب لا شك أنه ريبة وقلق للإنسان ويرتاب الإنسان هل علم الناس بكذبه أم لم يعلموا فلا يزال في شك واضطراب .
إذا نأخذ من هذا الحديث أنه يجب على الإنسان أن يدع الكذب إلى الصدق لأن الكذب ريبة والصدق طمأنينة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام دع ما يريبك إلى ما لا يريبك والله الموفق .

56 - الثالث: عن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل قال هرقل فماذا يأمركم يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان قلت يقول اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة .
متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف - رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي سفيان بن حرب، وكان أبو سفيان مشركاً لم يسلم إلا متأخرا وفيما بين صلح الحديبية وفتح مكة وصلح الحديبية كان في السنة السادسة من الهجرة وفتح مكة كان في السنة الثامنة من الهجرة .
قدم أبو سفيان ومعه جماعة من قريش إلى هرقل في الشام وهرقل كان ملك النصارى في ذلك الوقت وكان قد قرأ في التوراة والإنجيل وعرف الكتب السابقة وكان ملكاً ذكيا فلما سمع بهم أي بأبي سفيان ومن معه وهم قادمون من الحجاز دعا بهم وجعل يسألهم عن حال النبي صلى الله عليه وسلم وعن نسبه وعن أصحابه وعن توقيرهم له عن وفائه صلى الله عليه وسلم وكلما ذكر شيئاً أخبروه عرف أنه النبي أخبرت به الكتب السابقة، ولكنه والعياذ بالله شح بملكه فلم يسلم للحكمة التي أرادها الله عز وجل .
لكن سأل أبا سفيان عما كان يأمرهم به صلى الله عليه وسلم فأخبر بأنه يأمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً فلا يعبدوا غير الله لا ملكاً ولا رسوله ولا شجراً ولا حجراً، ولا شمساً ولا قمراً ولا غير ذلك فالعبادة لله وحده وهذا الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاءت به الرسل كلهم قال الله وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقال الله تعالى { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } أي اعبدوا الله واجتنبوا الشرك .
هذه دعوة الرسل فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بما جاءت به الأنبياء من قبله .
ويقول اتركوا ما كان عليه آباؤكم انظر كيف الصدق بالحق كل ما كان عليه آباؤهم من عبادة الأصنام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتركه وأما ما كان عليه آباؤهم من الأخلاق الفاضلة فإنه لم يأمرهم بتركه كما قال الله تعالى { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أمته الذين باشر دعوتهم أن يدعو ما كان عليه آباؤهم من الإشراك بالله .
وقوله وكان يأمرنا بالصلاة الصلاة صلة بين العبد وبين ربه وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وبها يتميز المؤمن من الكافر فهي العهد التي بيننا وبين المشركين والكافرين كما قال النبي عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أي كفر كفراً مخرجاً عن الملة .
لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فهذا حد فاصل بين المؤمنين وبين الكافرين .
ولقد أبعد النجعة من قال من العلماء أن المراد بالكفر هنا الكفر الأصغر كالذي في قوله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهما كفر لأنه من تدبر الحديث علم أن هذا تأويل خاطئ وأن الصواب المتعين أن المراد بالكفر هنا الكفر الأكبر المخرج عن الملة لأن الفاصل بين الإيمان والكفر لابد أن يميز أحدهما الآخر وإلا لما صح أن يكون فاصلاً .
الحدود التي بين أرضين إحداهما لزيد والأخرى لعمرو فإن هذه الحدود فاصلة لا تدخل أرض أحدهما في الأخرى وكذلك الصلاة حد فاصل من كان خارجا منها فليس داخلا فيما وراءها .
إذا الصلاة بين سائر الأعمال إذا تركها الإنسان فهو كافر لو ترك الإنسان صيام رمضان وصار يأكل ويشرب بالنهار ولا يبالي لم نقل إنه كافر .
لكن لو ترك الصلاة قلنا إنه كافر ولو ترك الزكاة وصار لا يزكي لم نقل إنه كافر لكن لو ترك الصلاة قلنا إنه كافر ولو لم يحج مع قدرته على الحج لم نقل إنه كافر لكن لو ترك الصلاة قلنا إنه كافر .
قال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من المشهورين من التابعين كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة .
إذا الصلاة التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر بها إذا تركها الإنسان فهو كما لو ترك التوحيد أي يكون كافراً مشركاً والعياذ بالله وإلى هذا يشير حديث جابر الذي رواه مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقوله وكان يأمرنا بالصدق وهذا هو الشاهد من الحديث وهذا كقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } والصدق قسمان صدق مع الله وصدق مع عباد الله وضد الصدق الكذب وهو الإخبار بخلاف الواقع وهو من أخلاق المنافقين كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام آية المنافق ثلاث وذكر منها إذا حدث كذب وبعض الناس والعياذ بالله مبتلي بهذا المرض فلا يستأنس صدره إلا بالكذب .
إن حدثك بحديث إذا هو كاذب إن جلس في مجلس جعل يفتعل الأفاعيل ليضحك بها الناس .
وقوله العفاف أي العفة والعفة نوعان عفة عن شهوة الفرج وعفة عن شهوة البطن أما العفة الأولى فهي أن يبتعد الإنسان عما حرم عليه من الزنا ووسائله وذرائعه لأن الله عز وجل يقول { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً } .
وأوجب على الزاني أن يجلد مائة جلدة ويطرد عن البلد سنة كاملة إن كان لم يتزوج من قبل أما إذا كان قد تزوج وجامع زوجته وزنى بعد ذلك فإنه يرجم رجماً بالحجارة حتى يموت كل هذا ردعا للناس عن أن يقعوا في هذه الفاحشة لأنها تفسد الأخلاق والأديان والأنساب وتوجد أمراضاً عظيمة ظهرت آثارها في هذا الزمن لما كثرت فاحشة الزنى والعياذ بالله .
ومنع الله كل ما يوصل إليه ويكون ذريعة له فمنع المرأة أن تخرج متبرجة فقال { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } فأفضل مكان للمرأة أن تبقى في بيتها ولا تخرج إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك فلتخرج كما أخبرها الرسول عليه الصلاة والسلام تفلة أي غير متطيبة ولا متبرجة .
كذلك أمر باحتجاب المرأة إذا خرجت عن كل ليس من محارمها والحجاب الشرعي هو أن تغطي المرأة جميع ما يكون النظر إليه ذريعة إلى الفاحشة وأهمه الوجه فإن الوجه يجب حجبه عن الرجال الأجانب أكثر مما يجب حجب الرأس وحجب الذراع وحجب القدم ولا عبرة بقول من يقول إنه يجوز كشف الوجه لأن قوله هذا فيه شيء من التناقض .
كيف يجوز للمرأة أن تكشف وجهها ويجب عليها عند هذا القائل أن تستر قدميها أيهما أعظم فتنة وأيهما أقرب إلى الزنى أن تكشف المرأة وجهها أو قدميها ؟ كل إنسان عاقل يفهم ما يقول إن الأقرب إلى الزنى والفتنة أن تكشف عن وجهها .
نسأل الله العافية ولا يجوز لأحد أن يمكن أهله من ذلك أبداً وعليه أن يتفقدهم سواء كانت الزوجة أو البنت أو الأخت أو الأم أو غير ذلك .
أما النوع الثاني من العفاف فهو العفاف عن شهوة البطن أي عن ما في أيدي الناس كما قال الله تعالى { يحسبهم الجاهل أغنياء عن التعفف } أي من التعفف عن سؤال الناس بحيث لا يسأل الإنسان أحداً شيئاً لأن السؤال مذلة والسائل يده دنيا سفلى والمعطي يده عليا فلا يجوز أن تسأل أحداً أي إلا ما لابد منه كما لو كان الإنسان مضطراً أو محتاجاً حاجة شبه ضرورية فحينئذ لا بأس أن يسأل .
أما بدون حاجة ملحة أو ضرورة فإن السؤال محرم، وقد وردت أحاديث في التحذير منه أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن السائل يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم قد ظهر منه العظم أمام الناس في هذا المقام العظيم المشهود .
ثم إن الصحابة رضي الله عنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا يسألوا الناس شيئاً حتى يكون سوط أحدهم يسقط من على راحلته ولا يقول لأحد ناولني السوط بل ينزل ويأخذ السوط .
والإنسان الذي أكرمه الله بالغنى والتعفف لا يعرف قدر السؤال إلا إذا ذل أمام المخلوق كيف تمد يدك إلى مخلوق وتقول له أعطني وأنت مثله وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وقوله الصلة هذا هو الخامس .
والصلة أن تصل ما أمر الله به أن يوصل من الأقارب الأدنى فالأدنى وأعلاهم الوالدان فإن صلة الوالدين بر وصلة والأقارب لهم من الصلة بقدر ما لهم من القرب فأخوك أوكد صلة من عمك وعمك أشد صلة من عم أبيك وعلى هذا فقس .
والصلة جاءت في الكتاب والسنة وغير مقيدة وكل ما جاء في الكتاب والسنة غير مقيد فإنه يحمل على العرف فما جرى العرف على أنه صلة فهو صلة .
وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان والأماكن مثلاً إذا كان قريبك مستغنياً عنك وصحيح البدن وتسمع عنه أنه لا يحتاج إلى شيء فهذا صلته لو تحددت بشهر أو شهر ونصف وما أشبه ذلك فإن هذه صلة بعرفنا .
وذلك لأن الناس والحمد لله قد استغنى بعضهم عن بعض وكل واحد منهم لا يشره على الآخر لكن لو كان هذا الرجل قريبا جداً كالأب والأم والأخ والعم فإنه يحتاج إلى صلة أكثر وكذلك لو كان فقيراً فإنه يحتاج إلى صلة أكثر وكذلك لو مرض فإنه يحتاج إلى صلة أكثر وهكذا .
المهم أن الصلة عندما جاءت في القرآن غير مقيدة فإنه يتبع في ذلك العرف ويختلف هذا باختلاف الأمور التي ذكرنا .
وقد وردت النصوص الكثيرة في الترغيب في وصلها والترهيب من قطعها .

57 - الرابع: عن أبي ثابت وقيل أبي سعيد وقيل أبي الوليد سهل بن حنيف وهو بدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه منازل الشهداء وإن مات على فراشه رواه مسلم

الشَّرْحُ

هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في باب الصدق والشاهد منه قوله من سأل الله تعالى الشهادة بصدق والشهادة مرتبة عليا بعد الصديقية كما قال الله سبحانه ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين منها الشهادة بأحكام الله عز وجل على عباد الله وهذه شهادة العلماء التي قال الله فيها { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } والشهادة أنواع كثيرة .
وقد ذهب كثير من العلماء في تفسير قوله { والشهداء } إلى أنهم العلماء ولا شك أن العلماء شهداء، فيشهدون بأن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ويشهدون على الأمة بأنها بلغت شريعة الله ويشهدون في أحكام الله هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا مستحب وهذا مكروه ولا يعرف هذا إلا أهل العلم لذلك كانوا شهداء ومن الشهداء أيضاً من يصاب بالطعن والبطن والحرق والغرق وما أشبههم .
ومن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله .
ومن الشهداء الذين يقتلون دون أموالهم ودون أنفسهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأله رجل وقال أرأيت يا رسول إن جاءني شخص يطلب مالي أي عنوة - قال لا تعطه قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله قال أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في النار - لأنه معتد ظالم - قال أرأيت إن قتلني قال إن قتلك فأنت شهيد وقال الرسول عليه الصلاة والسلام من قتل دون ماله وأهل فهو شهيد ومن الشهداء أيضاً من قتلوا ظلماً كأن يعتدي عليه إنسان فيقتله غلية ظلماً فهذا أيضاً شهيد .
ولكن أعلى الشهداء هم الذين يقتلون في سبيل الله كما قال الله تعالى { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } وهؤلاء هم الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا فما قاتلوا لحظوظ أنفسهم، وما قاتلوا لأموالهم وإنما قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا كما قال ذلك النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذا ميزان عدل وضعه النبي صلى الله عليه وسلم يزن الإنسان به عمله .
فمن قاتل لهذه الكلمة فهو في سبيل الله إن قتلت فأنت شهيد وإن غنمت فأنت سعيد كما قال الله سبحانه { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } إما الشهادة وإما الظفر والنصر { نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا } أي إما أن الله يعذبكم ويقينا شركم كما فعل الله تعالى بالأحزاب الذين تجمعوا على المدينة يريدون قتال الرسول عليه الصلاة والسلام فأرسل الله عليهم ريحاً وجنوداً وألقى في قلوبهم الرعب .
وقوله { أو بأيدينا } كما حصل في بدر، فإن الله عذب المشركين بأيدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فإذا سأل الإنسان ربه قال اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات على فراشه .
بقي علينا الذي يقاتل دفاعاً عن بلده هل هو في سبيل الله أو لا ؟ نقول إن كنت تقاتل عن بلدك لأنها بلد إسلامي فتريد أن تحميها من أجل أنها بلد إسلامي فهذا في سبيل الله لأنك قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا .
أما إذا قاتلت لأجل أنها وطن فقط فهذا فقط ليس في سبيل الله لأن الميزان الذي وضعه النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطبق عليه وقد تقدم الكلام على هذه المسألة والله الموفق

58 - الخامس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما بين بها ولا أحد بنى بيوتاً لم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم غلولاً فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك فلزمت يد رجلين أو ثلاثة يده فقال فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعها فجاءت النار فأكلتها فلم تحل الغنائم لأحد قبلنا ثم أحل الله لنا الغنائم لما رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا متفق عليه .
الخلفات بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام جمع خلفة وهي الناقة الحامل

الشَّرْحُ

هذا الحديث الذي نقله المؤلف فيه آيات عظيمة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حدث عن نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه غزا قوما أمر بجهادهم لكنه عليه والسلام منع كل إنسان عقد على امرأة ولم يدخل بها وكل إنسان بنى بيتاً ولم يرفع سقفه وكل إنسان اشترى غنما خلفات وهو ينتظر أولادها وذلك هؤلاء يكونون شغولين بما أهمهم الذي رفع بيتا ولم يرفع سقفه هو أيضاً بهذا البيت الذي يريد أن يسكنه هو وأهله وكذلك صاحب الخلفات والغنم مشغول بها ينتظر أولادها .
والجهاد ينبغي أن يكون الإنسان فيه متفرغاً ليس له هم إلا الجهاد ولهذا قال الله سبحانه فإذا فرغت فانصب أي إذا فرغت من شئون الدنيا بحيث لا تشتغل بها فانصب للعبادة .
وقال النبي عليه الصلاة والسلام لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان فدل على أنه ينبغي للإنسان إذا أراد طاعة أن يفرغ قلبه وبدنه لها حتى يأتيها وهو مشتاق إليها وحتى يؤديها على مهل وطمأنينة وإنشراح صدر .
ثم إنه غزا فنزل بالقوم بعد صلاة العصر وقد أقبل الليل وخاف إن أظلم الليل أن لا يكون هناك انتصار فجعل يخاطب الشمس يقول أنت مأمورة وأنا مأمور لكن أمر الشمس أمر كوني وأما أمره فأمر شرعي .
فهو مأمور بالجهاد والشمس مأمورة أن تسير حيث أمرها الله عز وجل قال الله { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } منذ خلقها الله عز وجل وهي سائرة حيث أمرت لا تتقدم ولا تتأخر ولا ترتفع .
قال اللهم فاحبسها عنا فحبس الله الشمس ولم تغب في وقتها حتى غزا هذا النبي وغنم غنائم كثيرة ولما غنم الغنائم وكانت الغنائم في الأمم السابقة لا تحل للغزاة بل حل الغنائم من خصائص هذه الأمة ولله الحمد .
أما الأمم السابقة فكانوا يجمعون الغنائم فتنزل عليها نار من السماء فتحرقها فجمعت الغنائم فلم تنزل النار وتأكلها فقال فيكم الغلول .
ثم أمر من كل قبيلة أن يتقدم واحد يبايعه على أنه لا غلول فلما بايعوه على أنه لا غلول لزقت يد أحد منهم بيد النبي عليه الصلاة والسلام فلما لزقت قال فيكم الغلول أي القبيلة هذه ثم أمر بأن يبايعه كل واحد على حدة من هذه القبيلة، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة منهم فقال فيكم الغلول فجاءوا به .
والغلول هو السرقة من الغنيمة بأن تخفى شيئاً منها فإذا هم قد أخفوا مثل رأس الثور من الذهب فلما جيء به ووضع مع الغنائم أكلتها النار وهذه من آيات الله عز وجل .
ففي هذا الحديث دليل على فوائد عديدة .
منها أن الجهاد مشروع في الأمم السابقة كما هو مشروع في هذه الأمة وقد دل على هذا كتاب الله في قوله { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا } وكذلك قصة طالوت وجالوت وداود عليه الصلاة والسلام في سورة البقرة وفيها دليل على عظمة الله عز وجل وأنه هو مدبر الكون وأنه سبحانه وتعالى يجري الأمور على غير طبائعها إما بتأييد الرسول وإما بدفع شر عنه وإلا لمصلحة في الإسلام .
المهم أن آيات الأنبياء فيها تأييد لهم بأي وجه كانت وذلك لأن الشمس حسب طبيعتها التي خلقها الله عليها تجري دائماً ولا تقف ولا تتقدم ولا تتأخر إلا بأمر الله لكن الله هنا أمرها أن تنجس فطال وقت ما بين صلاة العصر إلى المغرب حتى فتح الله على يد النبي .
وفيها رد على أهل الطبيعة الذين يقولون إن الأفلاك لا تتغير ؟ سبحان الله من الذي خلق الأفلاك ؟ الله عز وجل فالذي خلقها قادر على تغييرها لكن هم يرون أن هذه الأفلاك تجري بحسب الطبيعة ولا أحد يتصرف فيها والعياذ بالله لأنهم ينكرون الخالق .
وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على أن الأفلاك تتغير بأمر الله، فهذا النبي دعا الله ووقفت الشمس .
ومحمد رسول الله طلب منه المشركون آية تدل على صدقه فأشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر فانشق شقتين وهم يشاهدونه شقة على الصفا وشقه على المروة .
وفي هذا يقول الله عز وجل { اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } .
قالوا هذا محمد سحرنا والقمر لم ينشق بل أفسد نظرنا وعيوننا لأن الكافر والعياذ بالله الذي حقت عليه كلمة الله لا يؤمن كما قال الله { إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية } القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويصرفها كيف يشاء، فالذي حقت عليه كلمة العذاب لا يؤمن أبداً ولو جئته بكل آية ولهذا طلبوا من الرسول آية وأراهم هذه الآية العجيبة التي لا يقدر أحد عليها وقالوا { سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر } وفيها بيان نعمة الله على هذه الأمة حيث أحل لها المغانم التي تغنمها من الكفار كانت حراماً على من سبقنا لأن هذه الغنائم فيها خير كثير على الأمة الإسلامية تساعدها على الجهاد وتعينها عليه .
فهم يغنمون من الكفار أموالاً يقاتلونهم بها مرة أخرى وهذا من فضل الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي وذكر أنه أحلت له الغنائم ولم تحل لأحد كان قبله وفي الحديث من آيات الله أن الذين غلوا لزقت أيديهم بأيدي النبي وهذا خلاف العادة ولكن الله على كل شيء قدير لأن العادة إذا صافحت اليد يداً أخرى أنها تنطلق ومنها أن الأنبياء لا يعلمون الغيب وهو واضح إلا ما أطلعهم عليه أما هم فلا يعلمون الغيب .
وشواهد هذا كثيرة فيما جرى لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام حيث يخفى عليه أشياء كثيرة كما قال الله { قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير } أما هو فلا يعلم الغيب .
وأصحابه يكونون معه يخفون عليه فكان معه ذات يوم أبو هريرة فانخنس وكان عليه جنابة فقال له عندما رجع من غسل الجنابة أين كنت يا أبا هريرة إذا فالرسول لا يعلم الغيب ولا أحد من الخلق يعلم الغيب كما قال الله عز وجل { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } ومنها دليل على قدرة الله من جهة أن هذه النار لا يدري من أين جاءت بل تنزل من السماء لا هي من أشجار الأرض ولا من حطب الأرض بل من السماء يأمرها الله فتنزل فتأكل هذه الغنيمة التي جمعت والله الموفق .

59 - السادس: عن أبي خالد حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذباً وكتما محقت بركة بيعهما متفق عليه

الشَّرْحُ

البيعان البائع والمشتري وأطلق عليهما اسم البيع من باب التغليب كما يقال القمران للشمس والقمر والعمران لأبي بكر وعمر .
وقوله بالخيار أي كل منهما يختار ما يريد ما لم يتفرقا أي ما داما في مكان العقد لم يتفرقا فإنهما بالخيار .
ومثاله رجل باع على آخر سيارة بعشرة آلاف فما داما في مكان العقد ولم يتفرقا فهما بالخيار إن شاء البائع فسخ البيع وإن شاء المشتري فسخ البيع وذلك من نعمة الله سبحانه وتعالى وتوسيعه على العباد لأن الإنسان إذا كانت السلعة عند غيره صارت غالية في نفسه يحب أن يحصل عليها بكل وسيلة فإذا حصلت له فربما تزول رغبتة عنها لأنه أدركها فجعل الشارع له الخيار لأجل أن يتروى ويتزود بالتأني والنظر .
فمادام الرجلان لم يتفرقا فهما بالخيار وإن طال الوقت لعموم قوله ما لم يتفرقا وفي حديث ابن عمر أو يخير أحدهما الآخر أي أو يقول أحدهما للآخر الخيار لك وحدك فحينئذ الخيار له وحده، والثاني لا خيار له، أو يقولا جميعاً لا خيار بيننا .
فالصور أربع: 1 - إما أن يلبث الخيار لهما وذلك عند البيع المطلق الذي ليس فيه شرط .
2 - وإما أن يتبايعا على أن لا يكون الخيار لواحد منهما وحينئذ يلزم البيع لمجرد العقد ولا خيار لأحد .
3 - وإما أن يتبايعا أن الخيار للبائع وحده دون المشتري وهنا يكون الخيار للبائع والمشتري لا خيار له .
4 - وإما أن يتبايعا على أن الخيار للمشتري والبائع لا خيار له وحينئذ يكون الخيار للمشتري وليس للبائع خيار وذلك لأن الخيار حق للبائع والمشتري فإذا رضينا بإسقاطه أو رضى أحدهما دون الآخر فالحق لهما لا يعدوهما، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً وقول النبي عليه الصلاة والسلام ما لم يتفرقا لم يبين التفرق ولكن المراد التفرق بالبدن فإن تفرقا بطل الخيار ولزم البيع قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وهذا هو الشاهد من الحديث في الباب لأن الباب باب الصدق .
قوله فإن صدقا وبينا إن صدقا فيما يصفان السلعة به من الصفات المرغوبة وبينا فيما يصفان به السلعة من الصفات المكروهة فمثلا لو باع عليه هذه السيارة وقال هذه السيارة جديدة موديلها كذا ونظيفة ويمدحها بما ليس فيها نقول هذا كذب فيما قال وإذا باعه السيارة وفيها عيب ولم يخبره بالعيب نقول هذا كتم ولم يبين والبركة في الصدق والبيان فالفرق بين الصدق والبيان أن الصدق فيما يكون مرغوباً من الصفات والبيان فيما يكون مكروهاً من الصفات فكتمان العيب هذا ضد البيان ووصفه السلعة بما ليس فيها هذا ضد الصدق .
ومثال آخر باع عليه شاة وفيها مرض غير بين لكنه كتمه نقول هذا لم يبين وإذا وصفها بما ليس فيها من الصفات المطلوبة فهذا قد كذب ولم يصدق .
ومنه ما يفعله بعض الناس الآن نسأل الله العافية يجعل الطيب من المال فوق والرديء أسفل فهذا لم يبين ولم يصدق لم يبين لأنه ما بين التمر المعيب ولم يصدق لأنه أظهر التمر بمظهر طيب وليس كذلك .

باب المراقبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى / من 55 – إلى باب المراقبة / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى / من باب المراقبة – إلى 60 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 257 – إلى 260 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 164 – إلى 168 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 253 – إلى 257 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 157 – إلى 164 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: